الملك الحسين بن طلال

سماء قانتة بلونها الغاسق تتخلل فيها ريحٌ صرصرَ تملأ بأرجاحها صوت الأذان فتهتز قلوب العباد بكلمة الله أكبر ، يصحو ليلبي نداء خالقه فيمسح كفيه ووجنتيه لتتغلل اطرافه بماءٍ بارد ،يقف رافعاً يديه ومنحنياً رأسه ليستعد للقاء ربه ويؤدي صلاته بكل خشوع ، تتسلل جزيئات الهواء الباردة من نافذته فيهمُ نحوها لاغلاقها فتجذبه منظر شروق الشمس فتتداخل اشعتها الامل إلى قلبه لترسم ابتسامة مملوئةً بالرضا ، يستعد ملكنا الحسين بن طلال إلى مهامه ليؤدي واجباته تجاه اهله ووطنه وشعبه، الساعة الخامسة والنص من صبيحة يوم الخميس الموافق 21 من شهر آذار من عام 1968 ليتفاجئ بهجوم جيش العدو الاسرائيلي على الاراضي الاردنية ، ليتكم غيظه ويقبض كفه مغلقاً عينه بغضب شدشد ليستعد ليقوده جيشه معلناً الحرب للقضاء على الجيش الاسرائيلي،
ينزل الجيش الاردني لارض المعركة ملبياً نداء الحق ، تهتز الارض من تحت أقدامهم ليتشابك الجيشان في صراع عنيف فأخذت المدفعية الاردنية تطلق قدائفها نحو العدو لكن رغم مواصلة العدو بتقدم نحو بلدة الكرامة إلا أن آلياته تتعرض للقصف المدفعي من قبل الجيش الاردني وإطلاق النار من قبل الفدائيين الفلسطينين ، فيدب الرعب في قلوبهم ليلجئ الجيش الاسرائيلي بطلب وقف إطلاق النار لكن الملك الحسين بن طلال أصر على عدم وقف اطلاقه ما دام جندي واحد في شرقي الاردن لتعلن النصر المحقق لجيشنا الاردني في هذا اليوم تتجسد كل القيم والمعاني السامية، الصبر والنصر والشهادة، تبعث فينا الأمل وتزيدنا عزاً وفخراً، شهداؤنا وأبطال الكرامة الذين لبّوا نداء الحق حين هتف لهم فزرعوا في أرض الكرامة نصراً ورفعوا رايات المجد عالياً، جباه سمر جادت وبذلت الروح وحملت لواء المجد وعرين التضحية ، فل يرحم الله روح ملكنا وقائدنا الملك الحسين بن طلال وليبعث الله روحه إلى الجنات الفردوس الأعلى .
رحمه الله