مبروك للفائزين!الجمهور العام
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الجمهور العام
كفاح طفلة (محنة أم نصيب)
Alaa Almomani
تأليف Alaa Almomani
كفاح طفلة (محنة أم نصيب)

تخونني الكلمات عندما أحاول وصف ما مررت به في حياتي. منذ طفولتي، واجهت تحديات عديدة، لكنني لم أفهم سبب ما عانيته. هل هو نصيبي، أم هو حسد من الآخرين؟ عندما خلقني الله كطفل، لم أكن أسعى للكمال، بل كنت كأي طفل عادي. لكن عندما أخبروا أمي بعبارة "الله عوضك بها"، انقلبت حياتي رأسًا على عقب.

عندما كنت في السابعة من عمري، أصبت بمرض لم أعلم إن كان ابتلاءً من الله أم رحمة إلهية. عشت أيامًا مليئة بالمعاناة، بكاءً وحزنًا، ومشاعر لا يمكن وصفها إلا لمن عاشها. لم أتمنى لأحد أن يمر بما مررت به. لم أعش طفولتي كما يجب، بل كنت أتمنى في بعض الأحيان الموت، ما أصعب هذه الكلمات التي تحمل في طياتها مشاعر معقدة.

استمرت معاناتي حتى بلغت الخامسة عشرة، حين بدأت في التواصل مع الناس. لم أختلط بأحد خارج عائلتي خوفًا من التعليقات الجارحة. كانت حياتي صعبة، إذ قضيت معظم أيامي في المستشفيات. ذات يوم، ذهبت إلى المدرسة كأي طالبة، لكن وجهي أصيب بطفح جلدي، مما جعلني أتجنب الاختلاط بالطلاب خوفًا من التعليقات السلبية.

عندما حان وقت مغادرتي المدرسة، شعرت بنظرات غريبة من الأطفال في الشارع، مما زاد من حزني وغضبي. تمنيت من الله أن أموت، وبكيت طوال الطريق إلى المنزل. لكن عندما احتضنتني أمي، شعرت بقدر من الراحة.

عندما بلغت السابعة عشرة، التحقت بالثانوية العامة في تخصص الاقتصاد المنزلي. درست واجتهدت رغم الصعوبات. واجهت تحديات عديدة في الجوانب التعليمية والصحية، لكنني لم أستسلم. قسوة على نفسي لتحقيق طموحاتي، ونجحت في دخول الجامعة لدراسة اللغة العربية.

مرت الأيام بين الحلوة والمرة، وبعد ثلاث سنوات من الدراسة، تخرجت وحصلت على ثمار تعبي وجهدي. بالرغم من الشكوك التي واجهتها، أكملت دراستي وحصلت على وظيفة تدريس بعد نجاحي في امتحان التعليم الإضافي.

تعرفت على بيئة جديدة وأشخاص مختلفين، وعندما طلبت من خالي أن يبارك لي، كان ردّه مفاجئًا حين وصفني بـ "حالات إنسانية". شعرت بالحزن لذلك، رغم أنني كنت في حالة جيدة. اقتنعت بأن ليس الجميع يتمنى الخير للآخرين.

بعد فترة من العمل كمعلمة، شعرت بإنجاز كبير عندما استلمت راتبي، إذ كان ذلك تعبيرًا عن جهدي. في الشهر الثاني، اشتريت هاتفي وتقدمت للحصول على رخصة القيادة، وكان كل ذلك بدعم من عائلتي.

الآن، أوشكت على إنهاء دراستي العليا (الماجستير) وأستعد لمناقشة رسالتي. بعد كل ما عانيته، لم أعد أتمنى الموت، بل أتمنى الدعم من الله للوصول إلى ما أطمح إليه في حياتي المقبلة. اقتنعت بأن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، فالحمد لله دائمًا وأبدًا.

وبعد كل هذه المعاناة، أصبحت عزيمتي قوية. لم أعد أخشى الكلمات الجارحة، بل أستطيع المواجهة والرد. سأستمر في السعي حتى آخر نقطة دم في جسدي.