
حكايتي مع القُدوة
الدكتور أنور الشعر
التعلّم بالقدوة أسلوب تربوي ناجِع، فيتعلّم الإنسان ممن يرى أنهم يصلحون أن يكونوا قدوة له، فيكتسب من سلوكاتهم، ومواقفهم، وآرائهم، وعلمهم، وثقافتهم. ويعتمد ذلك على أمرين: قدرة القدوة على التأثير في الآخرين وقدرة المقتدي على ملاحظة السّمات التي يحبها في المقتدى به فيعمل على محاكاتها.
ولا بد من الإشارة إلى أن القدوة نوعان: قدوة سيئة أو سلبية يكتسب منها الآخرون ما هو سيء أو سلبي كالمدرس الذي يدخن أمام طلابه، فقد يكتسب بعض الطلبة منه هذا السلوك السلبي فيشرعون في ممارسة هذه العادة السلبية الضارة. وهناك العديد من الأمثلة على هذا النوع من القدوة، وليس المقام هنا مقام الحديث عنها، لأن ما يهمني هو النوع الثاني، أي: القدوة الحسنة أو الإيجابية التي تسهم في بناء المجتمع والارتقاء بإنسانيته.
وبدأت عملية التعلم بالقدوة منذ فجر الحياة البشرية عندما قتل قابيل بن آدم -عليه السلام- أخاه هابيل، وعجز عن التصرف في جثته، فأرسل الله غرابًا قدوة ليعلمه كيف يواري سوأة أخيه، وعندما رأى الغراب يبحث في الأرض ليعمل حفرة فيها ليدفن جثة غراب ميت، اقتدى به وحفر حفرة ودفن أخاه، فيقول الله تعالى في هذه الحكاية:)فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين).( )
وجدير بالقول إنّ أيّ شخص نال قدرًا وافرًا من النجاح، والإبداع، والتميّز يكون، على الأغلب، قد صادف أو التقى بشخص أو أكثر شكلوا له حافزًا للعمل، والمثابرة، والنجاح. وليس بالضرورة أن يلتقي الإنسان بقدوته لقاءً مباشرًا، بل يمكن أن يتعرف عليه عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن يقرأ عنه في كتاب أومجلة، أو يستمع لشخص آخر يحكي قصة نجاح ذلك القدوة وتميزه.
والإنسان السّوي يتأثر بمحيطه ويؤثر فيه إيجبًا. وقد يتأثر بما يقرأه من سير العظماء من الناس فيشكل أحدهم قدوة له. ولعل الرسول محمد- ﷺ- هو القدوة الأكثر تأثيرًا في حياتي وحياة ملايين من الناس الذين آمنوا به وبرسالته واقتدوا به مصداقًا لقوله تعالى: (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا).( ) والأسوة الحسنة في هذه الآية الكريمة تعني القدوة الحسنة التي يتأسى بها الناس. وقد تأثرت كثيرًا بأخلاق الرسول محمد- ﷺ- ، وتمثلتها في حياتي، من مثل: الصدق، والأمانة، والوفاء، والكرم، ومساعدة الآخرين، والكلام الطّيب، وأن العمل عبادة لا يجوز أن يفرّط فيها. وهذا كله أطّر سلوكي وعلاقاتي مع الناس دون تعصّب أو انغلاق ورفض للآخرين.
وشكل النبي يوسف- عليه السلام- كما يستفاد من قراءة قصته في سورة يوسف في القرآن الكريم، قدوة حسنة فقد تعلمت من سرد قصته صون الأمانة، فقد رفض بل قاوم إغراء امرأة العزيز له عندما راودته عن نفسه، فأجابها (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)( )، كما تعلمت من قصته روح التسامح مع من يسيء إلي، والعفو عند المقدرة، وهذا ظهر جليّا في موقفه من إخوته الذين ألقوه في البئر واتهموه بالسرقة، إذ قال لهم (لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)( )، وتعلمت منه أيضًا قيمة الأمانة في أداء العمل، إذ قال للعزيز: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)( )، وهذه كلها قيم إنسانية خيّرة وإيجابية حقيق بكل فرد منا أن يتمثلها ويقتدي بها في حياته.
