أنا كندة العدوان من محافظة البلقاء ، امرأة في الثلاثين من عمري، مليئة بالشغف والإصرار. مررت بتجارب حياتية متنوعة، من تحديات الثانوية العامة إلى توازن الحياة العائلية والدراسة الجامعية والعمل . أعشق العمل الإنساني والتطوع، وأسعى دائمًا لتطوير ذاتي وخدمة مجتمعي. إيماني بقوة المرأة وقدرتها على التأثير الإيجابي هو ما يدفعني لتحقيق أهدافي بكل تفانٍ وإخلاص.
قصتي بدأت في مرحلة الثانوية العامة، حيث واجهت تحديات عديدة وقرارات صعبة حددت مساري المستقبلي. اخترت التخصص العلمي في البداية، لم يحافلني الحظ في النجاح بهذا التخصص . بعد سنتين، قررت إعادة التفكير والتوجه لاعادة الثانوية العامة في التخصص الادبي .
تعلمت خلال تلك الفترة دروسًا قيمة، حيث كان عليّ تعويض الوقت الضائع والجد والاجتهاد في دراسة المواد الجديدة لوحدي في المنزل . بفضل التفاني والجهد، تمكنت من النجاح في الامتحانات وشعرت بالفخر والثقة بقدرتي على تحقيق أهدافي.
بعد النجاح في الثانوية العامة ، قررت متابعة التعليم الجامعي، وكانت هذه المرحلة مليئة بالتحديات، حيث تزامنت مع فترة زواجي وإنجاب طفلي الأول. تعلمت تحقيق التوازن بين العائلة والدراسة من خلال تنظيم الوقت والتخطيط الجيد لكل جانب من جوانب حياتي.
لم أكتفِ بالنجاح الأكاديمي فقط، بل سعيت أيضًا لتطوير ذاتي واكتساب مهارات جديدة من خلال العمل الإنساني والمشاركة في أنشطة التطوع. على الرغم من العيش في منطقة نائية، كنت أذهب إلى المدن البعيدة للمشاركة في الأنشطة التطوعية غير مدفوعة الاجر والحصول على دورات تدريبية تعزز من قدراتي وتطوير مهاراتي.
تعلمت من هذه التجارب أن النجاح يأتي بثمن، وأنه يتطلب تضحيات وجهودًا مستمرة. أدركت أهمية الشغف والتفاني في كل ما أقوم به، سواء في الدراسة أو العمل أو الحياة العائلية. كانت رحلتي مليئة بالمحطات، بين النجاح والفشل، الامل وفقدان الشغف لكنني استمريت في السعي نحو تحقيق أحلامي وأهدافي بإصرار وثبات.
خبراتي في مجال العمل تمثلت في الانخراط في مشاريع وبرامج عديدة للمنظمات غير الربحية. عملت في الميدان في مختلف المناطق، رغم بعدها عن منزلي. كان شغفي وحبي لعملي الدافع الرئيسي لاستمراري وتقديم كل طاقتي الإيجابية في خدمة الأطفال والشباب والأهالي.
كنت أسعى دائمًا لفهم طباع الناس والتواصل معهم بفعالية، حيث قدمت النصائح والإرشادات التي تساعدهم على تحسين أوضاعهم وتطوير قدراتهم. هذا العمل أثّر بشكل كبير على تطوير مهاراتي في التواصل والعمل الجماعي، وزاد من تفهمي وتقديري لاحتياجات المجتمع وكيفية تلبيتها بفعالية
قصتي في عالم النجاح تتمثل في بدايتي كامرأة في مجال العمل الميداني. عندما بدأت، كانت هناك تحديات واعتراضات من بعض الأشخاص الذين كانوا يتساءلون كيف يمكن لامرأة أن تعمل في هذا المجال وتقوم بزيارة المخيمات والمناطق البعيدة وتتنقل بينها بكل ثقة وقوة
بالرغم من هذه الانتقادات، لم أيأس أو أتراجع، بل استمريت في السعي نحو تحقيق أهدافي ومتابعة شغفي بخدمة المجتمع والعمل
بدأت بالتعلم من التجارب اليومية وتطوير مهاراتي وقدراتي في التواصل والتفاوض وحل المشاكل.
انا اليوم قد وصلت الى نصف حلمي وهو ان اكون مديرة مشاريع قادرة على ان تقود المشاريع بكل احترافية .
الآن أبدأ مبادرتي الخاصة في إحياء التراث الشعبي الأردني بطريقة مبتكرة ومبدعة. من خلال مساحة إرث أهدف إلى جعلها مكانًا آمنًا مليئًا بالذكريات والقيم التي تتوارثها الأجيال. أؤمن بأن تراثنا وتاريخنا يجب أن يبقيا حيّين ويعرفهما الأجيال القادمة ككنزٍ من الأفكار والعقائد والتقاليد التي نفتخر بها كأبناء لهذا الوطن الحبيب، الأردن.
أؤمن بقوة المرأة وقدرتها على تحقيق النجاح والتأثير الإيجابي في مجتمعها ومحيطها، وأعتبر نفسي مثالًا حيًا على ذلك من خلال الجهود التي بذلتها في مجال العمل والتطوع، حيث واجهت تحديات واعتراضات كثيرة رغم الانتقادات، لم أيأس واستمررت في السعي نحو تحقيق أهدافي ومتابعة شغفي .
مع مرور الوقت، أثبتت نفسي وأكدت أن القوة والإصرار لا يعترفان بالجنس، بل بالإرادة والقدرة على تحقيق النجاح. اليوم، أفخر بمسيرتي المهنية والنجاحات التي حققتها في عالم العمل ، وأؤكد أن الإرادة الصلبة والتفاني في العمل يحولان الحلم إلى واقع، بغض النظر عن الصعوبات والتحديات التي تواجهها المرأة في مجالات العمل والمجتمع
اليوم، أنا امرأة واثقة قادرة على مواجهة المستقبل بصلابة وإصرار. قصتي ليست فقط عن تحقيق أهدافي، بل هي عن الإيمان بقدراتي وعن التفاني والإصرار. أدركت أن النجاح ليس محطة وصول، بل هو رحلة مستمرة، مليئة بالفرص والتحديات. كل يوم هو بداية جديدة، وفرصة لتحقيق المزيد من الأحلام والطموحات.
وأنا الآن أنظر إلى المستقبل بعينين متفائلتين، ممتنة لكل درس تعلمته ولكل تجربة خضتها، وأعلم أن الطريق لا يزال مليئًا بالفرص لتحقيق المزيد من الإنجازات. هكذا أنهيت نصف رحلتي بشعور من الرضا والسعادة، جاهزة للانطلاق نحو مغامرات جديدة وأهداف أكبر.
اليوم، وأنا في الثلاثين من عمري، أدرك أن كل لحظة صعبة وكل تجربة قاسية كانت درسًا قيّمًا ساهم في بناء شخصيتي. لقد أثبتت لنفسي أن الإرادة الصلبة والشغف الحقيقي يمكن أن يتغلبا على أي عقبة.
رسالتي لكل من يقرأ قصتي هي: لا تدع الصعوبات توقفك، ولا تسمح لأحد أن يشكك في قدراتك. استمر في السعي نحو أحلامك بإصرار وتفانٍ، واعلم أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو بداية جديدة وفرصة للتعلم والنمو. الحياة مليئة بالتحديات، لكن بإرادتك وشغفك، يمكنك تحقيق أي شيء تضعه في ذهنك. ابقَ مؤمنًا بنفسك، فالقوة الحقيقية تأتي من داخلك.
كندة العدوان
kenda.adwan@yahoo.com