|كهرمانُ شتاتي|
إلى رفيقِ الأيامِ التي مَضت، وغصّة الليالي القادِمة دونَ طيفِك،
كنتُ دوماً على شفا حُفرةٍ من الإنهيار العصبي والإرهاقِ النفسي  واستنزافِ الطاقات، تقلُبات الأيام، وقهر الأَحداث، لم يُكامع أحدً كُلَ هذا معي سِوا قلبهُ اللين.
أُبعثر دوماً كلماتي ويقومُ بترتيِبِها، كانَ تفاؤلي الوَحيد بينَ كُلِ غياهِبِ أيامي بأقلِ الخَسائرِ النفسيةِ، روحٌ يستهويني حديثُها، ويبتسم قَلبي بَدلاً مِن شَفَتايَ حينَها ، ليناً مِنَ الداخل وصخراً شامخاً منَ الخارج .
رضيتُكَ سنداً ومنَحتُكَ الوِدَّ الأخويِ على الدوام،كنتُ مُطمئِنَّةً بكَ جارً لقلبي يا أخي وحيثُ وَضَعتَني وَضَعتُك ، ترقدُ الآنَ بمترٍ غيرَ المكانِ الذي حلِمتُ بهِ لنا، هل عثرتَ على راحتَكَ في هذا  المكان أم بَعد؟
أخي الذي دَوماً كانَ المُحبَ لعيناي وشفافيةِ أورِدَتي من أطرافِ وجنتاي، لا شُكرَ بينَنا بعدَ مماتِكَ ولكن....
شكراً لأنك جعلتني أُتأمل بكَ مقاوِمَةً لتعثراتي التي مضت ، حَلّلتَ شيفرات اكتئابي بحنانِ فؤادكَ على روحي، أمسكتَ بيدي  على قارعةِ الطريق اللعينه وأحتضنتَ أوجاعَ لياليَّ المليئةِ بالسوادِ الماضي، شكراً لأنّك كنتَ قِنديلاً مُشعاً لي، رحلتَ إلى جوارِ ربي ولكن رائحةُ شَعرِكَ على الوسادةِ لم ترحل، رائحةُ ثيابِكَ لم ترحل، همساتُ ضحكاتِكَ الخفيفة لم ترحل، كتاباتي عنكَ لم ترحل، أثرُك على نجاحاتي لم يرحل، ما زالَ كلُ هذا بداخِلي، استشعِرُ وجودُكَ بهِ.، سلامٌ إليك يا أخي فأنا مشتاقةٌ يا أملي
فاقدة لصوتكَ من حولي،واعتلاني الحزنُ برحيلكَ يا سندي
أعي أنَ رُوحُكَ معي أينما أذهب كالظلِ تكامعني وتُمسكُ بأباخسي، سلاماً إلى أساسِ قوتي، للجسد والعقل الذي منحَ الكثيرَ لذاتي ومهما حدثتكم لن أفيهِ الحق.
أفكارٌ وأحلامٌ بنت لي جسوراً وبدأتّ بتحقيقها من أجل رغباتِكَ بنجاحي،ما انتظرت يوماً أن يخف الثقل ولكن رجوتُ قوةَ الظهرِ التي كنت قد منحتني إياها يا بطلي، سلامٌ بهِ جرحٌ ووجعٌ أعمقُ من وجعِ قلبِ فارقَ وليفتهُ .
والله لن أنسى أمراً يتعلق بكَ بتاتاً لأنكَ بِكُلِ مَرَّةٍ اظن انها نهايتي جعلتني  أَنهَض من جديدِكَ الدائم حولَ ظلي، حتى أصبحتَ بعدَ مماتِكَ ك صاحبِ الظلِ الطويلِ لي.

|الكاتبة:نورا المشاهرة |