هذا ما كان من الحديث عن القدوات التي تأثرت بها من خلال القصص القرآني، لكني بالإضافة إلى ذلك، صادفت في حياتي أشخاصًا شكّلوا لي قدوات ونماذج تحتذى فتعلمت منها الإصرار، ومواجهة التحديات والصعوبات، والوصول إلى النجاح المنشود. والشّخص الأول الذي شكل حافزًا لي لمواصلة رحلتي العلمية والثقافية، رغم التحديات الكبيرة التي كانت تواجهني في مقتبل العمر، كان صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية في الحي الذي كنت أقطن فيه آنئذٍ، ولم يكن قد حصل على شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) في حينها. وذات عزم وتصميم قرر وبعد أن تجاوز الخامسة والخمسين من العمر أن يتقدّم لامتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة. فدرس وثابر، فحقق النجاح لينتقل بعدها ليدرس في الجامعة للحصول على بكالوريوس في الحقوق. وكان له ذلك، مما حدا به إلى أن يتدرب لدى مكتب محاماة لمدة سنتين، فحصل على شهادة مزاولة مهنة المحاماة، وبعدها أسس مكتبًا للمحاماة خاصًا به منجزًا حلم حياته. هذه الشخصية شكلت لدي قناعة بأن العمر مجرد عدد أو رقم، ويمكن للإنسان أن ينجز ما يريد ويحقق طموحاته ولو بعد حين.
وتعززت قناعتي بهذه الفكرة بعد أن التقيت بقدوة أخرى، فبعد أن تخرجت في الجامعة الأردنية عام 1978 حاصلًا عل شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها، التحقت بسلك التعليم وبدأت أتعرف على شرائح متنوعة في المجتمع خاصة من خلال إعطائي الدروس الخصوصية للطلبة المنتظمين وغير المنتظمين على مقاعد الدراسة. وفي السنوات الأولى من حياتي المهنية، ولم تكن الحياة قد عجمت عودي بشكل كافٍ، طُلب مني أن أُدرّس مادة اللغة الإنجليزية لشخص سيتقدم لامتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة. ظننت أنني سأدرس طالبًا منتظمًا على مقاعد الدراسة ويعاني من ضعف في تلك المادة، وهذا كان أمرًا مألوفًا ولا غرابة فيه. لكن العنوان الذي أعطي لي قادني إلى شركة كبيرة للإنشاءات والمقاولات في منطقة في غرب عمان. سألت عن الشخص المعني فاصطحبني موظف بكل حفاوة واحترام إلى مكتب كتب على لافتة صغيرة قرب بابه عبارة (المدير العام). أدخلت إلى مكتب المدير العام، وكان مكتبًا كبيرًا فيه ما يكفي من الأثاث المكتبي الفاخر، فإذا بي أمام رجل مهيب يناهز الخمسين من العمر، ومما زاده هيبة ووقارًا اللباس الذي كان يرتديه؛ لباسًا عربيًا أصيلًا: ثوبًا طويلًا (دشداشة) أبيض اللون ويعتلي رأسه عقال فوق كوفية بيضاء تسرّ الناظرين. وقيل لي: هذا هو الطالب الذي ستدرّسه مادة اللغة الإنجليزية ليتقدم إلى اختبارات شهادة الدراسة الثانوية العامة. رحب بي ترحيبًا خاصًا ينم عن تقديره للعلم وللمعلمين. وما هي سوى لحظات حتى تغلبت على عنصر المفاجأة، وجلسنا وبدأنا الدروس وفق الخطة التي وضعناها معًا. وتحولت الدروس إلى جلسات ودية تتسم بالحميمية عرفت من خلالها أنه صاحب واحدة من أكبر شركات الإنشاءات والمقاولات في الأردن آنذاك. وذات حوار وديّ سألته: ما الذي يدفعك للدراسة في هذا السن المتقدم نسبيًّا من العمر وأنت لست بحاجة إلى شهادة لتعمل بها، بل إن أصحاب الشهادات يتمنون أن يعملوا تحت إمرتك؟! ففاجأني بالإجابة قائلًا: لدي خبرات واسعة في مجال الإنشاءات ومحاسبة الشركات وإدارتها، ولدي مهندسون وموظفون إداريون آخرون لا يقدّرون قدراتي التخطيطية والإدارية والتنفيذية رغم أنني أمتلك وأدير شركة كبيرة حققت نجاحات كبيرة في مجال الأعمال والاقتصاد، والسبب في موقفهم هذا هو أنهم ينظرون إلى ضآلة خبراتي العملية أمام شهاداتهم العلمية التي حصلوا عليها من جامعات كبيرة ومعترف بها، لذلك قررت أن أحصل على شهادة الدراسة الثانوية العامة، وسأواصل درب العلم إلى البكالوريوس، فالماجستير، فالدكتوراة. وكان آخر عهدي به أن حصل على درجة البكالوريوس وشرع في الدراسة للحصول على درجة الماجستير، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو التي سمحت بعودة عدد من أبناء فلسطين الذين يعيشون خارج وطنهم، فانتقل بأعماله وشركته إلى موطنه في الخليل ليحقق مزيدًا من الإنجازات والتميز، فقد انتخب عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني، وانتخب نقيبًا للمقاولين الفلسطينيين.
