
لا تُدَرَّسُ ولا تُخْتَزَلُ تحت مفهومٍ واحدٍ يُتَّفَقُ عليه، فالبطولةُ التي شَهِدْتُها في مَمراتِ الذاتِ كانتْ وِلادَةُ القدر ونشأةُ الحياة، أنا هي بطلة ذاتي وليستْ تلك البطلة التي يُلْحَقُ باسْمِها إنجازًا عالميًّا، بل تلك البطلة التي كَبُرَتْ على فَقْدٍ يتلو الآخر ولم تَفْقِدْني فكانتْ وحدُها لوحدي ظِل وجسد كلاهما مُتَّصِل رغم انفصالهما، التي حين لم تواجِهُ حِصارُ الأسئلة لم تهربْ منها وتركتْ الإجابة فارغة كما محتوى السؤال، التي نَمَتْ صادقة مع ذاتِها رغمًا عن سُقيا الظنون فخَذَلَتْها وأَزْهَرَتْ، التي اجتازتْ طرقات وأشخاص وعثرات ونجاحات لم يلمحْها أحدٌّ لكن تركتْ عيناها سؤال حيالها في كلِّ مَنْ التقاها، التي آمنتْ أنَّ الخوفَ وهمٌ حين اختارتْ المُجازفة للمرَّةِ الأولى فأُصْدِرَ مقالُها الأوَّل، التي تَعَلَّقَتْ بِحِبالِ الحِبْرِ وهي في غياباتِ الجُبِّ فكانَ القلمُ سُلَّمَ النجاة تتطلَّعُ للدرجة الأخيرة منه وصولاً إلى عُنْقِ حُلْمِها.
تلك البطلة حين التَفَتَتْ للوارءِ كثيرًا عَلِمَتْ أنَّ بطلَها يسكنُ فيها، تلك البطلة هي أنا وأنا هي تلك البطلة.