أنا بطل، أنا علي. مع أني لا أرتدي قناع باتمان ولا رداء سوبرمان، إلا أنني أشعر بذلك بداخلي. شعور يخبرني أن أكتب عن نفسي، أن أشارك باسمي، أن أقول بثقة: أنا بطل. لكنني تساءلت، أنا بطل لماذا؟ بقيت مستغرقًا في التفكير لأيام ولساعات، بحثًا عن إجابة ترضيني. ومع مرور الوقت، بدأت أفقد الأمل، وأخرجت الموضوع من رأسي.
ثم، فجأة، نادتني أمي قائلة: علي وجدت كتاب مذاكرات باسمك ؟ لقد مرّ وقت طويل. يا إلهي، ذهبت إلى غرفتي أبحث عن ذكرياتي، لأسترجع أيام الطفولة التي مرت بي. وبينما أقلب صفحات مذكراتي، وجدت صفحة قديمة مترهلة، عليها بعض بقع القهوة، مكتوب عليها كلمات طفولية تقول:
أنا في العاشرة من عمري. الجميع يحبني، أمي تحبني، لكني لا أحب نفسي. هناك الكثير من الأشياء التي تقع على كاهلي؛ الدراسة، والتوقعات. يجب أن أستمر وأبقى قوي كي أراها فخورة بي. أريدها أن تخبر الجميع أنني بطلها، وأنني السبب في قوتها.’
تلك الكلمات كانت كافية لأفهم، لأتذكر. أدركت حينها أن البطولة ليست في قوة خارقة أو لباس خاص، بل في التحدي والصبر، وفي أن أكون سببًا في سعادة من أحب. نعم، أنا بطل لأني اخترت أن أكون كذلك، ولأني أردت دائمًا أن أكون بطلًا في عيون أمي
ها أنا الآن أشارك باسمي، وبجانبي أمي التي كانت دائمًا داعمة وعونًا لي. أشارك لأجعلها فخورة بي أكثر، أشارك من أجلها ومن أجلي، ولأقوم بالكثير من الأشياء الصعبة لأجل من أحب. أشارك من أجل كل من ساعدتهم، أشارك باسم من يحتاجون إلى بطل ليكونوا أفضل. أشارك من أجل البطل الذي يسكنني.
أنا هنا، اسمعوني