لجنة التحكيمالصفوف 10 - 12
لجنة التحكيم تقيّم المشاركات
156 أعمال
الأردن|الصفوف 10 - 12
أمل الحياة
Hala Alzain
تأليف Hala Alzain
أمل الحياة

أمل الحياة
بدأت هذه اللحظة عندما نظرت أول نظرة في حياتي حينها اضاءت عيناي، وانارت درب الحياة، عرفت في ذلك الوقت ماذا تخبئ لي الحياة بسبب فرحة ذلك الشخص الذي كان يحملني بيديه، ويقول كلمات غريبة لم افهمها، ولم أعرف إلى اليوم ما هي ربما لأن عمري لم يكن يتجاوز اليوم الواحد، ولكن هذا الشعور الغريب الجميل الذي لا يمكن وصفه لحظة احساس بالأمان والطمأنينة، والنظر إلى وجه.

سمعت كثيراً من الناس الذين يقولون لي لماذا هذا الرجل بطلك، لماذا هو قدوتك ؟،لما تفتخرين وترفعين راسك عندما تتكلمين عنه أو تسمعين عنه شيئا جميلا، والكثير من الاسئلة لماذا لماذا؟ فكرت كثيرا حتى
استطيع أن أجيب عن هذه الأسئلة.
هو الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يتمنى لي كل شيء، ويتمنى أن أكون دائما في المقدمة، وهذا شيء ليس فقط بالكلام، وانما بالافعال التي برهنت لي والمجتمع كم انا محظوظة بسبب وجود هذا الشخص! فكان له الأثر الكبير في تميزي عن غيري حتي اني قابلت العديد من الأشخاص الذين يقولون لي ما سبب تميزك وابداعك ؟ اجيبهم بكل تأكيد أن لي سند ولي جبل استند عليه عند جميع لحظات حياتي، هو خير الناس، هو معلمي، ومرشدي، ودليلي.
يعمل ليلا ونهارا من أجل توفير لقمة العيش لنا،, وحياة كريمة وجميلة نسعد بها، ويؤمن لنا كل ما نطلب ونحتاج إليه، فهو يحمل على عاتقه هذه الأمانة التي يؤديها بكل صدق وإخلاص.
ماذا اتكلم عنه فقد بعثرت كلماتي لوصف تعبه وجهده فلا يوجد أصدق من المشاعر التي اقدمها له، فهو صنع أفضل وأقوى وأذكى وأروع فتاة على وجه الارض، ولن أنسى معروفه يوما ما ، ولن استطيع مكافأته مهما حاولت؛ لأنه فعل الكثير من أجلنا.
هو الشخص الذي يستحق الشكر والتقدير لأنه ضحى من أجلنا بالكثير، كل يوم عمل له كان يخسر يوما من عمره، وصحته، وجسده. كل هذا من أجل؟ من أجل أن يرانا نحلق عاليا في صفوف المقدمة.
فكان يعلمنا وينصحنا بإن يقول لي ولا ترضي بغير القمة، فكان هذا التحفيز العالي الذي يدفعني ويجعلني أتعلم واقدم اجمل نسخة مني، حيث دفعني الى العمل على تطوير نفسي بكل ما استطيع، لأني رأيت الامل في عينيه.
كنت أقول له في كل خطوة من خطوات الحياة، اسير خلفك واثقة بك اضع قدماي مثلما تضع أنت، فاخذر فنحن نسير على نهجك، لذلك كان شخصا رائعا حكيما عالما فكنا نراه القدوة المشرقة لنا في مسيرة حياتنا.
مرّ هذا الرجل في الكثير من الصعوبات والتحديات منذ أن كان طفلا والى اليوم، ولد هذا الرجل عظيم في السابع من شباط عام ألف وتسعمائة وثمانية وستون، تعلم القراءة والكتابة وأكمل تعليمه الثانوي إلى الصف الثاني عشر، ولكنه لم يكمل دراسته، وبدأ في العمل في عمان، ثم ليذهب بعدها إلى المملكة العربية السعودية لإكمال عمله في ذلك الوقت يرزق بالاطفال ويعود ليستقر في عمان، ولكن رغم مسيرة حياته المتعبة والشاقة، إلا أنه أراد أن يبني حياة مختلفة ومدهشة لعائلته التي يتمناها جميع.
ولن أنسى يوما كل قطرة عرق نزلت من جبينه بسبب الكد والتعب والعمل الذي فعله لنا حتى يرانا نكبر ونحقق الانجازات التي تحمل اسمنا واسمه.
في كل مراحل حياتي كان هو الشخص الذي يقف بجانبي في أوقات نجاحي، فشلي، ويأسي من الحياة، كان يعلمني ماذا افعل لتخطي هذه المواقف الصعبة ، وكان يدعمني ويشجعني ويمدحني ويتفقد أحوالي عن اي شيء جديد قد صنعته من النجاح والانجاز، وكان يقف بجانبي كالعصا المتماسكة التي لا تهتز من الريح في لحظات فشلي، فكان الصديق وكان الأب وكان العائلة وكان الوطن، ولم اشعر يوما بفقدان أي جانب منهم، لأنه كان متواجد معي في جميع فترات حياتي.