أما القدوة الثالثة التي تأثرت بها، فلم ألتقِ بها وجاهة، بل قرأت عنها مقالًا في كتاب باللغة الإنجليزية، والمقال موسوم بــ( (Still in Water والذي يعني (لا تزال تسبح). والمقال كان موثقًا بالصور لسيدة أمريكية ترتدي ملابس السباحة وتظهر في صور أُخَر وهي تمارس السباحة في مسبح كبير. وكما جاء في المقال، بدأت هذه السيدة في تعلم السباحة وهي في سن الرابعة والخمسين، وقد بلغت عند نشر المقال عنها سن الثمانين، وهي لا تزال تمارس السباحة وتشارك في مسابقات على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، فأكبرتُ فيها هذه الروح المتوثبة للنجاح والتميز. هذه السيدة شكلت لي قدوة إيجابية وأمدتني بطاقة نفسية كبيرة لأبدأ بتعلم مهارات السباحة، وكان قد مضى من العمر سبع وأربعون عامًا، فثابرت على اكتساب جميع المهارات التي تمكني من السباحة دون خوف أو وجل من أن أسبح باقتدار وكفاءة ولياقة حتى لو في بحر مائج. ومنذ ذلك الوقت لم أترك السباحة إلّا في فترة وباء الكورونا حيث كانت جميع أماكن السباحة مغلقة. والآن وقد بُلّغت سن الثانية والسبعين فإنني لا أزال أمارس السباحة ثلاث مرات في الأسبوع بواقع ساعتين متواصلتين في كل مرة. وكان من نتائج اقتدائي بهذه السيدة وإصراري على مواصلة السير على هذا الدرب الرياضي الجميل أنني، وبحمد الله، معافى من أمراض العصر: السكري، واضغط، والكوليسترول، وأتمتع برشاقة في الجسم تمكنني من القيام بأعمالي الحياتية اليومية دون أن أكون عالة على أحد، وأتمتع أيضًا بحيوية ونشاط عقلي يمكنني من الاستمرار في القراءة والكتابة الإبداعية (شعرًا وسردًا ونقدًا أدبيًّا)، فكما قيل: العقل السليم في الجسم السليم.
وبعد أن كنت أقتدي بشخصيات لها قدر عالٍ من الهمة والإنجاز أصبحت الآن قدوة حسنة لأعداد كبيرة من الشباب والفتيات والرجال والنساء. ففي أثناء عملي مدرسًا للغة الإنجليزية كنت شغوفًا بالقراءة والثقافة باللغتين العربية والإنجليزية مما مكنني من الحصول على قسط وافر من المعرفة والثقافة مكنتني من أن أصدر مجموعتي الشعرية الأولى عام 2001، تبعها المجموعة الشعرية الثانية عام 2002، وفي عام 2006 أصدرت مجموعتي الشعرية الثالثة بدعم من الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى بعد إقرارها من لجنة تحكيم خاصة بالشعر. شكّل هذا الإنجاز لدي شعورًا بالمسؤولية الثقافية بأن أرتقي بأعمالي الأدبية إلى آفاق سامية، فقررت أن أبدأ مشروعًا علميًّا (كما كان يصفه العلّامة الأستاذ الدكتور نهاد الموسى الذي كان آنئذٍ أستاذ النحو في الجامعة الأردنية) بأن أدرس اللغة العربية وأحصل على درجات البكالوريوس، فالماجستير، فالدكتوراة. فكان لي ما أردت، كما يقول الشاعر محمود درويش: "سأصيرُ يومًا ما أريد"، وصرتُ، حيث سرت في هذا الدرب بجد، وعزم، وصبر مستذكرًا في كل مرحة من اقتديت بهم وبنجاحاتهم، وإنجازاتهم، وإصرارهم على تحقيق المزيد من الارتقاء، فحصلت عام 2009 على درجة البكالويوس في اللغة العربية وآدابها بمعدل 94.3%، فقبلت في برنامج الماجستير في اللغة العربية في الجامعة الأردنية، وحصلت على درجة الماجستير عام 2011 بمعدل 3.94 من 4، فالتحقت ببرنامج الدكتوراة في السنة التالية في الجامعة نفسها، وقد كنت قد بلغت الستين من العمر. واظبت على الدراسة بجد وشغف، وأنهيت البرنامج في زمكن قياسي؛ ثلاث سنوات، لأحصل على شهادة الدكتوراة في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية وأنا في الثالثة والستين من العمر. وقمت بالارتقاء برسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراة وتحويلهما إلى كتابين في النقد الأدبي تولت وزارة الثقافة طباعتهما على نفقتها بعد إقرارهما من لجان تحكيم الكتب.
