لجنة التحكيمالصفوف 10 - 12
لجنة التحكيم تقيّم المشاركات
156 أعمال
الأردن|الصفوف 10 - 12
بطلتي
Ghazal Alhushia
تأليف Ghazal Alhushia
بطلتي

الجميع في هذا العالم يسعون إلى مساعدة الآخرين و إضافة قيمة إلى حياتهم ، و هذا بالحقيقة ما كانت امي عليه بالنسبة لي .
فقد تزوجت أمي عن عمر يناهز الثانية و العشرين لم تتزوج أمي زواجًا تقليديًا بالكامل و لكنها عاشت حياة جميلة في بداية زواجها من أبي، فقد كان أبي يكتب بها أشهارًا، و لكن مع مرور الوقت اضطر أبي للسفر إلى الخارج لكسب عيشه . في العام الأول من زفافها فقدت أمي جنينها الأول في حادث، لكنها لم تيأس .
ففي عام تسعة و ألفين ولدت الطفلة الأولى لوالديّ، الحفيدة الأولى لعائلة أمي، لقد عشت السنوات الأولى من حياتي و أنا أجمع ذكريات سعيدة و أستمتع بكل لحظة من حياتي لقد ترعرت كفتاة مدللة .
في عام ألفين و اثني عشر في إحدى أيام شهر شباط البارد ، أنجبت أمي اختي الصغرى في إحدى غرف المشفى البارد، لم يتواجد أبي بجانبها لكنها بالرّغم من ذلك استطاعت التغلب على كل هذا، و الوقوف على قدميها و الثّقة به مجددًا.
بعد خمسة أشهر من إنجابها ،في يوم مشمس و جميل كانت أمي تلتقط لي و لأختي صورًا مع أشعة الشمس المتسللة عبر النافذة كي ترسلها لأبي المغترب، تلقت أمي اتصالا من أبي فأجابت عليه بسرور و هي تقول :'' القلوب عند بعضها '' . فوجعت عندما أعلن انفصالهما عبر مكالمة هاتفية لم تتجاوز الدقيقة، لم تعلم أمي ماذا تفعل أو ماذا تقول ، فذهبت إلى منزل عائلتها وهي في خيبة كبيرة .
لم تشعرنا أمي بالنقص ، فقد كانت الأم و الأب اللذان أحتاج إليهما في حياتي ، بالرّغم من اكتئابها و انعزالها عن الحياة لبعض الوقت و لكنها استطاعت تخطي الصعاب .
قد قامت بتربيتي على أكمل وجه، لم تحرمني من شيء، فقد قدمت لي المستطاع و غير المستطاع ، دائما ما تسعى للبحث عن الأفضل لتعطيه لي لطالما كانت شخصًا معطائًا .
لم تسمح لنفسها بالزّواج مرة أخرى بالرّغم من صغر عمرها ؛ لكي تهتم بي لآخر قطرة ، نمت مواهبي و دعمت قدراتي بكل مجالات الحياة .
لم تستسلم للحياة بالرّغم من مآسيها هذه هي '' ماما '' قويّة برغم مرارة الحياة ، هي بطلتي في هذه الحياة و سوف تبقى هي بطلتي دائما .
علمتني بطلتي أن فاقد الشيء يعطيه و بشدة .