مبروك للفائزين!الجمهور العام
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الجمهور العام
صهيب الشويات مصور ينسج حكايات من الضوء والظل
Walaalolo Zghoul
تأليف Walaalolo Zghoul
صهيب الشويات مصور ينسج حكايات من الضوء والظل

صهيب الشويات شاب أردني ملهم بات يعرف بإبداعه في توظيف الفن كوسيلة للتعبير والتأثير في عالم الصورة الذي اتخذته منصة لعرض رؤيته الخاصة ينجح صهيب بتقديم أعمال تمتاز بأصالتها وقوة مشاعرها ليثبت أن الفن أكثر من مجرد لون أو شكل بل هو وسيلة تسرد فيها كل لحظة حكاية وتحفر فيها ذكريات على مدى الزمن

ولد صهيب ونشأ في بيئة تسودها الطبيعة والتنوع الثقافي كان مشهدا يتكرر أمامه منذ طفولته جبال الشمال الأردني التي تعانق السماء ووديانها الخضراء التي تغسلها أمطار الشتاء كانت تلك المشاهد اليومية هي مصدر الإلهام الأول له والتي ساهمت في تكوين رؤيته الفنية ورغم بساطة هذه البيئة إلا أنها كانت مليئة بالتفاصيل التي تغني المخيلة وتغذي الحس الفني

اختار صهيب الشويات التصوير الفوتوغرافي كوسيلة للتعبير بالنسبة له التصوير ليس مجرد هواية أو مهنة بل هو لغة يحاكي بها الجمال والألم الحياة والموت الطبيعة والحضارة يحمل كاميرته ويبدأ رحلته مع كل صورة يلتقطها محاولا أن ينقل مشاعر غير مرئية وأن يشارك مع الناس نظرته الخاصة هو ليس مصورا عاديا يلتقط صورا جميلة إنه فنان يسعى لتوصيل رسائل قوية تترك انطباعا دائما في نفوس من يشاهد أعماله

أعمال صهيب تتميز بالتجريبية والقدرة على التقاط التفاصيل الدقيقة إن ما يميز صوره هو اللعب بالضوء والظل وكيفية توظيفهما لخلق تباين مذهل يجذب الانتباه ويحفز المشاعر في كثير من صوره يكون الضوء أشبه بشخصية مستقلة في المشهد يحكي قصته الخاصة وتتنوع مواضيع صوره بين الطبيعة والأشخاص المعمار والتقاليد وكل لقطة تعبر عن صراع بين الجمال الصامت والحكايات المخفية

صهيب لا يعتمد على عناصر الصدفة فقط بل يخطط لكل تفصيل في صورته قد ينتظر ساعات ليحصل على زاوية معينة أو ليتحكم في مستوى الإضاءة كل شيء لديه محسوب ومدروس ولعل هذا الدقة والالتزام هو ما جعل أعماله تصل إلى مستوى عال من الاحترافية والجمال

أفكار صهيب لا تقتصر على نقل الجمال فقط بل هو يؤمن بأن للفن دورا في رفع الوعي بقضايا مجتمعية وإنسانية لذا تجده يتناول في أعماله مواضيع مثل حقوق الإنسان التقاليد الثقافية وصراعات الحياة اليومية بهذه الطريقة يصبح الفن لديه أداة للتواصل وللتغيير الإيجابي مما يعكس حساسيته العالية تجاه قضايا مجتمعه

حصلت أعمال صهيب الشويات على تقدير وإعجاب محلي وعالمي سواء من قبل النقاد أو الجمهور شارك في العديد من المعارض الفنية داخل الأردن وخارجه وحققت أعماله إشادة واسعة لتميزها وقوتها صوره لا تقتصر على الجمال البصري بل تحمل في طياتها أبعادا فلسفية وإنسانية تجذب الأشخاص من مختلف الخلفيات والاهتمامات

كان لإصراره وموهبته دور كبير في تحويل التصوير الفوتوغرافي إلى رسالة يشارك بها مع العالم ولاءه للفن ودأبه جعله مثالا يحتذى به لكل شاب طموح يرغب في تحقيق أحلامه رغم ما يواجهه من صعوبات وتحديات وبذلك أصبح صهيب رمزا للشباب الأردني الطموح الذي يسعى للتغيير والتعبير عن ذاته بعيدا عن الحدود الجغرافية والثقافية

يعتبر صهيب الشويات أن الفن ليس مجرد رفاهية بل هو مرآة تعكس المجتمع ووسيلة لفهم الذات والعالم من حولنا فقد استخدم تصويره لتسليط الضوء على جمال التراث الأردني وتنوعه مبرزا التفاصيل الصغيرة التي تميز كل زاوية من أرجاء هذا الوطن من الأسواق القديمة في عمان إلى المزارع الخضراء في عجلون يلتقط صهيب تلك اللحظات التي تجعل من الأردن لوحة فنية متكاملة

كما يهتم بتصوير الناس والأماكن التي تنبض بالحياة وتجسد القيم الثقافية والاجتماعية ولعل أجمل ما في أعماله هو أنها لا تخلو من العفوية فتجده يلتقط لحظات بسيطة لكنها مليئة بالعمق مثل بائع متجول يبتسم لعدسة الكاميرا أو شاب يتأمل في جمال الطبيعة هذه التفاصيل تكشف الكثير عن شخصية صهيب الإنسانية والمرهفة

صهيب الشويات لا يكتفي بما حققه حتى الآن بل يسعى دائما للتطور واكتشاف جوانب جديدة من الفن والتصوير خططه للمستقبل تتضمن تقديم ورش عمل لتعليم الشباب أساسيات التصوير الفوتوغرافي إيمانا منه بأن كل شخص يمكنه أن يكون فنانا إذا ما توفرت لديه الأدوات والشغف كما يأمل في توثيق المزيد من القصص الإنسانية الملهمة التي تعكس روح المجتمع الأردني بكل تعقيداته وجماله

وبالإضافة إلى ذلك يسعى صهيب لإطلاق مشاريع فنية تهدف إلى نشر الفن كوسيلة لرفع الوعي سواء بقضايا البيئة التراث أو حتى التحديات اليومية التي تواجه الناس كل ذلك ينبع من إيمانه العميق بأن الفن قادر على خلق التغيير وعلى تمكين الناس من التعبير عن مشاعرهم وهوياتهم

صهيب الشويات الفنان الشاب الذي استطاع بموهبته وإصراره أن يخلق لنفسه مكانة مميزة في عالم الفن يمثل قصة نجاح ملهمة إنه فنان من طراز فريد يستخدم الكاميرا كأداة لسرد القصص التي لا تحكى عادة بالكلمات مسيرته المهنية والفنية تلهم كل من يرى أعماله أن الجمال يمكن أن يكون في أدق التفاصيل وأن الشغف قادر على تحويل الأحلام إلى واقع