مبروك للفائزين!الجمهور العام
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الجمهور العام
(رحلة استعادة الأمل والطموح:من الظلام إلى النور )
Enas Aldweakat
تأليف Enas Aldweakat
(رحلة استعادة الأمل والطموح:من الظلام إلى النور )

في خضم الحياة، يُعتبر النجاح ككوكب مضيء في سماء معتمة، لكنه لا يُمنح لمن ينتظر، بل يُكتسب من خلال نضال لا ينتهي وإرادة تتحدى كل العوائق. إن رحلة النجاح ليست مجرد مسار نسعى للوصول إليه، بل هي مغامرة مليئة بالتحديات التي تكشف لنا عن أعماق شخصياتنا، وتحدد معالم مصيرنا. في كل عقبة نواجهها، يكمن درس يُعلمنا عن القوة والإصرار، ويشجعنا على الاستمرار في مواكبة الصعوبات.
أما عن شغفنا، فهو تلك الشرارة الملهمة التي تُوقد في أعماقنا رغبة لا تُقاوم لتحقيق أحلامنا. إنه الحافز الذي يدفعنا للاستمرار في رحلة السعي، مهما كانت التحديات قاسية. أما التحدي، فهو ما يصنع منا أبطالًا؛ إنه دعوة للنظر إلى ما وراء حدود المستحيل، ويمنحنا القوة والإصرار لتجاوز العقبات التي تبدو كالأبراج الشاهقة. إن البطل الحقيقي هو من يجرؤ على الحلم وسط العواصف الهوجاء، ومن يختار أن يحول المعاناة إلى فرصة للنمو.

ترون في قصتي شهادة حية على قوة الروح الإنسانية وقدرتها على التغلب على الظروف القاسية. أنا رهام، وسأقودكم عبر صفحات حياتي لأظهر كيف يمكن للشغف والإرادة القوية أن تُشكل مسارًا نحو النجاح، حتى في أصعب الظروف. هذه رحلة من التحدي والإصرار، حيث تعلَّمت أن الأمل والعزيمة هما المفتاحان لتغيير المصير، وأن كل تحدٍ هو فرصة لتفجير إمكانياتنا.

كانت أوضاعنا المادية كأنها مشهد درامي، حيث يتشابك الأمل واليأس في حياتنا اليومية. منزلنا بسيط جدًا ، وكانت والدتي، المرأة القوية، تتحمل أعباء الحياة. كل صباح، تتحدى آلامها الصحية لتأمين لقمة العيش لنا، ورغم الكآبة، كان في عينيها بريق من الأمل. كانت تسعى جاهدة لتلبية احتياجاتنا الأساسية، وكأن كل علبة طعام وكل قطعة خبز تمثل انتصارًا على الظروف القاسية.

أما والدي، فكان شخصية مزدوجة في حياتنا، حيث تأتي آراءه المتناقضة وكأنها سحرٌ غامض. في بعض الأحيان، كان يظهر كالداعم الذي يحمل لنا الأفكار والمشورات السديدة، لكنه سرعان ما يتحول إلى شخصٍ آخر بمجرد عودته من زوجه الثانية. كأنما يستبدل قلبه بآخر، ليعود بتصورات جديدة تخلط أوراق حياتنا مرة أخرى. هذا التناقض كان يمثل مصدرًا للارتباك، إذ كنا نتأرجح بين أمل يدعونا للاستمرار، وواقع يمزق أحلامنا.

كان المجتمع حولنا ساحة معركة، حيث تعرضنا للتنمر يوميًا بسبب وضعنا الاجتماعي، ونظرات الاستهزاء تلاحقنا باستمرار. لكن وسط ذلك، برزت قلة داعمة كنجوم تضيء في الظلام، تذكرنا بأن الإنسانية لا تزال موجودة. وسط هذه الفوضى من التحديات والأحزان، تعلمنا كيف نبني أحلامنا الخاصة، ونعمل بجد لنرتقي بأنفسنا، حتى وإن كان ذلك يتطلب منا مواجهة العالم بكل صعوباته. فكل عقبة كانت درسًا، وكل معاناة كانت دافعًا للاستمرار، لنثبت لأنفسنا أولاً، وللمجتمع ثانيًا، أننا نستطيع تجاوز كل الصعوبات التي تعترض طريقنا.

