مبروك للفائزين!الجمهور العام
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الجمهور العام
ملهمتي منارتي
Fatima coordinator
تأليف Fatima coordinator
ملهمتي منارتي

"ملهمتي منارتي"
تمام سليمان الحياري - الأردن - 00962772194069 - alhiary2008@yahoo.com


أن تقتطع جزءا من وقتك وتجلس مع أطفال الحي لتقرأ لهم قصصا مغلّفةً بالمتعة ؛ إنه لجهاد في زمن تصحّرت فيه معاني الإنسانية أو كادت تتلاشى .

جميل أن تعلمهم الحب والتقدير قبل الحروف
جميل أن تغرس في نفوسهم حب العطاء في زمن الأخذ والأنانية الطاغية والحاضرة في كل شيء.
وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لفت نظري إعلان من مبادرة "نحن نحب القراءة":
مفاده الترغيب في الانضمام لها وقبل ذلك عليك أن تلتحق بالتدريب وتقرأ للأطفال بصوت عالٍ.
أعجبني كثيرا خاصة وأنني أعشق العربية والقراءة المؤثِّرة وللأطفال بالذات

نعم القراءة حياة والأطفال هم فاكهتها
أخذت الأمر على محمل الجِد وتواصلتُ مع صفحة الدكتورة المسؤولة عن المبادرة فرحبت وطلبت مني التواصل مع مسؤولة العلاقات العامة في المبادرة لألتحق بالتدريب غير الوجاهي
وأبدأ القراءة للأطفال
تحمست كثيرا بعد تقاعدي أريد أن أشغل وقتي بما هو مفيد .
بدأت أزور المدارس ورياض الأطفال التي أعرفها وأعرف كم تعنى بالطفولة والأنشطة .
ما أجمل أن تقرأ للطفولة !
فتحلِّقَ معهم يأخذونك في عالمهم المليء بالحب والحياة
ينسونك هموم الدنيا وتبعاتها
يسألون كثيرا كما يحسنون الإصغاء
يقتربون أكثر من صورة الحدث يفتشون عن التفاصيل التي قد تغيب عنك وأنت تقرأ لهم
يحلّلون يفسّرون يفرحون تارة وأخرى يحزنون وفق الحدث
ما أروعَكِ ملهمتي وملهمة كل من جعلتيه سفيرا للقراءة !

