لجنة التحكيمالصفوف 10 - 12
لجنة التحكيم تقيّم المشاركات
156 أعمال
الأردن|الصفوف 10 - 12
ًَُإلى بطلة حياتي
Ghena Himsi
تأليف Ghena Himsi
ًَُإلى بطلة حياتي

إلى بطلة حياتي، أمي.

أمي هي قدوتي الوحيدة في الحياة لكونها ألطف شخص وأكثر شخص متفائل في الحياة. رغم الصعوبات التي واجهتها في حياتها، إلا أنها كانت دائمًا على يقين بأن الله معها في كل خطوة تخطوها. وكانت دائمًا محبوبة بين الناس والأصدقاء، وكانت تُعرف بالمرأة ذات القلب الحنون والطيب الذي كان يدخل جميع قلوب الناس.

أمي علمتني الصبر والقوة، وعلمتني كيف يمكن لي أن أتخطى الصعوبات في حياتي، وكيف أعتمد على نفسي. وكانت دائمًا توصيني بالتقرب من الله تعالى، والصلاة والزكاة، وأن أكون طيبة مع جميع الناس، لأن هذه من الأخلاق المحبوبة التي كان يتحلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أمي علمتني الطهي وصنع الحلويات، كما كنت دائمًا أنظر إليها وهي تعمل بابتسامة فخر، بأن هذه أمي التي تحبني وتقضي جميع أوقاتها معي. إنها هي التي ربتني ونمّتني على الكرم والأخلاق الطيبة، وكنت أنظر إليها كقدوتي الوحيدة والجميلة.

لقد عانت أمي من مرض سرطان الثدي الخبيث الذي جعلها ضعيفة الجسد وقلة الحيلة، الا انها كانت قوية اليقين بأن الله سوف يفك ضيقها وكربها ويشفيها من المرض. فقد قامت على الصلاة والصيام والزكاة وقراءة القرآن والدعاء. صبرت أيامًا وشهورًا وسنين، وظلت على أقصى يقين بأن الله معها، وأنه سوف يرفع عنها المرض، وكانت تعلم أن هذا ابتلاء جزاؤه الجنة لما صبرت عليه.

بعد سنين عديدة من صبرها على المرض، انتقلت إلى رحمة الله تعالى. لقد شعرت بالحزن الشديد والضيقة لأني قد فقدت أعز شخص على قلبي وروحي. لم أكن أتخيل كيف يمكن أن تكون حياتي من دونها، لكنني ظللت على يقين بأنها ما زالت معي وبجواري، ليس بجسد بل بروح منها ترافقني في حياتي وبكل خطوة أخطوها.

لقد عشت خمس سنوات على فراقها مرت عليّ كالنبت الذابل بلا ماء، إلى الآن أشعر بفقد قطعة من قلبي، وكأن أحدًا أخذ قطعة من قلبي تكمل حياتي. على الرغم من كل شيء، لم أنسَ أي وصية منها، فقد قويت نفسي وأنجزت الكثير من الأشياء التي كانت أمي تحب أن تراها وتجعلها فخورة مني.

فقد شاركت في أعمال تطوعية كثيرة وتبرعت للمحتاجين عن روحها، وأدعو لها في كل صلاة لي، لأنني على يقين كبير بأن الله سيجمعني بها في الجنة إن شاء الله.

إنني على يقين بأن هذا قضاء الله وقدره، وأنه أمر منه لكي يخفف عنها ألمها ووجعها الذي ليس من الممكن لي أن أتحمل رؤيته، أن أراها تتألم وأراها ضعيفة. وهي أيضًا السبب في ارتدائي للحجاب الذي سيكون أكبر فخر لها. وأتمنى أن أجعلها دائمًا فخورة بي، كما جعلتني فخورة بها، لأنها قدوتي وبطلتي في الحياة.

كتبتُ هذه الرسالة لأعبر عن مدى حبي لأمي وفخري بها، كونها امرأة قوية وصبورة على الرغم من جميع المشاكل والصعوبات التي مرت بها. وعلى الرغم من كل شيء، فإنها تبقى امرأة قوية تنمي الأخلاق الحسنة وحب الله تعالى في قلوب بناتها، دلالة على كثرة حبها لهم. أنا فخورة بأن أكون ابنة ميسون الكنجي، التي كانت لي أماً وأختًا وصديقة، قدوتي في الحياة، وأن أكتسب بكل صفاتها لأُنمّي نفسي وشخصيتي كما تحب، وأجعلها فخورة بي وبأخواتي.

أريد أن أوصي جميع الناس بأن يقضُ أكبر وقتٍ ممكن مع أمهاتهم فقد صدق بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث جعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا رَسُول اللهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» (رواه الإمام البخاري). فالأم هي أغلى ما نملك.


ابنتها العزيزة،
غنى الحمصي.

التاريخ:2024\10\26
اليوم: الجمعة