(لا بَديلْ)
لَحْظَةٌ أَدْرَكَتُ فِيهَا أَنَّنِي لَمْ أَشْعُرَ بِطَعْمِ اَلْحَيَاةِ إِلَّا بِوُجُودِكَ فيها.
يَا مَنْ اِحْتَلَّ فُؤَادِي وَعَقْلِيّ وَرُبَّمَا حَيَاتِي بِأَكْمَلِهَا، أَحْبَبْتُكَ بِطَرِيقَةٍ لَا يُمْكِنُ لِلْكَلِمَاتِ وَالْحُرُوفِ وَصفُهَا.
رُبَّمَا عَجِزتُ عَنْ وَصْفِكَ، رُبَّمَا اَلْقَلِيلُ مِنْ اَلْكَلِمَاتِ أَكْتُبهَا لَكَ لِإيصالِ جُزْءًا مِنْ حُبِّي يَا مِنْ اِمْتَلَكَنِي، أَنْتَ وَحْدَكَ مِنْ جَعَلَنِي أَبْتَسِمُ لِلْحَيَاةِ بِكُلِّ حُبٍّ وَأَمَلٍ.
اَلْحُرُوفُ وَارْتِبَاطُهَا بِبَعْضِها البعض، أَجْمَعهَا تَعبيرًا عَن إمتِناني لِوُجُودِكَ بِجانِبي، هَلْ تَعْلَمُ بِأَنَّكَ سِنْدِي اَلَّذِي لَا يُمْكِنُنِي اَلسَّيْرُ بِدُونِهِ؟ هَلْ تَعْلَمُ بِأَنَّكَ مِنْ أَحِنُّ اَلْقُلُوبُ عَلَي؟ قَلْبُكَ مَلِيءٌ بِالْحَنَانِ وَالرِّقَّةِ وَكَأَنَّهُ يَرْمِي حَنَانُهُ وَصَفَاءَ وَجْهِهُ عَلَى فُؤَادِي.
كُلَّمَا رَأَيْتُهُ، يَبْتَسِمُ ذَلِكَ اَلْفُؤَادِ لَهُ حُبًّا وَشَوْقًا. هُوَ لَا يَعْلَمُ بِأَنَّهُ بِطَلْي اَلْحَقِيقِيِّ، سَوْفَ أَصِفَهُ اَلْآن بِكُلِّ مَشَاعِرِي، أَنْتَ اَلَّذِي دَائِمًا حَوْلِي بِلَا صُرَاخٍ بِكُلِّ مَا أَنَا عَلَيْهِ اَلْآنَ أَنْتَ وَحْدَكَ مَنْ يَسْتَحِقُّ اَلْوَصْفَ بِالْبَطَلِ اَلْحَقِيقِيِّ، دَائِمًا بِجِوَارِي بِيَأْسِي وَفَرَحِي وَجَمِيعِ تَقَلُّبَاتِي، تَسْنِدُنِي وَتَتَقَبَّلُنِيَ بِجَمِيعِ حَالَاتِي، لَا تَمِلُّ وَلَا تَكِلُ مَهْمَا طَرَقَتُ بابَكَ تُقَابِلُنِي بِكُلِّ رِحَابَةِ صَدَرَ، لَا أُخْفِيكُ بِكَامِلِ مَشَاعِرِي وَحُبِّي لَكَ أَوَدُّ رُؤْيَتُكَ لِأُخَفِّفَ مِنْ حَنِينِي وَاشْتِيَاقِي لَكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ بِأَنَّكَ لَا تَغِيبُ عَنْ مُخَيِّلَتِي وَبَالِي، أَتَعْلَمُ أَيْضًا فِي وَقْتِ يَأْسِي أَجِدُكُ بِجَوَارِي، وَحِينَ سَعَادَتِي أَنْظُرُ حَالاً لِأَجِدِكَ مُنْتَصِبًا بِجَانِبَيْ دُونِ مُنَادَاةٍ. أَنْتَ وَحْدَكَ مِنْ يُرَافِقُنِي فِي كُلِّ خُطْوَةٍ أَخُطِّيهَا.
رُبَّمَا عَبَّرَتْ عَنْ اَلْقَلِيلِ مِنْ مَشَاعِرِي وَكَلِمَاتِي، وَلَا أَعْلَمُ كَيْفَ أُوفِيكَ حَقَّكَ يَا رَفِيقَ اَلدَّرْبِ.
اَلْمَسَافَاتُ لَا تُغَيِّرُ شَيْئًا مَاضٍ كَانَ أُمٌّ حَاضِرٍ سَتَبْقَى بِطَلْي اَلْوَحِيدِ، اَلْحَقِيقِيَّ، سِنْدِي، أَخِي وَقُوَّتِي وَقْتَ ضَعْفيْ كُلَّ هَذَا لَا يَكْفِيك أَنْتَ أَكْبَر مِنْ كُلِّ تِلْكَ اَلْكَلِمَات دُمْتُ بِخَيْرٍ أَيُّهَا اَلْبَعِيدِ.