أضحى وقتنا ثمينا بدأنا نخطط كيف نستثمره وأي الأماكن النائية نتجه إليها فأطفالها قد حرموا الكثير ولعل القراءة أصبحت متطلبا أساسيا لهم
فهم ينتظرون عودة من يزورهم بشوق كبير
لن أنسى يوما تلك المواقف التي مرت بي وأنا أقرأ القصص والحكايات فها هو خالد ما زالت كلماته ترن في مسمعي:"أنتِ أجمل ما في القصة".
ومحمد :"ليتني أرى حلما جميلا كما في قصة "عالم الوئام" فمعظم أحلامي كوابيس تؤرقني وتجعلني أتأخر عن النهوض باكرا لمدرستي ".
أما حنان فقد أعجبت كثيرا بسلمى بطلة قصة"العُّثة المتبلة" لملهمتنا الدكتورة رنا الدجاني
وأما الدجاجة السوداء فحكايتها حكاية مع رامي
الذي لم يصدق للآن أن هناك دجاجة سوداء
لكنه في النهاية توصل إلى قناعة حب الآخرين وتقبلهم على اختلاف ألوانهم وأجناسهم
وكلنا يكمل الآخر ويقدم له العون والمساعدة قدر استطاعته .
أحيانا كنت أرى نظرات الحزن وأنا أغادرهم يتشبثون بي قائلين:عدينا بزيارة أخرى .
شكرا جزيلا ملهمتي أنت لست خارقة ولكنك تحملين قلبا يتسع لكل أطفال العالم
يسمع أنينهم وضحكاتهم وضجيجهم
قلبا يفرح لفرحهم ويبكي لحزنهم
تجلسين معهم بكل حواسك وطاقتك في المدرسة ودور العبادة والمكتبات أينما كانوا
حتى في العائلة أصبحنا عندما نجتمع في المناسبات فرصة ثمينة لنا لنجمعهم ونقرأ لهم قصة نضعها في حقيبتنا أينما ذهبنا حتى أننا لم نتحرج أن نقرأ لهم في المراكز الصحية ونحن ننتظر دورنا للعلاج.
نعم ثقوا تماما أن طريقة تفكيرنا قد تطورت كل ذلك لنطور من قدراتنا لنأخذ بأيديهم في الطريق الصحيح طريق القراءة
طريق الوعي بكل ما يدور حولهم فإن قرأوا وقرأوا واستمعوا جيدا لمن يقرأ معهم لمن يحرك ما بداخلهم
سيتشكل لديهم أهداف وسيسعون لتحقيقها وسيبذلون كل ما في وسعهم
لرسم معالم طريقهم في الحياة دون خوف أو تردد
نعم فأطفالنا ما أحوجهم اليوم إلى من يمنحهم الأمان
من يعزز ثقتهم بأنفسهم
ويؤمن بقدراتهم
من يستمع إليهم ويحاورهم
ويعرف طريقة تفكيرهم يتعرف إلى أحلامهم
يطلق العنان لخيالهم الخصب ليحلق في فضائهم الرحب دون قيود أو إكراه وغضب .
ملهمتي وأنت بكل تواضع وثقة تفخرين بما حققته مبادرتك "نحن نحب القراءة"الحلم الذي طالما راودك كثيرا قبل وبعد الجائحة ها هو يتحقق على أرض الواقع ويجد صدى واسعا في كل بقعة في العالم
لأن القراءة حياة وبها نحيا ونرتقي
بها نتواصل نتحاور يفهم بعضنا بعضا
فكيف ونحن نقرأ لصغارنا
لهذه البذور الطيبة نغذّيها بالقراءة ونرويها بحب القراءة وحب العطاء نستثمر فيهم الأوطان فتقوى المجتمعات نمكّنهم ليشتدَّ ساعدهم ويساهموا في البناء والنماء
هم الزهر الندي كما قال شاعرنا ابراهيم طوقان
هم الأمل المنشود لمستقبل نرجو أن يكون مفعما بالأمان والاستقرار.
ما أجملك ملهمتي وأنا ألتقيك أول مرة في ملتقى سفراء نحن نحب القراءة في عمان الحبيبة في المركز الثقافي الملكي
اقتربت منك لأسلم عليك وأعرفك على نفسي ارتسمت على محياك ابتسامة صادقة
وتدفق نهر التواضع من فمك وأنت ترحبين بنا كنت فخورة حقا بسفراء وسفيرات المبادرة كم تطاولت قامتك أمامي كم كبرت في نظري وشحذت همتي ودفعتني أكثر للمضي في درب العطاء والعمل التطوعي لتواضعك لجلوسك معنا وأنت تتلمسين ما بداخلنا تشدين على أيدينا وتثنين على جهودنا جميعا دون استثناء
أحببت فيك كل ذلك
حتى أنك كنت سببا في تأليف أول قصة لي للطفولة وأهديتها لهذه المبادرة
إنسانيتك العظيمة وحبك للطفولة والبحث عن كل ما هو جديد جعلك أنموذجا يحتذى
جعلك ملهمتي وقدوتي ومعلمتي لحب الخير والعطاء والتفاني فيه دون انتظار لمدح أو ثناء أو أي مقابل.
لم يكن مهما لدي أن أعد جلسات القراءة ولم أركز يوما على الكم
كل اهتمامي كان بنوعية القصص التي أختارها وكيفية الاختيار والعمر المناسب لكل قصة
كنت أتابع السفراء والسفيرات
وأقول في نفسي ماالذي يدفع هؤلاء للعمل والمنافسة القوية في قراءة القصص
السر كان في تواضعك في رقي فكرك وقدرتك على جذب الآخرين للخير ولما فيه خير للإنسانية في أي بقعة في هذا العالم المليء بالصراعات والنزاعات والكوارث فكل ذلك يشكل تحديا كبيرا في وجه التنمية المستدامة وتقدم المجتمعات لذلك كان عليك أن تعودي بنا للقراءة نجالس الصغار لا يهم المكان
المهم أن نقرأ لهم قراءة استمتاع قراءة تحرك كل حواسهم
تجعلهم يفكرون بكل ما يدور حولهم يبحثون عن حلول واقعية للعديد من المشكلات
ينتقدون بوعي ويعبرون بطريقة لبقة لا تجرح مشاعر الآخرين
يتواصلون بتناغم
ينشرون ثقافة الحب والوئام والسلام يتعايشون مع الثقافات الأخرى ويفهمونها ليطورا من مجتمعاتهم.
ليت القراءة تصبح سلوكا وعادة نعتادها في كل الأوقات ترافقنا في حلّنا وترحالنا في انتظارنا
وليت الطفولة تصحو يوما وقد تحققت أحلامها وأزهرت أمانيها أليس هذا ما تفكرين فيه ملهمتي؟.