بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة السلام على نبينا محمد
بعد أن سمعت و كتبت و بحثت سأتحدث في مقالي هذا عن جدي العميد الركن المتقاعد احمد عبدالعزيز فرحان العدوان الذي أراه رجلًا نادرًا في هذا الزمن بان يدفع روحه للدفاع عن ثرى الأردن و ثرى فلسطين.
ولد في الشونة الجنوبية بمحافظة البلقاء و ترعرع و تربي بين والديه , أنهى اختبار الثانوية العامة بنجاح من الفرع الأدبي و التحق الى جامعة بيروت العربية و أنهى السنة الأولى اذ انه لم ينهي من دراسة السنة الثانية بسبب الظروف المادية و قد أصر والده رحمه الله على ان يكمل دراسته الجامعية لكن أراد الالتحاق بدورة الترشيح بعد إعلان القوات المسلحة عن فتح باب التسجيل و قابل اللجنة و ترشح هو و 101 مرشح من محافظات المملكة بالضفتين بمعسكر العبدلي و تخرج برتبة مرشح بعد سنة من التدريب التحق بالجبهة الغربية للواء القادسية في القاطع الشمالي الضفة الغربية.
و تبوأ وظائف من قائد فصيل مشاة ثم ضابط استخبارات الكتيبة ثم قائد سرية ثم اركان حرب بمدرسة المشاة ثم قائد كتيبة لواء ثم قائد فرقة بالإنابة ثم اعير الى دولة الامارات العربية المتحدة ليكون مدربا في كلية الشيخ زايد لتخريج الضباط لمدة سنتين بعدها عاد الى الوطن و عمل مساعدا لقائد كتيبة حمزة بن عبدالمطلب/45 ثم تم نقله الى كتيبة الحرس الالية الرابعة في منطقة الحمر بعد ان تم ترفيعه الى رتبة رائد ثم انتقل الى القيادة العامة للقوات المسلحة مديرية الامداد و التجهز ليعمل ركن اول تجهيز ثم تم نقله الى قيادة الفرقة الالية 12 الملكية ليعمل ركن اول قوة بشرية ثم تم تعيينه قائدًا لكتيبة الملك عبدالله الأول السابعة و عمل لمدة ثلاث سنوات قائدًا لها , في سنة 1983 دخل كلية القيادة و الأركان و تخرج بدرجة بكالوريوس في العلوم العسكرية و الإدارية ثم انتقل مقدم ركن رئيس شعبة الامداد في مديرية الامداد و التجهيز القيادة العامة ثم تم نقله مديرًا لأركان لواء الاميرة علياء و تم نقله مساعدا لقائد الشرطة العسكرية الملكية و عمل قائدًا لشرطة العسكرية بالإنابة ثم تم نقله الى مدرسة المستجدين الملكية امرا لها في 1990 تم نقله ليعمل قائدا للواء الحرس الملكي الالي الأول الفرقة الرابعة في سنة 1991 دخل كلية الحرب الملكية و تخرج منها بعد حصوله على درجة الماجستير في العلوم العسكرية و الإدارة العليا في سنة 1992 تم نقله رئيسا لأركان الفرقة الالية 12 الملكية و عمل فيما بعد قائدًا للفرقة بالإنابة بعدها احيل الى التقاعد في 1/8/1994 برتبة عميد ركن مشاة بعد ان امضى اكثر من ثلاث عقود في الخدمة العسكرية.
كان عشقه للجندية سببا في ان يكون جندي أردنيًا مقاتلا لكثرة سماعه عن خط الهدنة في فلسطين سنة 1948 و رفض ان يكون معلم في مدرسة مخيم غور نمرين و رفض ان يكون موظف في وزارة الصحة فلا يقبل إلا ان يكون جنديا مقاتلا في القوات المسلحة الجيش العربي و اول معركة له كانت معركة السموع في الخليل لاعتداء اليهود على القرى و كلف بالنجدة و انتهت المعركة بعد تدخل السلاح الجو الأردني و إسقاط طائرتين اسرائيليتين في منطقة البقيعة.
ومن المعارك التي شارك فيها:
معركة حزيران 67 و كانت نتيجة هذه المعركة اندحار الجبهة المصرية و احتلال صحراء سينا و احتلال الضفة الغربية حتى نهر الأردن و احتلال هضبة جولان في سوريا.
