لجنة التحكيمالصفوف 10 - 12
لجنة التحكيم تقيّم المشاركات
156 أعمال
الأردن|الصفوف 10 - 12
المرأة العظيمة
Bushra Hjaze
تأليف Bushra Hjaze
المرأة العظيمة

‎المرأة العظيمة
‎أكتب إلى تلك المرأة العظيمة،إلى من جعلت من أبنائها قصة فخر، نعم إنها والدتي.
‎تلك المرأة التي جعلتني أقوى بوجودها،تلك المرأة التي تزوجت في عامها السابع عشر،وهي لم تكمل سن الزواج القانوني، تحملت معاناة ومتاعب الزواج، وبعد ثلاثة سنوات من عدم الأنجاب، وكلام الآخرين إليها أنها مصابة "بالعقم"، والجميع يقول لوالدي تزوج، إلى يومٌ أشرقت به الدنيا وأعلنت السعادة، امتلئ قلب أمي بالفرح عندما علمت أنها ستنجب بعد كل التعب، لتبدأ معاناة جديدة،ولقد تخطت أمي كل التعب،ومرت الأيام لتنجب طفلتهما الأولى،وهذه أنا التي تروي لكم قصتها.
‎في أيامها الأولى تحملت غيابي عنها،لقد مرضت وأدخلت المستشفى وأنا عمري أيام فقط،كانت كل يوم تأتي من أجل إرضاعي،مع معاناة تعبها،حقًا أمي امرأة قوية وصلبة تشبه الصخور.
‎وها هي اليوم لديها خمسة شباب،وقد أقسمت أنها ستجعل منهم حكاية يقتدى بها،تحملت جميع التحديات ومتاعب الدنيا.
‎سيروي أبناؤها جميع قصصهم،وتحدياتهم التي قضوها مع والدتهم.
‎بدأت قصتها بإبنتها "بشرى"، وبقلمها اكتب.
‎أمي كانت أعز الرفاق بدربي،لقد كانت أعز الرفاق بدربي،لقد كانت علاقتنا لا تشبه علاقة الأم بإبنتها،بل أكثر من ذلك فقد كانت وما زالت لي أمًا،أبًا وأخًا.
‎أتذكر كيف بدأت مسيرتي التعليمية،وكيف قامت بتعليمي،مع العلم أن أمي لم تكمل دراستها فقد تعبت من أجل تعليمي.
‎في أول مرة،كتبتُ أسمها دون مساعدتها لا يمكن وصف سعادتها،لقد كانت ابتسامتها ورضاها أكبر حافز إلي
‎كانت دائمًا تقول أريدك أنّ تصبحي شيئًا عظيمًا،وكنت أعدها أنني سأحقق حلمها.
‎مرت الأيام بصعوبتها ومشاقها،لقد كنتُ أواجه العديد من التحديات؛مثل أنني لم أفهم درس في الرياضيات وكنتُ أتمنى لو أنَّ أمي تستطيع أنّ تشرح لي،ولكنني بعزيمتي وقوتي التي كانت مصدرها أمي واجهتها.
‎وبدأت أول قصص النجاح في عمر السابعة عشرة،عندما ألقيت محاضرة أمامها،كنت أسرق النظر إليها بضع الثواني،كنت أشاهدها تنظر لي بكل فخر.
‎وقد بدأت مرحلة جديدة بحياتي مرحلة الثانوية العامة،وأمي لم تستسلم وبقيت السند لي، فقد كانت أول وصاياها أريدك أنّ تحققي حلمي يا طفلتي،وكانت هذه المرحلة من أصعب المراحل في حياتي وحياتها،مرت أيام كنت أبكي بها، وكانت هي الوسيلة الوحيدة لدعمي،كانت كلماتها مثل إعادة جرعة الأمل لدي.
‎وقدمت أمتحاناتي بكل قوة،وما أنّ أخرج من القاعة ألا أجد هاتفي يتصل فإذا به إتصال من أمي،وفي يوم النتائج كنت أنتظر النتيجة بخوف وقلق،كنت أنظر إلى عيونها اللواتي كانتا تقول ستحققين حلمك لا تقلقِ،وقد كانت صادقة في كلامها،ها أنا نجحت وحققت حلمي وحلمها لا يمكن وصف فرحتها التي كانت تسيطر عليها الدموع.