جاءت الفترة الحاسمة لمستقبلي، فترة الثانوية العامة، تلك المرحلة التي يُعدّها كل طالب بمثابة بوابة لتحقيق مصيره. شعرت وكأنني أستطيع لمس الوزن الثقيل الذي تحمله آمالي وآمال عائلتي على كاهلي. في تلك اللحظات المصيرية، كنت أتخيل كل الجهود والتضحيات التي بُذلت من أجل أن أكون هنا. كانت جدران المدرسة تضج بأصداء ضحكات زملائي، لكنني كنت أعيش في عالم مختلف تمامًا، عالم مغطى بضباب من الغموض الذي يحجب رؤيتي للمستقبل.

في خضم هذه الأجواء المتوترة، كنت أستعد لمواجهة التحديات الكبرى. ومع كل درس يمر، كان يتجلى أمامي حاجز ضخم يتمثل في نقص الموارد. لا إنترنت يسهل الوصول إلى المعلومات، ولا دروس خصوصية تساعدني على الفهم، فقط كتب قديمة وذاكرة مرهقة تحاول استيعاب كل ما يمكنها. كنت أشاهد زميلاتي يتبادلن المعلومات ويتدربن معًا على الأسئلة، بينما كنت أكتفي بجمع ملاحظات من الدروس السابقة، وكأنني أواجه وحشًا لا يرحم.

حلمي بسيط ، ولكنه عميق؛ أن أشعر للحظة واحدة أنني طالبة مثل باقي زميلاتي، أن أتمكن من الوصول إلى المعلومات التي يحتاجها أي طالب عادي. في عيونهن، كنت أرى بريق الأمل، وفي قلبي كان شغف يشتعل، رغم الظلام الذي كنت أشعر به. كنت أستيقظ في الصباح الباكر، وأتوجه إلى المدرسة بخطوات ثابتة، عازمة على تحدي كل الظروف التي كانت تحاول إعاقة تقدمي.

مع كل سخرية أو تعليق جارح، كنت أزداد قوة. التحديات كانت تبني مستقبلي، والدعم من عائلتي يمدني بالعزيمة. مع مرور السنوات، تصاعدت إرادتي، مصممة على تحويل الأعباء إلى دافع للنجاح، ومؤمنة أن كل خطوة تقربني من حلمي.

اقتربت امتحاناتي، اللحظة التي كنت أترقبها بشغفٍ وخوفٍ في آن واحد. كنت أعاصر تحديًا مزدوجًا، حيث تتصارع المسؤوليات المنزلية مع رغبتي الملحة في التفوق. بينما تتكدس كتبي حولي كأصدقاء حزينين، كانت أفكاري تتنقل بين صفحات الدروس وبين الأعباء اليومية التي لا تنتهي.

كانت أمي بحاجة إلى مساعدتي في إنجاز المهام المنزلية، وكان عليّ أيضًا أن أكون السند لها في مواجهة التحديات الصحية التي تعاني منها. لذا، وجدت نفسي أستيقظ قبل الفجر، أراجع دروسي وأتناول فنجانًا من القهوة السوداء، محاولةً أن أستجمع شتات ذهني قبل أن تنطلق بي الحياة إلى غمارها المجهول.
توجهت إلى الامتحانات محملةً بعبء إضافي، كأنني أحمل على كاهلي ليس فقط أوراق الامتحانات، بل أيضًا آمال عائلتي و قلقهم. كان كل امتحان يمثل معركة جديدة، وكان الذهاب إليه يتطلب مني قتالًا داخليًا بين الخوف من الفشل ورغبة النجاح.

بعد الامتحانات، اعود إلى المنزل لأواجه مسؤوليات ثقيلة تجعلني أشعر بالاختناق. ورغم الإرهاق، لم أتوقف عن الحلم، فكل عمل يقربني من تحقيق هدفي، وأدركت أن النصر يبنى على التحديات.
اليوم هو يوم نتائج الثانوية العامة ، وكانت الأجواء مليئة بالتوتر والترقب. اننا بانتظار اللحظة بفارغ الصبر، لكن للأسف، لم يحالفني الحظ في تحقيق النتائج التي كنت أحلم بها. شعرت كأن الأرض قد انزلقت من تحت قدمي، واحتلني إحباطٌ عميق، حيث تزايدت همسات الناس من حولي، وكأنني أصبحت هدفًا لانتقاداتهم.