وما أن أنهيت متطلبات الحصول على درجة الدكتوراة حتى حصلت على عقد عمل لأشغل وظيفة رئيس قسم المساقات الأساسية وأستاذًا مساعدًا للغة اللعربية في جامعة خاصة في مدينة العقبة، حيث أمضيت فيها أربع سنوات، وعدت إلى عمان لأعمل محاضرًا غير متفرغ في الجامعة الأردنية حتى الآن.
ولم يتوقف مشوار الارتقاء الذي بدأته بحصولي على درجة الدكتوراة والعمل أستاذًا في الجامعات، إنما طال الارتقاء إصداراتي الإبداعية والنقدية، إذ بلغت إصداراتي من الكتب ثلاثة عشر كتابًا حتى الآن: سبع مجموعات شعرية للكبار، ومجموعة شعرية للأطفال، وروايتين، وثلاثة كتب في النقد الأدبي. وفي هذه الأثناء أعكف على عملية نشر كتابين: كتاب في النقد الأدبى ومجموعة شعرية جديدة، بالإضافة إلى نشري عددًا من الأبحاث العلمية في مجلات محكمة.
ومع توالي النجاحات والإنجازات تحوّلت من مقتدٍ بالآخرين إلى قدوة للآخرين. وأول من اقتدى بي زوجي التي كانت حاصلة على شهادة الثانوية العامة قبل سنوات عديدة، فحفزتها تجربتي للتفكير في السير في درب العلم، كما فعلت أنا، وبالخطوات نفسها، فالتحقت بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية عام 2013 وحصلت على درجة البكالوريوس في الفقه وأصوله، وكان ترتيبها الأول على دفعتها، فانتقلت إلى برنامج الماجستير وحققت أيضًا الترتيب الأول على دفعتها، لتلتحق ببرنامج الدكتوراة الذي أكملته في ثلاث سنوات، فتخرجت قبل عامين من الآن بمعدل تراكمي 4\4، وهي الآن محاضرة في الجامعة الأردنية. وهكذا، بعد أن كنت وحدي قدوة للآخرين، صرت أنا وزوجي قدوتين ومثالًا يحتذى في الصبر، والمثابرة، والإنجاز.
ومن مظاهر تحوّلي إلى قدوة لدى العديد من الناس أنني سمعت عددًا من الآباء والأمهات يرجون الله تعالى أن يسير أبناؤهم وبناتهم على درب النجاح والتميز الذي سرت عليه، وكثيرًا ما سمعت من بعضهم عبارة تثلج الصدر، فيقولون: إن شاء الله يصير مثلك.
ومن ناحية أخرى، تأثر عدد كبير من الشباب والفتيات بتجربتي في الارتقاء بالذّات، وأجرى عدد من الشباب والفتيات معي لقاءات فردية يتحاورون فيها حول تجربتي الأكاديمية والإبداعية لعلهم يصيبون قسطًا من النجاح في الكتابة الإبداعية، وأعكف الآن على مساعدة الكثيرين منهم بتلقي أعمالهم الكتابية فأقرؤها لهم وأرشدهم إلى أفضل السبل للارتقاء بكتاباتهم ليكونوا كتّابًا واعدين في المستقبل القريب. هذا، وقد أخذت بيد العديد منهم بتقديمهم وأعمالهم الإبداعية في ندوات ثقافية عامة.
وفي أثناء عملي في جامعة العقبة والجامعة الأردنية طلب مني أن أقدم ندوات ومحاضرات في المدارس والجامعات أتحدث فيها عن تجربتي في الارتقاء بالذات في المجالات العلمية، والأكاديمية، والإبداعية، فقدمت العديد من هذه المحاضرات. ثمّ اتسعت التجربة فنظّمت العديد من المحاضرات في التنمية البشرية وقدمتها ولا أزال أقدمها تطوعًا لطلبة الجامعة الأردنية من ضمن متطلبات برنامج خدمة المجتمع، وتلاقي هذه المحاضرات وموضوعاتها تفاعلًا كبيرًا لدى الطلبة والقائمين على هذه المحاضرات.
وهكذ، فالحمد والمنّة لله من قبلُ ومن بعدُ أن أقدرني على الجد والمثابرة والإفادة من تجارب الناس القدوات الذين سبقوني بتجاربهم، فحققت قسطًا كبيرًا من النجاح والتميز في المجالات العلمية والأكاديمية والكتابة الإبداعية والنقدية ما جعلني قدوة للكثير من الفتيات والشباب الذين ينشدون التميز وتحقيق الذات.
***