و في 21/3/1968 حدثت معركة الكرامة بسبب وجود المنظمات الفدائية داخل مخيمات النازحين الفلسطينيين و كان اكبر تجمع لها في بلدة الكرامة و تمركزت القوات المسلحة الأردنية على الجبال المشرفة على بلدة الكرامة , في صبيحة هذا اليوم اجتاز الجيش العربي خط وقف إطلاق النار نهر الاردن و تفاجأ العدو الصهيوني بتنفيذ الجيش العربي خطة دبرت من قبل قادة على رأسهم اللواء الركن المرحوم مشهور الجازي , بعد الساعة 12 ليلًا تمركزت الدبابات و قنص الدروع و القوات المدفعية , حتى الساعة 10:30 طلب العدو إيقاف إطلاق النار و رفض جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ذلك ما دام هنالك جندي اسرائيلي واحد شرقي النهر.
كان دور العميد الركن المتقاعد احمد العدوان في هذه المعركة التاريخية هو قائد مجموعة قانصي دروع و مهمته بتكليف من القائد عودة عويد رحمه الله ان يكون في الجناح الأيمن على الطريق بين جسر المثلث المصري و جسر دامية (و هو جسر الأمير محمد حاليا) و بعد ذلك وجد عربة مدرعة مدمره فرنسية الصنع تحوي على هياكل محروقة و في داخلها خارطة مؤشر عليها اهدافهم و لا تزال هذه الخريطة في مدرسة الاستخبارات العسكرية.
حرب الاستنزاف استمرت على الجبهة الأردنية من عام 1967 الى 1970 حيث قامت إسرائيل بإرسال قواتها لمعركة الكرامة و ظل الاستنزاف على الجبهة الأردنية طوال هذه الثلاث سنين.
في سنة 73/ حرب رمضان المجيدة و دخول سوريا و لبنان و انكسار جبهتهما اضطرّ الأردن للتدخل و الحق بأمر من الملك المرحوم الحسين بن طلال مدرعتين صدت الهجوم الاسرائيلي عنها و دحر اليهود إلى جولان.
و من المواقف العسكرية مع جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه بزيارة على وحدات اللواء و كتيبة الحرس الملكي الالي الأول و كتيبة المدرعات الالية الأولى مباركًا له لاستلام قيادة اللواء و كان ذلك في 18/12/ 1990 .
أما الحسن بن طلال سمو ولي العهد ان ذاك و اول زيارة للعميد الركن في تموز سنة 1972 في شرق مخيم الكرامة و بعد هذه الزيارة شعر ان هنالك ود بينه و بين سموه , و زاره و هو قائد كتيبة الملك عبدالله السابعة عام 1918 و تكررت زيارات سموه اكثر من ثلاث مرات لمشاركتهم في التمارين التعبوية و من الزيارات المهمة جدا و التي مكث حتى الساعة واحده ليلًا برفقة القائد المرحوم تحسين شردم ليلة 16-17/1/1991 ليلة ما تم ضرب العراق من قبل قوات التحالف لإخراج الجيش العراقي من الكويت و كان سموه عنده شعور ان هذه الليلة ستكون الضربة القاضية للجيش العراقي.
و في سنه 1992 في دورة كلية الحرب كان سموه احد اهم المحاضرين و الموجهين و كان فعلا علامه من أعلام العرب و كان لديه نظر سياسي و كان يتوقع المفاجئات السارة و الغير سارة.
في احدى المرات عندما كان قائد لواء في أيام انفتاح الوحدات العسكرية بعد احتلال الجيش العراقي للكويت زار سموه برفقة الزعيم الجزائري احمد بن بيلا و أخذ سموه يشرح للمرحوم ابن بيلا عن الوضع الأمني و المسؤولية الملقاة على عاتق الجيش الأردني.
و تشرف بيت العميد الركن بزيارة سمو الأمير الحسن في 15/10/1995 و أمضى سموه عدة ساعات مع العميد الركن و مع مجموعة من الأصدقاء و ضباط متقاعدين من بينهم كنيعان عطا البلوي و هو مستشار الملك لشؤون العشائر و مع الاهل و الأقارب.
اليوم العميد الركن أحمد العدوان أبٌ معطاءٌ و جدٌ حنون جمع بين الصرامة والعطف معًا ليكون قدوة لهم لمن حوله ,فأنا حفيدة هذا النموذج الذي يقتدى به وأنا قارئة لهذا الكتاب التاريخي الذي أُرخ فيه الأردن ومن يكون.
شكرًا لكل أبطال الوطن الذين قدموا ويقدمون و سيقدمون ، شكرًا لأرواح فُدَت للوطن، شكرًا لمن جعلوا من أنفسهم تاريخ.
اللهم احفظ هذا البلد و مَلِكه و شعبه..