اتهموني بالفشل وقرروا أن مكاني البيت، متجاهلين كل الجهود والليالي الطويلة التي أمضيتها في الدراسة. لم يحاول أحد فهم الصعوبات التي واجهتها، بينما كانت الضغوط النفسية تتزايد حولي كعاصفة، تحاصرني بين نظرات الاستهزاء والكلمات الجارحة.
كان كل قولٍ ينطلق من أفواههم كسهامٍ تخترق قلبي، تترك أثرًا عميقًا في نفسي. حاولت جاهدًا التماسك، لكنني شعرت كأنني أعيش في كابوسٍ لا ينتهي. ومع ذلك، كان هناك صوتٌ صغير في داخلي يدعوني إلى النهوض من جديد، ليخبرني أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل مجرد محطة في رحلة التعلم والنمو.
توالت الأيام بعد النتيجة، وكنت أراقب الحزن على وجوه عائلتي، مما جعلني أشعر بالإحباط. ورغم الصعوبات، بدأ قلبي يستعيد نبضه. بعد عدة أشهر من التأمل، تجددت طموحاتي، وأدركت أنه يجب علي التفكير بجدية في كيفية تحسين وضعي.
كان والدي يعمل بجد لتأمين الحاجات الأساسية لعائلتين. لم أستطع البقاء مكتوفة الأيدي، فبدأت أبحث عن عمل يتيح لي تأمين احتياجاتي ومواصلة دراستي.
تجولت بين الأحياء والأسواق، أبحث عن فرصة عمل، وكانت كل خطوة تخطوها قدمي تحمل الأمل والإصرار. تصفحت الإعلانات وتواصلت مع الأصدقاء، وتحضّرت للمقابلات بكل ما أوتيت من إرادة. كنت أؤمن أن العمل الذي سأقوم به لن يكون مجرد وسيلة للبقاء، بل سيكون الخطوة الأولى نحو تحقيق أحلامي وبناء مستقبلي.

أخيرًا، وبعد بحث مضنٍ، وجدت عملًا في مصنع الملابس، وكان ذلك بمثابة بارقة أمل وسط ظلام الصعوبات التي كنت أواجهها. كانت البداية في السادسة صباحًا، حيث كنت أستعد للخروج من المنزل، عازمة على مواجهة تحديات يوم جديد، محملةً بأحلامي وآمالي في تحقيق مستقبل أفضل.

استمرت ساعات العمل بين الجهد والتحدي، لكن شغفي كان يدفعني للاستمرار. عدت إلى المنزل كل يوم في الرابعة، محملة بمسؤوليات جديدة، حيث كنت أساعد والدتي في الأعمال المنزلية وأتأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة.
بينما كنت أتعاون مع زميلاتي في المصنع، كانت الأفكار تتراقص في ذهني حول مستقبلي. كل ساعة عمل أساهم بها ليست فقط لتأمين لقمة العيش، بل لبناء أحلامي ولتخفيف الأعباء عن والدي. كانت العمل بين أروقة المصنع يعطيني إحساسًا بالإنجاز، شعورًا بأنني أستطيع تغيير حياتي، وأن ما أقوم به اليوم هو استثمار لمستقبلي.

ومع كل خطوة أقطعها في المصنع، كانت أشعر أنني أقترب أكثر من تحقيق ذاتي. لم يكن العمل مجرد وسيلة لتأمين الحاجات، بل كان فرصة لأثبت لنفسي ولعائلتي أنني قادرة على تجاوز كل العقبات. كانت ملابسنا تتشكل من خيوط الأمل، وأنا أعمل بجد لتحقيق أحلامي، عازمة على أن تكون كل خياطة على ماكينة الملابس علامة على إصراري وقوتي.

في كل درب أسلكه، وفي كل حافلة أستقلها، كان حلمي يتجدد في أعماقي، كزهرة تتفتح ببطء تحت أشعة الشمس الدافئة. حلمت بأن أكمل دراستي وأحقق ما بدأته، رغم العواصف والصعوبات التي واجهتها. لكن عزيمتي كانت لا تنكسر، فبدأت أبحث عن سبل لكسب المال بصبر وحكمة، حتى أتمكن من التسجيل مجددًا في الثانوية العامة. كان لابد لي من السعي نحو مستقبل أفضل لي ولعائلتي، على الرغم من الضغوطات المالية التي كانت تثقل كاهلي.

ومع كل خطوة أخطوها نحو تحقيق أهدافي، كنت أسمع أصواتًا تحاول أن تقوض عزيمتي. كانوا يقولون: "أنتِ لن تنجحي أبدًا في الدراسة"، و"ما لديك من قدرات لن تؤهلك للتفوق". كانت كلماتهم كالسيوف، تجرح قلبي، محملةً بالتشكيك والإحباط. ولكن في أعماقي، كان هناك صوت داخلي يتردد دائمًا، يقول: "أنتِ ناجحة، أنتِ قدوة لنفسك، أنتِ بطلة حياتك، وعليك الاستمرار مهما حدث." كانت تلك الكلمات بمثابة وقود يحفزني على متابعة طموحاتي، ويدفعني للاستمرار في مواجهة تحدياتي.