‎ولم اتوقف عن تحقيق أحلامي،وأحلامها رغم إبتعادي وغربتي عنها،من أجل دراستي،ألا أنني قمت بنشر كتاب يتحدث عن مسيرتي في مرحلة التوجيهي،وقمت بإلقاء المحاضرات، وكنت رمزًا لبلدي،وكل هذه اللحظات إلا كانت أجملها لحظة صعودي إلى منبر الجامعة وأنا أعلن من الأوائل،وأنا اليوم الصحفية والكاتبة بشرى حجازي.
‎كانت قصة بشرى ملهمة جدًا،مملؤة بالقوة والعزيمة،استفادت منها شقيقتها براءة وقالت:
‎عندما شاهدت أمي كيف كانت فرحتها بنجاح شقيقتي بشرى،أقسمت أنني سأتمم فرحتها،فقد كانت أمي السند لنا، ومصدر قوتنا جمعيًا.
‎وبدأت الدراسة بجد ومرت أيامٌ صعبة جدًا،إلا أنها لم تتخلَ عني،وعن تحفيزها لي،وأنا اليوم خريجة كلية الطب البشري، ولدي عملي وعيادتي الخاصة،وكل هذا بفضل الله ومن ثم أقوى امرأة في العالم.
‎لقد حققت براءة حلمها بفضل الله،ومن ثم فضل أنها.
‎أما عن لسان لسان أبنتها بيسان، فقد قالت: كنت دائمًا أحب مهنة التعليم، أتذكر كيف كنت أجمع أطفال حارتي وألعب معهم،فقد كانت أمي تشجعني سواء بالكلمات أو بشراء أدوات التعليم، كنت أشاهد أمي كيف فرحت لشقيقاتي بشرى وبراءة،ووعدتها أنني سأكمل فرحتها أنا أيضًا،ودرست وتعلمت بجد من أجلها وأجل حلمي،فقد كانت يد العون لي،وها أنا اليوم الأستاذة الدكتورة بيسان،واليوم أقف أمام الآف الطلبة لأصنع منهم شباب للمستقبل.
‎لقد حققت بيسان حلمها بعزيمتها وإصرارها،لتبدأ قصص شباب بيتها وعن لسان محمد قائلًا:
عندما شاهدتُ شقيقاتي كيف حققنَ حلمهنَ،وحلم أمي كانت تغمرني السعادة، فقد كانت تقول:أريدك أنّ تصبح مثلهن،فقد حققت حلم أمي وتخرجت منَ جامعة مؤتة العسكرية،فقد كانت أمي مصدر أملي في هذه الحياة، سأروي قصة أمي إلى أبنائي،وأقول لهم تعلموا الصبر من تلك المرأة، صدق الذي قال:"الجنة تحت أقدام الأمهات"؛فأمي هي الجنة.
وها هو محمد حقق حلمهُ،وكان من خير الشباب في تربيته وفي تعليمه.
وأكمل جواد حديثه قائلًا: أمي كانت الشمس التي تضئ دروبنا،والقمر الذي ينير عتمة ليلنا،أمي حكاية جميلة لا يستطيع أحد وصفها، لقد حققت أمي حلمها بنجاحنا،ها هنّ شقيقاتي أصبحن منجزات،وأخي شابٌ يقتدى بهِ،وأنا اليوم آخذ القوة منهم جميعًا،ها أنا على أبواب مرحلة تقديم أمتحانات للثانوية العامة،سأحقق حلمي وأصبح الطيار جواد.
لقد تحدثوا لنا ابناؤها حكايات وقصص نجاح وهو ما تحقق بالفعل،فقد كانت والدتهم منذُ البداية يد العون لهم، فقد كانت تقول منذُ البداية أنها ستجعل منهم حكاية وقصص، وها هي حققت ما تقول.
أمي نعمة من الله أكرمني بها لتكون لي السند في الحياة،فولله يا أمي أنكِ سبب وجودي على الحياة،كل الكلمات لا تساوي ذرة أمامَ تعبك،منذُ لحظة ولادتي إلى يومي هذا،فأنتِ كالشتاء عندما يسقط ويعيد للأرض نشاطها،وبالورد في الربيع الذي تفوح منه الرائحة الطبية.
أطال الله عمركِ وأدامكِ لي سندًا وملجًأ،وجعلني يالله بارة بكِ
‏ Jorn -Bushra