رحل منذ سنوات عديده منذ ١٦ عاماً. كان لي الرفيقَ و الونيس، كان حنوناً طيباً و كل شيء بحياتنا..
جدّي كان لي القدوةَ الحسنة بالحبّ والطيب بالعطف والحنان بقوة إيمانه و صبره الطّويل...
علّمني، علّمني الكثير والكثيير..
علّمني أنّ الحياة ليست بتلك السهولة علٍمني القرآن منذ الصغر.
كان حنونا حتى على أخطائي رغم شقاوتي الدائمة إلا أنه كان بمثابة الحياة لي، و شوقي له يزداد بمتَّسعِ السّنين ولو أتاحت لي الحياة فرصة أخرى لاحتضانه و النظر في عيناه مرة أخرى لمرافقته سيراناً واحداً لما تردّدت لحظةً في إعادتي ذكرياتي الجميلة..
رحل منذ صغري و ما كنت أعي أنّ فراقه صعباً لكنّني أدركت بكبري أنّ فراقه قاسياً وذكرياتي نحوه كلما شعرت بالسّوء تزورني أفتقده ليكون بجواري لأجلس بين أكناف يديه الدافئة.
لكنّه رحل بعيداً نحوَ الأبديّه،و أصبح بين أكنافِ التراب المخيف..
رحل نحوَ الأزليّة تاركاً خلفه لوعة الشوق تكاد تحرق القلب بلهب حنينها، لاشيء يضاهي حنانه، كلماته، و وُنسهُ الدافيء، فبرحيله وكأنّ جدران المنزل باتت بارده، لا موقدة ولا ناراً تشتعل يُدفؤها؛ وكأنّ طيبه وحنانه هو الأمان الدافئُ لأركان المنزل...
وما كان رحيله سوى غصةً أصابت الرّوح بندبة لا يمكن لها أن تشفى على مر العثرات والسنيين، و لكن ما باليد حيلة سوا الدعاء له بالرحمة رحمك الله وأسكنك فسيح الجنان...
آيات محمد العمري