بعد عامين من العمل الدؤوب في مصنع الملابس، حيث كانت ساعات العمل تمر كالأيام، استثمرت كل لحظة في بناء مستقبلي. كنت أستيقظ في الصباح الباكر، في تمام السادسة، أستعد لمواجهة العالم بشغف وإصرار. وفي المساء، كنت أعود إلى منزلي في الرابعة، محملةً بعبء يوم كامل من العمل، لكنني كنت أشعر أن كل لحظة تضحية كانت تستحق العناء. كانت السعادة تملؤني، ومع كل دينار أجمعه لدراستي، كنت أرى أفق أحلامي يقترب أكثر.

مع قلب مليء بالأمل، تمكنت من التسجيل في الامتحانات. لم أعد الفتاة المحاصرة بالكلمات السلبية، بل أصبحت شابةً عازمة على تغيير مسار حياتها. إيماني بأن التعليم هو حق من حقوقي أعاد شغفي بالتعلم، وأدركت أن لدي الرغبة في النمو وتحقيق أحلامي.
أمام هذه الفرصة الجديدة، بدأت فصلًا جديدًا في حياتي، حيث أستطيع أن أحقق ذاتي وأثبت للعالم بأسره أن لا شيء يمكنه إيقافي. أنا ريهام، وبالإصرار والعزيمة، أكتب قصتي الخاصة، وسأكون البطل الذي لطالما حلمت بأن أكونه.
ها أنا، بعد عودتي إلى دراستي، استقبلت بحماس الكتب التي انتظرتها طويلاً، مما منحني دفعة جديدة نحو تحقيق حلمي بأن سوف أصبح مهندسة زراعية. سجلت في الفرع الزراعي، ورغم التحديات، كانت أعباء المنزل تلاحقني في كل خطوة. شعرت بالإرهاق، لكن إيماني بأهمية التعليم كان يحفزني على الاستمرار، إذ أدركت أن كل تحدٍ هو فرصة لتطوير نفسي.

هذه المرة، لم أكن وحدي كما في السابق، حيث توفرت لدي شبكة الإنترنت وجمعت المعلومات من أستاذٍ وآخر، وبدأت أدرس بعد منتصف الليل مستفيدة من الفيديوهات المجانية على يوتيوب. عندما يعود أبي إلى المنزل، كنت أخفي الكتب والأوراق، حتى لا أشعره بالعبء. لم أرغب في أن تكون دراستي عبئًا عليه، لكن صوت أمي دائمًا كان يشجعني، وكلماتها كانت كالنور الذي يضيء لي الطريق: "أنتِ قادرة، وستمثلين فخرًا لنا جميعًا.

بدأت أنظم وقتي بدقة، أحمل هموم البيت والدراسة معًا. ومع اقتراب الامتحانات، كنت أُخبر نفسي: "أنا قوية، أنا قادرة." أدّيت امتحاناتي بشغف، وكنت أخطو بثبات نحو تحقيق أحلامي، عازمة على أن أكون قدوة لنفسي. وجاءت فترة النتائج، حيث اجتمعنا أنا وعائلتي بترقب في غرفة المعيشة، قلوبنا تنبض بشغف مع كل لحظة انتظار.

ثم، فجأة، وصلت الرسالة التي انتظرناها بفارغ الصبر. عندما فتحتها، شعرت بأن العالم قد توقف للحظة. كُتب فيها نصٌ بسيط، لكنه يحمل في طياته معاني عظيمة: "نتيجة امتحاناتك: ناجحة!" عندها، بدأت دموع الفرح تتدفق من عيني، تغمر وجهي كأنها زهورٌ تفتحت بعد غيوم طويلة. كان الحلم الذي راودني طوال السنوات يظهر أمامي شيئًا فشيئًا، وكأنني أراها تتجسد في صورٍ ملونة.

