مبروك للفائزين!الجمهور العام
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الجمهور العام
لمن لم ولن يخذلني أبدًا
Sara Albadareen
تأليف Sara Albadareen
لمن لم ولن يخذلني أبدًا

بطلي الأبدي، من ضحى بحياته لأجلنا، يا من كافح وعانى.
أتذكر أول مرة رأيتك فيها (كما أخبرتني)، كنت أبلغ من العمر ما يقارب الثلاث سنوات، ولم أقبل أن ألمسك أو أن أضع رأسي على صدرك، ولم أتقبلك أبداً. أيمكن أن تكون هذه مشاعر طفلة لم ترَ أباها طوال السنوات والشهور الماضية؟ لا أدري ما هو إحساسك وقتها. أعلم أنها من أصعب المواقف التي يمكن لأب أن يشعر بها، أب متشوق لرؤية طفلته، ولكنه لم يتمكن من لمسها لأنها خافت منه. حتى أنك لفترة من الوقت لم تتمكن من سماع كلمة "بابا" من فمي، لأنني في أول مرة نطقتها كانت لشقيقي الأكبر.
كانت إجازاتك تأتي كل سنة ونصف أو سنتين، ولا تزيد عن ١٤ يوماً. لم أكن أتمكن من الاعتياد عليك إلا قبل سفرك بيومين أو ثلاثة، ثم تغيب عن ناظري من جديد.
أتدري يا أبي؟ لقد عشت ما يقارب ثماني عشرة سنة دون الإحساس بوجودك بجانبي، لكنني كنت أملك لك الكثير من الحب في قلبي، لمجرد أنني فهمت أنك بعيد عنا لأجلنا، لكي نتمكن من عيش الحياة التي تناسبنا، حتى لا نحرم من أي شيء.
في أول مرة قررت أن تعود إلى البلاد، كنت أبلغ من العمر ثماني عشرة سنة. لم تسعني الفرحة وقتها؛ لأنني أخيرًا سأعيش تحت كنف والدي، بجوار قلبه. سأتمكن من البكاء والضحك على كتفه، وسأشاركه مشاكساتي.
في أول فرحة لي بنجاحي في الثانوية العامة، كنت أنت أول من حضنني، وأول من بكى فرحًا لأجلي. كانت فرحتي لا توصف بوجودك. أن يكون لك كتف ثالث يشعر بألمك قبل أن تشعر أنت به هي نعمة لا تقدّر بثمن. أن يكون هناك إنسان في حياتك يفعل المستحيل ليرى ابتسامتك هي معجزة. أما عن وجود بطل يقف في ظهرك ويدافع عنك ويأتي بحقك، فهو شعور لا يمكن وصفه.
اليوم، وأنا أبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا، لا زلت يا أبي أكتفي بوضع رأسي على كتفك في مرضي، وحزني، وألمي، وفرحتي، وكأنني ملكت الدنيا وما فيها.
أعلم أنني مهما شكرتك، لن أفيك حقك. ليجزيك الله عني خير الجزاء. أدامك الله مرهمًا لجروحي، وسعادةً لقلبي، ونسًا لأيامي، ورفيقًا لدربي.