كم ينشرح قلب هذا الرجل عند سماع قصة إنجاز أحد أبنائه! او مدح الناس لهم، وتقديم الناس له كل الشكر؛ لأنه يعلم مقدار الجهد الذي بذله طيلة عمره في تربيتهم بطريقة صحيحة ومثمرة، هو يبتسم ابتسامة بسيطة ولكننا نعلم مقدار فخر والاعتزاز في داخله، لأننا نشعر بمشاعره، فنحن قطعة منه.
حتى في أبسط الاشياء عندما ينادي أحد أبنائه كي يجلبوا له غرض ما ويأتي ولده وعلى وجهه ابتسامة عريضة واسعة، ويقول له حاضر يا أبي، فكم يسعد بهذا الغرض البسيط؛ لأن حياته التي وهبها لأبنائه لم تذهب عبثا.
ولن ننسى محبة الوالد لولده عندما يختاره ويفضله عن بقية اخواته لإحضار شيء أو طلب منه شيء ما، فيجب أن يعلم هذا الولد المميز أنه في منزلة عالية من والده وأنه قريب من الجنة إذ احسن معاملته.
عندما أجلس بجواره ينتابني لحظة الحنين، فهو منبع الأمن والأمان، منبع الشوق والأماني، منبع طفولتي وصباي وشبابي.
يغمر هذا البيت الدافئ الآمن والمستقر بكلماته الطيبة والحنونة والمسكنة للآلام والاوجاع والانكسار والإحباط والخذلان، فهي دواء لكل مريض، نجلس في البيت حوله لنسمع منه القصص والحكايات التي تبهرنا في كل مرة يقصها علينا، احيانا تكون نفس الحكاية التي تحكى لنا منذ أن كنا أطفالا ولكن أسلوبه الشيق واهتمامه بنا يجعلنا نجلس متيقظين مستمعين بالسماع والحوار معه. فعلا هذه من أجل لحظات التي ينطبع بها الإحساس والشعور الداخلي الغير محدد، لدى فهو أجمل زهرة من أجمل وأنقى بساتين العالم بأكمله.
ولم يقف دور هذا الرجل هنا فقط فهو أيضا كان قادرا على تأثير وتغير في مجتمعه من خلال إنجازاته المليئة بالفخر والسعادة، ومن خلال غرس القيم الفاضلة والحميدة لأبنائه الذي علمهم معنى حب الوطن ومعنى التغير والتطوير، فحرص على تعليم أبنائه في الجامعات الأردنية وقدم الدعم والمساندة لهم في جميع فترات حياتهم، وقام بتشجيعهم للمشاركة والانخراط في العمل التطوعي مع جهات عدة منها وزارة الشباب الاردنية التي كان لها دور كبير في تعزيز مشاركة الشباب، وايضا منصة نحن وحقق الذين هم تحت دعم ورعاية مؤسسة ولي العهد، ومؤسسة عبد الحميد الشومان لتنمية حب القراءة والإبداع لديهم، وغيرها من الجهات التي لعبت دوراً كبيراً ومهم في تطوير الشباب وحرص الآباء على دمج أبنائهم معهم.
وعمل على البحث لأبنائه على الوظيفة والعمل المناسب لهم، برغم أنهم يستطيعون البحث ولكنه أراد الراحة لهم والاطمئنان على مستقبلهم، حتى أنه يهتم بهم لدرجة أنه يبادر دائما بالسؤال عن يومهم فيما وكيف قضوه.
أتدرون من هو هذا الشخص، هو مصدر سعادتي وسندي بأيامي ونسماتي الحنونة، والفرحة الاولى بعمري، هو صديقي ورفيق الدربي هو والدي قرة عيني.
لا تلوموني على كتابة هذا النص الطويل فكل فتاة بأبيها معجبة.
إليك أبي الحبيب..! إلى قدوتي الأولى ونبراسي الذي ينير دربي.. إلى من علّمني أن أصمد أمام أمواج البحر الثائرة.. إلى من أعطاني ولم يزل يعطيني بلا حدود.. إلى من رفعت رأسي عالياً افتخاراً به..إليك يامن أفديك بروحي..أبعث لك باقات حبي واحترامي وعبارات نابعة من قلبي... وإن كان حبر قلمي لا يستطيع التعبير عن مشاعري نحوك..فمشاعري أكبر من أسطرها على الورق..ولكني لا أملك إلا أن أدعو الله عزّ وجل أن يبقيك ذخراً لنا..ولا يحرمنا ينابيع حبك وحنانك!.

في النهاية، إلى أين تردين الوصول يا حلا، إلى أعلى قمة يستحقها والدي، إلى أفضل سمعة يكتسبها اسمه، والى كل شيء عظيم كعظمته.

بقلم ابنتك الوفية : حلا فايز الزين


الاسم : حلا فايز يوسف الزين
المدرسة : الملكة زين الشرف الثانوية للبنات
الصف: الحادي عشر
البطل: والدي