بعد حصولي على معدل 64 في امتحان التوجيهي، وجدت نفسي أمام خيارات صعبة لمستقبلي الأكاديمي. نصحني المقربون بالتوجه نحو تخصصات مثل المحاسبة أو إدارة الأعمال، أو حتى التفكير في الكليات العسكرية. كانت هذه التخصصات متاحة وقريبة من مكان إقامتي في إربد، ولكنني كنت أشعر في أعماقي أن الرياضة هي شغفي الحقيقي، ولم أكن مستعدًا للتخلي عن حلمي بدراسة التربية البدنية والصحية.
رغم كل العقبات التي واجهتها، قررت الالتحاق بكلية عجلون الجامعية لدراسة التربية البدنية والصحية، على الرغم من بُعد المسافة بين أم قيس وعجلون. التنقل بين المدينتين كان مرهقًا، حيث كانت المواصلات تمثل تحديًا يوميًا، وأحيانًا كنت أصل متأخرًا إلى الكلية. ورغم أن الكثيرين نصحوني بتحويل دراستي إلى كلية أقرب في إربد، إلا أنني تمسكت بقراري، لأني كنت مؤمنًا أن هذا المسار هو الذي سيحقق لي طموحاتي.
مع مرور الوقت، بدأت أحقق إنجازات رياضية في الكلية، وانضممت إلى فريقها حيث برز اسمي بين زملائي. وبعد ذلك، جاءتني الفرصة لتمثيل كلية عجلون الجامعية في بطولة البلقاء وبعدها لمثيل جامعة البلقاء التطبيقية في مسابقات رياضية. على الرغم من أن التدريبات كانت تتطلب السفر إلى السلط، إلا أنني التزمت بها بحماس. وبفضل تلك الجهود، تمكنا من الحصول على المركز الثاني في بطولة الجامعات على مستوى المملكة في العقبة، وكان هذا أحد أهم إنجازاتي الرياضية.
عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري، حصلت على فرصة تمثيل كلية عجلون الجامعية في مؤتمر "تمكين الشباب سياسيًا" الذي نُظم تحت رعاية دولة الدكتور بشر الخصاونة في جامعة اليرموك. كانت هذه التجربة غنية بالتعلم والتواصل، حيث أتيحت لي الفرصة للقاء قادة شباب والمشاركة في نقاشات حول دور الشباب في بناء المجتمع. ومن خلال المؤتمر تم معرفتي على اشخاص جديدة ومساعدتي في حضور مؤتمرات وزراء في جامعات مختلفة
لم يقتصر نشاطي على التفوق الرياضي فقط، بل انخرطت أيضًا في العمل التطوعي. انضممت إلى منصة "نحن" التابعة لمؤسسة ولي العهد، حيث شاركت في العديد من المبادرات المجتمعية والورش التدريبية. حققت أكثر من 1500 ساعة من العمل التطوعي، وهو ما فتح لي الباب لأصبح مدربًا على المنصة في مجال العمل التطوعي ، أساهم في تدريب الآخرين والمساهمة في تنمية مجتمعي بشكل ملموس. تم تكريمي من قبل رئيسة الاتحاد الامريكي في الشرق الأوسط تمارا الغولاصي ومن خلال التطوع زادت لي المهارات القيادية والإدارية التي كانت لدي ومساعدة الاخرين وحصولي على افضل شخصيه مؤثره لعام 2023 ودعوتي من قبل مؤسسة ولي العهد mentor Arabia لحضور مؤتمر الإلهام المهني في جامعة كولومبيا في عمان ولاني داعم للمرآة تم دعوتي لحضور مؤتمر تمكين المرأة في مجال الإعلام والاعمال وبحضور عدد من المؤثرين ومشاهير سوشيل ميديا في الاردن في مسرح الرينبو ومشاركتي في معسكرات الحسين للعمل والبناء في بيت شباب عمان
عندما اقترب موعد امتحان الشامل، كانت لدي مخاوف كبيرة. الكثيرون شككوا في قدرتي على اجتياز هذا الامتحان بسبب المسار غير التقليدي الذي اخترته. لكنني عملت بجدية وإصرار، وكنت أحظى بدعم كبير من عائلتي وأصدقائي الذين آمنوا بي. بفضل الله، نجحت في الامتحان وحققت معدل 76.1، ما جعلني أشعر بفخر عظيم.
اليوم، وأنا أحمل شهادة في التربية البدنية والصحية، أدرك أن رحلتي كانت أكثر من مجرد مسيرة تعليمية أو رياضية. لقد كانت رحلة للإصرار على تحقيق الحلم، وتحدي الصعوبات، والوثوق بالنفس. تعلمت أن النجاح لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بالإيمان بقدرتنا على تجاوز العقبات وتحقيق الأهداف. كانت رحلتي دليلًا حيًا على أن الأحلام قابلة للتحقيق مهما بدت الطريق صعبة.