شعرت بالفخر يتسلل إلى قلبي، وبهجة الإنجاز تملأ روحي. حلمي بأن أكون مهندسة زراعية أصبح أقرب إليّ من أي وقت مضى. كنت أعلم في أعماق قلبي أنني سأحقق هذا الحلم يومًا ما، وأنني سأنجح في تقديم الإسهامات التي أطمح إليها في هذا المجال. وقتها ، أدركت أن كل لحظة تعب، وكل تحدٍ واجهته، كانت تستحق العناء.
لم تنتهِ قصتي بعد، فبعد أن قدمت طلب التحاقي بالجامعات في الأردن، كنتُ أترقب بفارغ الصبر نتائج القبولات. كانت لحظات الانتظار مشحونة بالأمل والتوتر، وعندما وصلتني الرسالة أخيرًا، أدركت أن حظي لم يكن في صفي. كُتب فيها: "طلبك مرفوض." شعرت بأن كل شيء قد تدمر، ودخلت إلى غرفتي، وكأن العالم قد انتهى من حولي. بدأت بالبكاء، متألمةً من خيبة الأمل التي شعرت بها.

لكن في تلك اللحظة، جاءتني أختي، ووجهها مشرق بالأمل. شجعتني قائلة: "لم تنتهِ الرحلة، ولم يمت الأمل. عليك أن تكرري الامتحانات وترفعي معدلك، وستجدين فرصة القبول في إحدى الجامعات." كانت كلماتها كنسمة هواء عليل في يوم صيفي حار. على الرغم من أنني كنت مترددة في البداية، كان الشغف الذي يملأ قلبي يدفعني للاستمرار، ويقول لي: "نعم، استمري، فالأمل لا ينتهي هنا."

لم تكن هذه المرة ككل مرة سابقة، فقد جاءت النتائج مرة ثالثة، وكُنتُ قوية ومتمكنة من نفسي. كعادتنا، انتظرنا بفارغ الصبر الرسالة من رقم الجلوس، وعندما وصلتني، كانت المفاجأة كالهديّة! جاء فيها: "أنني ناجحة!" وواصلت القراءة لتخبرني بأنني حققت المرتبة الأولى على اللواء .شعرت بسعادة غامرة، وامتلأت عيني بالدموع، لكن هذه المرة كانت دموع فرح وفخر.

بعد ذلك، قمتُ بتقديم طلب للالتحاق بالجامعات، وبفضل الله، تحقق الجزء الأول من حلمي. جاءتني الرسالة التالية: "لقد تم قبولك في قسم الهندسة الزراعية في جامعة البلقاء التطبيقية." شعرت بالفخر يغمرني، وكأنني أعيش حلمي الذي انتظرته طويلاً.

ها أنا المهندسة "رهام" في سنتي الجامعية الأولى، نعم، لقد وصلت إلى بداية طريق النور. أدرك تمامًا أن كل جهد وتحدٍّ خضته كان يستحق العناء، وأشعر أنني على أعتاب فصل جديد أحقق فيه أحلامي وأثبت أن الإصرار يصنع المستحيل. مرحبًا برحلتي الجديدة المليئة بالتحديات، حيث أثبتّ لنفسي أنني بطلة قصتي، وأن الإيمان بالنفس هو المفتاح لتحقيق الأحلام، وصوتي الداخلي هو الحكمة التي تقودني في أصعب اللحظات.
مع كل تحدٍ واجهته، اكتشفت أن الإدراك الذاتي هو القوة التي تدفعني لتجاوز العقبات، فكل عثرة كانت فرصة للتعلم والنمو. عندما يؤمن الإنسان بقدراته، يصبح بإمكانه مواجهة الصعوبات بشجاعة وعزيمة، ويستطيع التغلب على كل ما يعيق طريقه.

لذا، أدعو الجميع لرؤية أنفسهم كأبطال في قصصهم، وأن يستمعوا إلى أصواتهم الداخلية التي تدلهم على الطريق الصحيح. فالعالم مليء بالفرص، وإذا استمررنا في السعي نحو ما نريد بشغف، سنصل حتمًا إلى أهدافنا. إنني الآن أرى أن كل لحظة من الألم والتضحية كانت تستحق العناء، وأتطلع إلى المستقبل بشغف أكبر، حاملةً معي كل الدروس التي تعلمتها.
وفي النهاية، أقول للجميع: "كونوا أبطال قصصكم، واحتفظوا بأصواتكم الداخلية كنجوم تهديكم في ظلام الحياة. فكل بداية جديدة هي فرصة لنكتب صفحات جديدة من النجاح، ولنجعل من كل تحدٍ حكاية تروى، تؤكد أن الإرادة والتصميم هما السبيل لتحقيق الأحلام."


دمتم بخير :رهام محمد محمود الدويكات
0776838775