لجنة التحكيمالصفوف 10 - 12
لجنة التحكيم تقيّم المشاركات
156 أعمال
الأردن|الصفوف 10 - 12
جوهرتي التي لمعت في الأعماق
Doaa Alsoubani
تأليف Doaa Alsoubani
جوهرتي التي لمعت في الأعماق

بدأ الأمر باتصال هاتفي، وفي الساعات الأخيرة من الليل دوّى رنين الهاتف،وقالت أنا بامس الحاجة للتحدث معكِ لقد حدثت كارثة ارجوكِ ساعديني.
تبدأ القصة من اللحظة التي لمعت بها بطلتي في عالمي وما تلى ذلك من مواقف نبيلة ومؤثرة قصّتها علي، قد تبادر إلى ذهنكم من تكون هذه الإنسانة التي وبالرغم من أنه لم تمضي فترة طويله على تعارفنا إلا أنني قد أعجبت بها قلبًا وقالبًا، بل سُحرت بجمالها ورقيِّها الداخلي والخارجي.
هي أم ومحامية ودكتورة وكل شيء في الوقت نفسه هي الآن معلمتي لمادة التربية الإسلامية وأميّ الثانيه، لم تدع عملها وانشغالها طوال النهار أن يؤثر على بيتها وأولادها ولم تقصر ولا ل لحظة بحق أي ولد من أولادها بل تؤدي كل واجباتها على أكمل وجه وتبقى على تواصل مستمر مع أولادها في جميع الأوقات التي يكونون حقًا بحاجة للدعم والنصيحة، فهم في رأس اولوياتها،وعلى الرغم من أن المعلم الذي يدَّرس مرحلة الثانوية وبخاصة التوجيهي يكون أكثر المعلمين انشغالاً وتوترًا إلا أنها تتابعنا طالبة طالبة وتكافح بكل ما أوتيت من قوة وتبحث عن كل الطرق التي تجعلنا من أوائل الطلاب. من المواقف النبيلة العظيمة لها أنه عند اقتراب امتحانات الثانوية العامة كان هناك طالبة لديها صعوبات وحلمها العلامة العالية وكانت بامس الحاجة لشخص ينقذها مما هي فيه وبالرغم من المواعيد والخطط التي كانت لدى بطلتنا إلا أنه عندما اتصل والد الطالبة وعلمت بحاجة طالبتها لها لم تتردد في تحقيق حلم تلك الفتاة وذهبت ل منزلها وساعدتها وقد حققت هذه الطالبة التفوق الذي كانت تحلم به وتلك ليست أول ولا آخر الأشخاص الذين انقذتهم في اللحظات الأخيرة. جميع القضايا التي وكلت بها كان عملها باهرًا يكاد الحاضرين لا يستطيعون تصديق مهاراتها وخبراتها فهي تحدَّت جميع الصعاب ودرست ما تحب وابدعت به ولم تدع في أثناء دراستها في الجامعة احدًا طلب منها المساعدة ويد العون ورفضته، بل بكل صدر رحب ساعدته. هل رأيتم انسان يستطيع أن يدرس ويعلم ويتابع ويساعد ويؤدي كل ما عليه في الوقت نفسه! انها مسألة قلب كبير وصبر وتحمل.اللمسة المباركة والحضن الدافئ بطلتي ومعلمتي ومن تضمني كلما ضاقت بي الدنيا، إلهامي وقدوتي، التي غرست بداخلي أمور لا توصف من جمالها، التي عندما أراها أو أتحدث إليها تخطفني من هذا العالم الموحش إلى عالم مليء بالحب والرقي والحنيّة، كمية الراحة والسعادة التي أشعر بها معها لا يمكن وصفها.حقًا لم أجد كلمة أو وصفًا يصف كم هي إنسانة عظيمة لا يمكن أن يكون لها مثيل كم من الصعب أن نجد في هذه الأيام اشخاصًا مثلها ومثل طيبه ونقاء قلبها مثل كلامها المليء بالحكمة والخبرة مثل رقي أفكارها واخلاقها لربما يجد البعض أنَّ ما أكتبه مبالغ فيه لكن تلك هي الحقيقة وأنا على يقين أنّ من يلتقي بها في يوم سوف يعلم انني مقصره جدًا بما كتبته عن بطلتي وجوهرتي التي لن أنساها ابدًا مس هالة عودة.