مبروك للفائزين!الجمهور العام
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الجمهور العام
بطلي الأوحد(أبي الفاضل)
Shayma Tarawneh
تأليف Shayma Tarawneh
بطلي الأوحد(أبي الفاضل)

بطلي هو والدي
(الأستاذ أمجد عبدالقادر الطراونة )
سأتحدث عن والدي(الإنسان ، الأب، الزوج، المعلم)
خوفي أن تخونني اللغة وتحرجني الأبجدية وتضيع مني الحروف والكلمات لأنني أتكلم عن صاحب الأبجدية، عراب اللغة العربية كما أسميه ويسميه الجميع ، معلم الحرف الأول، الكلمة الأوفى، السطر الأوسط، والجملة المكتملة .
أتحدث عن مربي الأجيال: الذي صنع طياراً مهندسا طبيباً وعسكريًا .
إنسان عاقل يحب الجميع يساعد الغريب قبل القريب يذكر الله كثيرا ويغذي عقله بالقراءة والكتابة شامخ الطبع لديه عنفوان عظيم .
كان أبي طالبًا نجيبًا متفوقًا مختلفاً جدًا، كان وهو في الصف الثالث الابتدائي (الإعدادي ) كان أستاذه في اللغة العربية يحضره للصف السادس الابتدائي كي يكتب معهم قطعة الإملاء ويحصل على الدرجة الكاملة وهو مستواه ثالث ابتدائي.
وقت ظهور نتائج (التوجيهي) كان أبي يساعد عمه في الحصاد (حصاد القمح) فطلب من عمه أن يذهب إلى المدرسة ليعرف نتيجته لأن في الوقت ذاك لا هواتف ولا رسائل نصية فقال له عمه (اتطمن أنت ناجح) (ف أقداركم تؤخذ من افواهكم) نجح أبي الذي كان يدرس وهو يرعى الأغنام تاره ويحصد القمح تاره اخرى ، وهو الذي حين يدرس يقوم بقطع الصفحة التي قرأها حتى لا يُعيد.
أما المرحلة الجامعية كانت في جامعة اليرموك درس أبي اللغة العربية ف أصبح عراباً وسيداً للغة .
بعدها انطلق للعمل في ميادين التربية والتعليم في الأردن وسلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وكان يرفع شعاره الأبدي (أن الطالب ثروة المُعلم الحقيقي) ووجد هذا واقعاً في هذه الدول الثلاث .
في كل مكان عمل أبي فيه كان يرى الوطن يرمقه بعيون المُراقب كي لا يقصر بحقه .
حيث حمل والدي الوطن في حله وترحاله وترك إرثا هو الإخلاص في العمل والوفاء راجياً رضى الله في كل عمل .
أبي الذي صنع من الأطفال رجال وعلمهم حُب الوطن .
وجملته الشهيره هي: ( ثروتي الحقيقية هي طلابي) وبالفعل انه انتج ثروة حقيقية في الكرك المزار الجنوبي الحسينية في لواء مؤاب وفي عُمان (الحمراء) وفي الإمارات دبي والعين.
أعزائي دعوني أقول أن لم يكن ابي يومًا رجلاً عادياً ، منذ صغري وانا أراه مختلفا ليس لأنه أبي ،وليس اعجابي به فطريًا ، ولو لم يكن أبي لتمنيت أن يكون بل لأنه رجل حقيقي تشهد له مبادؤه وفكره العظيم ، تشهد له مواقفه الثابتة كالجبال ، وكلماته الراسخة في قلب وعقل كل أحد قابله ولم يقابله ، وافعاله التي جعلته خالدًا ، احبه لا لشيء ، أحبه لكل شيء لانه قضية بحد ذاتها وانا أحب القضايا ؛ لأنني درست الحقوق.
أحب القضايا وخصوصا المعقدة منها وهو صعب وفي نفس الوقت سهل وهين لين.
أبي المثقف:
لم مجال للفراغ أن يخلق في مكتبته، كان بين الكتاب
والكتاب هناك كتيب، بين المصحف والاخر هناك كتاب تفسير، كانت مكتبته عالم بأكمله، كانت عامرة بالعلم والثقافة، كان يعشق القراءة والتفقه في الدين، كان حريصا على اشيائه وخصوصا الكتب، يجب على اي أحد يريد أن يستعير كتاب أن يرجعه في مدة معينه، او أن يأخذ كتاب معين من زاوية معينة ، لا لشيء لكنه منظم يحفظ عن ظهر قلب مكان كل كتاب، كان 
والدي رجلا مثقفا، كثير العلم،مؤدب الاخلاق، كان له استراتيجياته الخاصة في كل شيء، حافظ على هذه المكتبة في حياته كمن يحافظ على اولاده، وهذه هي كانت ثروته الحقيقية .
منذ صغري بدأت رحلتي في القراءة من مكتبة والدي حيث بدأت في عبقرية الصديق، مئة عام من العزلة وأيضاً رجال في الشمس وغيرها من الكُتب ذات العيار الثقيل جدًا كانت أكبر من عمري لكنها نمت من عقلي وفكري..
كان يقول لي (البنت ما بتفيدها إلا شهادتها وثقافتها) درسني وحافظ على جمال عقلي .
لوالدي كُل الفضل في عمر الأثني عشر كنت أمسك كتاب عظيم بدلًا من مجلة تافهه او هاتف ذكي .
هذا أبي الذي أحب، الذي وضع في يدي اليمين قلماً واليسار كتاباً
كنتُ صفحة بيضاء فارغه، فصنع مني انسانه كاتبه واعيه قارئه مُطلعه!
هذا أبي الذي أحب، هذا أبي الذي أعرفه ويعرفني، يفخر بي، يضعني في المقدمة دون تردد وهو على ثقه بأنني أستطيع!
هذا بطلي، هذا هو أبي، الإنسان المعلم ، الزوج المخلص، الأب الحاني، ولأن المبادئ لا تُجزأ هو صاحب فكر في كل شخصية من هذه الشخصيات، أنا فخورة به كثيراً هو قدوتي الذي أعتز به .