صهيب الشويات شاب أردني ملهم بات يعرف بإبداعه في توظيف الفن كوسيلة للتعبير والتأثير في عالم الصورة الذي اتخذته منصة لعرض رؤيته الخاصة ينجح صهيب بتقديم أعمال تمتاز بأصالتها وقوة مشاعرها ليثبت أن الفن أكثر من مجرد لون أو شكل بل هو وسيلة تسرد فيها كل لحظة حكاية وتحفر فيها ذكريات على مدى الزمن
ولد صهيب ونشأ في بيئة تسودها الطبيعة والتنوع الثقافي كان مشهدا يتكرر أمامه منذ طفولته جبال الشمال الأردني التي تعانق السماء ووديانها الخضراء التي تغسلها أمطار الشتاء كانت تلك المشاهد اليومية هي مصدر الإلهام الأول له والتي ساهمت في تكوين رؤيته الفنية ورغم بساطة هذه البيئة إلا أنها كانت مليئة بالتفاصيل التي تغني المخيلة وتغذي الحس الفني
اختار صهيب الشويات التصوير الفوتوغرافي كوسيلة للتعبير بالنسبة له التصوير ليس مجرد هواية أو مهنة بل هو لغة يحاكي بها الجمال والألم الحياة والموت الطبيعة والحضارة يحمل كاميرته ويبدأ رحلته مع كل صورة يلتقطها محاولا أن ينقل مشاعر غير مرئية وأن يشارك مع الناس نظرته الخاصة هو ليس مصورا عاديا يلتقط صورا جميلة إنه فنان يسعى لتوصيل رسائل قوية تترك انطباعا دائما في نفوس من يشاهد أعماله
أعمال صهيب تتميز بالتجريبية والقدرة على التقاط التفاصيل الدقيقة إن ما يميز صوره هو اللعب بالضوء والظل وكيفية توظيفهما لخلق تباين مذهل يجذب الانتباه ويحفز المشاعر في كثير من صوره يكون الضوء أشبه بشخصية مستقلة في المشهد يحكي قصته الخاصة وتتنوع مواضيع صوره بين الطبيعة والأشخاص المعمار والتقاليد وكل لقطة تعبر عن صراع بين الجمال الصامت والحكايات المخفية
صهيب لا يعتمد على عناصر الصدفة فقط بل يخطط لكل تفصيل في صورته قد ينتظر ساعات ليحصل على زاوية معينة أو ليتحكم في مستوى الإضاءة كل شيء لديه محسوب ومدروس ولعل هذا الدقة والالتزام هو ما جعل أعماله تصل إلى مستوى عال من الاحترافية والجمال
أفكار صهيب لا تقتصر على نقل الجمال فقط بل هو يؤمن بأن للفن دورا في رفع الوعي بقضايا مجتمعية وإنسانية لذا تجده يتناول في أعماله مواضيع مثل حقوق الإنسان التقاليد الثقافية وصراعات الحياة اليومية بهذه الطريقة يصبح الفن لديه أداة للتواصل وللتغيير الإيجابي مما يعكس حساسيته العالية تجاه قضايا مجتمعه
حصلت أعمال صهيب الشويات على تقدير وإعجاب محلي وعالمي سواء من قبل النقاد أو الجمهور شارك في العديد من المعارض الفنية داخل الأردن وخارجه وحققت أعماله إشادة واسعة لتميزها وقوتها صوره لا تقتصر على الجمال البصري بل تحمل في طياتها أبعادا فلسفية وإنسانية تجذب الأشخاص من مختلف الخلفيات والاهتمامات
كان لإصراره وموهبته دور كبير في تحويل التصوير الفوتوغرافي إلى رسالة يشارك بها مع العالم ولاءه للفن ودأبه جعله مثالا يحتذى به لكل شاب طموح يرغب في تحقيق أحلامه رغم ما يواجهه من صعوبات وتحديات وبذلك أصبح صهيب رمزا للشباب الأردني الطموح الذي يسعى للتغيير والتعبير عن ذاته بعيدا عن الحدود الجغرافية والثقافية
يعتبر صهيب الشويات أن الفن ليس مجرد رفاهية بل هو مرآة تعكس المجتمع ووسيلة لفهم الذات والعالم من حولنا فقد استخدم تصويره لتسليط الضوء على جمال التراث الأردني وتنوعه مبرزا التفاصيل الصغيرة التي تميز كل زاوية من أرجاء هذا الوطن من الأسواق القديمة في عمان إلى المزارع الخضراء في عجلون يلتقط صهيب تلك اللحظات التي تجعل من الأردن لوحة فنية متكاملة
كما يهتم بتصوير الناس والأماكن التي تنبض بالحياة وتجسد القيم الثقافية والاجتماعية ولعل أجمل ما في أعماله هو أنها لا تخلو من العفوية فتجده يلتقط لحظات بسيطة لكنها مليئة بالعمق مثل بائع متجول يبتسم لعدسة الكاميرا أو شاب يتأمل في جمال الطبيعة هذه التفاصيل تكشف الكثير عن شخصية صهيب الإنسانية والمرهفة
صهيب الشويات لا يكتفي بما حققه حتى الآن بل يسعى دائما للتطور واكتشاف جوانب جديدة من الفن والتصوير خططه للمستقبل تتضمن تقديم ورش عمل لتعليم الشباب أساسيات التصوير الفوتوغرافي إيمانا منه بأن كل شخص يمكنه أن يكون فنانا إذا ما توفرت لديه الأدوات والشغف كما يأمل في توثيق المزيد من القصص الإنسانية الملهمة التي تعكس روح المجتمع الأردني بكل تعقيداته وجماله
وبالإضافة إلى ذلك يسعى صهيب لإطلاق مشاريع فنية تهدف إلى نشر الفن كوسيلة لرفع الوعي سواء بقضايا البيئة التراث أو حتى التحديات اليومية التي تواجه الناس كل ذلك ينبع من إيمانه العميق بأن الفن قادر على خلق التغيير وعلى تمكين الناس من التعبير عن مشاعرهم وهوياتهم
صهيب الشويات الفنان الشاب الذي استطاع بموهبته وإصراره أن يخلق لنفسه مكانة مميزة في عالم الفن يمثل قصة نجاح ملهمة إنه فنان من طراز فريد يستخدم الكاميرا كأداة لسرد القصص التي لا تحكى عادة بالكلمات مسيرته المهنية والفنية تلهم كل من يرى أعماله أن الجمال يمكن أن يكون في أدق التفاصيل وأن الشغف قادر على تحويل الأحلام إلى واقع