مبروك للفائزين!الصفوف 10 - 12
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الصفوف 10 - 12
أبي
Rana Mohammad Al-krimeen
تأليف Rana Mohammad Al-krimeen
أبي

أبي، في كل يوم يمر، يزداد اشتياقي لك، كأن غيابك ترك فراغًا لا يُمكن ملؤه. أتذكر ملامح وجهك الجميلة، تلك التي كانت تُشعرني بالأمان، وكأن العالم الخارجي يمكنه أن ينهار، لكنني سأظل محميًا بوجودك. كانت عيناك، اللتان تحملان كل الحكمة والحنان، تراقبني دائمًا وتوجهانني برفق في دروب الحياة، حتى في أحلك الأوقات.

كنت إنسانًا رائعًا، ومظهر جمالك لم يكن فقط في ملامحك، بل في روحك الطيبة التي تألقت في كل شيء تفعله. كنت تُظهر لي كيف يمكن للابتسامة أن تغير العالم من حولنا، وكيف أن الكلمة الطيبة يمكن أن تكون كالمطر الذي يُغذي الأمل في قلوب الآخرين.

في ليالي الشتاء الباردة، كنت تجلس معي، تخبرني قصصًا عن تجاربك، تلك القصص التي كانت تعلمت منها قيم الحياة. كنت دائمًا تقول لي: "لا تتوقف عن الحلم، فالأحلام هي ما يجعل الحياة تستحق العيش". تلك الكلمات كانت بمثابة النجوم التي تُضيء لي دربي، حتى في ظلمات الحياة.

أفتقد تلك اللحظات التي كنا نقضيها معًا، حيث كنت تجد في أبسط الأشياء جمالًا. كنت تشعرني بأن الحياة ليست مجرد روتين، بل هي رحلة مليئة بالتجارب والمشاعر. علمتني كيف أرى الجمال في كل شيء، من غروب الشمس إلى ضحكة طفل، وكيف أن السعادة تكمن في الأشياء الصغيرة التي نتجاهلها أحيانًا.

رغم أنك لم تعد معي جسديًا، إلا أن روحك تعيش في كل تفاصيل حياتي. أستمد القوة من ذكراك، وأشعر بحضورك في كل قرار أتخذه، وفي كل خطوة أخطوها. تسكن في قلبي، وفي كل حلم أحقق، أراك تبتسم، وكأنك تحتفل معي.

أبي، سأظل أحملك في قلبي، وسأستمر في السير على خطاك. سأجعل من حبك وإلهامك دافعًا لتحقيق أحلامي وأهدافي. سأعمل على أن أكون الشخص الذي كنت تأمل أن أكونه، وأعدك بأن أظل وفيًا لقيمك، لن أسمح للزمن أن يمحو ذكراك. ستبقى دائمًا الحلم الذي يُضيء لي الطريق، وأنت السند الذي أستند إليه في كل لحظة.

أنت، يا من كنت أجمل ما في حياتي، ستظل في ذاكرتي، وفي قلبي، وفي كل ما أفعله.