أمي الحبيبة الحاجةامنة عبدالله فاضل عبيدات أم محمد ولدت في قرية يبلا بتاريخ 1/1/19930 وتوفيت بتاريخ 9/4/2019 بعد حياة صبر وجهاد دائبين،حيث أنهاتحملت المسؤولية منذ الصغر.تزوجها أبي وهي بسن الخامسة عشر .أبي أبو محمد يوسف عبيدات لم يكن موظفاوانما كان صاحب بقالة وكان يصنع الجبنة البيضاء من حليب الغنم.
رزق الله أمي وأبي أربعة عشر من الأبناء والبنات سبعة أبناء وسبع بنات .
كانت أمي تعمل بالليل والنهار بجد وعزم دون كلل راضية بقدرها لا تشكو أبدا،تبدأ العمل من قبل صلاة الفجر الى ما بعد صلاة العشاء ؛عندما تستيقظ تذكر الله وتصلي وتستغفر الله لها وللمسلمين والمسلمات ؛ثم توقد فرن الطابون ثم تصلي الفجر ثم تخبز خبز القمح .
بما أن لدى أمي عائلة كبيرة فان حجم الأعمال عليها كبير فهي توقظ الأولاد لصلاة الفجر ثم تجهز الفطور لأبي ولنا وتغسل شعر الأولاد الذين سيذهبون الى المدارس وهي توصيهم بالأدب وحسن الخلق والانتباه للأستاذواحترامه،بعد ذلك تغلي الحليب للصغار من الحليب الذي قد حلبته من الماعز،ثم تقوم بغسل الصحون والملابس بيدها الكريمة.
تكمن المشكلة بالماء والكهرباء في ذلك الوقت.قالت لي أمي انها كانت تذهب يوميا الى عين القرية التي تبعد عن بيتنا مسافة لا تقل عن ألفي متر في طريق معظمها جبلية وعرة وحادة وتعبئ قربتي ماء وسطل كبير ثم تضع القربة الأولى على الدابة وهي واضعة رجلها على رسن الدابة(شطن الدابة) كي لا تتحرك الدابة ثم تتناول القربة الثانية لتشبكها مع القربة الأولى وذلك لتتوازن القربتين ثم تحمل السطل على رأسها عائدة الى المنزل صاعدة الجبل .
كنت أرى الملابس بعد أن تغسلها أمي ناصعة البياض وأواني الألمنيوم لامعة براقة.
بعد أن تصلي أمي العصر تبدأ بغربلة القمح الذي كانت قد قامت بحصاده بيدها في موسم الحصاد وتستمر بذلك حتى الغروب.
تشغل أمي بعد ذلك الفانوس والبنورة كونه بقريتنالا يوجد كهرباء في ذلك الوقت .
تجهزأمي بعد أن تغسل الصغار وتعشيهم معجن العجين لتعجن العجين من طحين القمح.
كانت أمي تساعد أبي بصنع الجبنة لأن الجبنة بحاجة الى نظافة كبيرة فكانت تنظف مكابس الجبنة الخشبية الكبيرة وتغسل الأدوات الخاصة بالجبنةكلها ثم انها كانت تغلي الجبنة بالماء المغلية مع الملح ومن كثر غليها للجبنة تضررت شبكية عينها،
كان أبي بالصيف يأخذ أرضا بمحاذاة نهر اليرموك يزرعها بالخضار تبعد عن بيتنا عشرة الاف مترا تقريبا ؛ كانت أمي تمشي هذه المسافةلتقطف الخضار وتحملها على الدابة لتعود فيها الى القرية.
كانت أمي تعمل في كل وقت حتى أحيانا وهي مريضة وحتى بعد أن تنجب.
كان اذا مرض احدنا تحمله أمي وتمشبي به الى المركز الصحي بقرية سمر الذي يبعد ثلاثة الاف متر وكذلك تعود به.
عجبا لهذه الأم لا أوفيها حقها مهما كتبت.
لقد كان من نتاج أمي الحفظة لكتاب الله والطبيب والمهندس والحاملين لشهادة الدكتوراة والمعلمة والصيدلانية .
رحم الله أمي وأدخلها فسيح جناته ان شاء الله تعالى كانت رمزا ومثالا رائعا لكل أم رغم أميتها.