
لكل بطل قصة، وحمزة بطلنا له من الذكريات ما يبقى خالدًا في الأذهان.
في السابع والعشرين من عمره قال القدر كلمته، وكان اختياره للسير على درب الشجاعة والإقدام والشهادة، متجاوزًا رهبة الليالي وشراسة الأيام.
أخي، الذي كان يغمر الأرواح بوهج حبه وعطفه.
حمزة، الشاب الذي عرفه الجميع بابتسامته التي لا تغيب، وكرمه الذي لا ينضب، وروحه التي كانت تعلو فوق الصعاب.
قد يظن البعض أن مسيرة حمزة قد انتهت في تلك اللحظة التي ألقى فيها بجسده شريط اللاعودة في ملاحقة تُجّار الأسى والدمار، لكن الحقيقة أنه في تلك اللحظة، بدأت قصته تنتشر وتُروى للأجيال.
فببسالته، رسم دربًا للصدق والمروءة، وباستشهاده، غرس في قلوبنا بذور الشجاعة والأمل.
استشهد حمزة وهو يقارع شرورًا تهدد نسيج المجتمع، تاركًا وراءه سيرة عطِرة تفوح بعبق الفداء والأمانة. ستظل حكايته تُحكى، وستبقى ذكراه نبراسًا لمن يسعى لرقي بلاده وحماية شبابه.
كُتِب اسمه بأحرفٍ من نورٍ بين قوائم الشرفاء، واليوم، نتلو فصول حياته عطرًا يُعطر جيلًا بعد جيل.
رحل جسدًا تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا، إرث العزيمة والإيمان بأنه مهما عظُم الظلام، سيبقى هناك شموع تنير دروب الآخرين.
. اختار حمزة مهنة الشرف والتضحية، فكان ذلك الجندي المجهول الذي يحرس أمن الوطن ويصون عزّته دون انتظار للثناء أو الجزاء.
كان لكل صباحٍ مع حمزة نكهة خاصة، حيث تُزهر الأماني وتتفتح الأحلام بالأعمال، ومع خفقان قلبه الشجاع، كان يهب للقضاء على كل ما من شأنه أن يخدش صفاء المجتمع ويعكر صفو الأرواح، لقد كان كخط الدفاع الأول ضد تلك السموم التي كادت تفتك بحياة الشباب.
وفي تلك الليلة المقدرة، عندما كشرت الظلمة أنيابها بوجه الضياء، لم يرتد حمزة خوفاً بل ركض نحو الخطر بروح المقاتل الأبي، كان جسده في تلك المطاردة كالبارقة التي تضيء ظلمات الليل، وكان نيته كالبندقية الصادقة التي لا تخطئ الهدف.
لم يُسجّل التاريخ سقوطه، بل رسم بأحرف من ذهب قيامه مدافعًا عن قيمه وأخلاقه، قدوة للرجولة والإباء. ستتوارى السنوات، وستبقى قصة حمزة علامة مضيئة في سماء الزمان، تُظهر كيف أن الراحلين عن عالمنا لا يرحلون حقًّا، بل يبقون في قلوبنا ما بقيت الذكريات.
ويتحدث الناس إلى اليوم عن حمزة كرمز للعزة والإقدام، وكمثال لكل شاب يحلم بأن يضع بصمته في هذه الحياة. ونصلي أن تكون روحه في جنات الخلد، وأن تكون أمثاله منارات تهدي الأجيال إلى طريق الخير والصلاح.
نعم، حمزة لم يعد بيننا، ولكنه ترك أثرًا لا يمحى، وروحًا لا تفنى، واسمًا سيبعث كلما تُليت حكايته بروح ملؤها الإعجاب والاحترام.
مرت #سبعة_سنوات وكأنها البارحة ..