مَن مِنا لَم يَكُن لَديه بطَلٌ خَياليٌ في صِغَره،ها قَد كَبِرنا وأَصبَحَ بَطَلُنا الخَياليُ حَقيقياً لَكن بهيئَةٍ بَشَريةٍ بَدَلَ الهيئَةِ الكرتونيةِ التي كانَت في عُقولِنا المُتَواضِعةِ آنَذاك،ها قَد كَبِرت عُقولُنا ووجَدنا أَبطالَنا الخَيالِينَ بالهَيئَةِ البَشَريةِ،سواءٌ كانَ بَطَلُكَ خيالياً أو من نَسْجِ الخَيالِ فكُلُنا نعرفُ أنّ الأبطالَ لا يُصنعونَ في صالاتِ التَدّريبِ ولم يَدخلوا مَدارسَ لِتُعلِمَهُم كيفَ يُصبحوا أبطالاً حَقيقيينَ ونَعرفُ أيضاً أنّهُ لا يُمكنُ لِأحَدٍ أنّ يَستَيقِظَ من نَومهِ ويجدُ نَفسَهُ بطلاً أو يولَدُ بطلاً.
إذاً فمن أينَ أتى الأبطالُ؟
الأبطالُ يا أصدقائي هم أُناسٌ صَنَعَتهُمُ الحياةُ لَديهم حُلمٌ وشَغَفٌ وعَزيمَةٌ وإرادَةٌ،عَمِلوا بِجِدٍ وَبَذَلوا قُصارى جُهدِهم لِيُصبحوا أبطالاً بَعضُهم لم يَكن هَدَفُهُ في الحياةِ بأنّ يُصبِحَ بطلاً لكن الحياةُ وَتفَاصيلُها صَنَعَتهُ بَطَلاً.هم أُناسٌ استَمَروا في السَعيِ من أجلِ الحُصولِ على ما يُريدونَ،يُحِبونَ مُساعَدَةَ الآخَرينَ ويَتَمَنَونَ الخَيرَ والسّعادَةَ للجَميعِ والجَميلُ أيضاً أنّهم أصحابُ عُقولٍ وقُلوبٍ شُجاعةٍ وعَظيمَةٍ ورَحِبَةٍ تَتَسِعُ لكلِ مَصاعِبِ وعَقَباتِ الحَياةِ فَكما قَالَ أحدُ العُظَماءِ" الشَجاعَةُ الحَقيقيةُ مَوطِنُها العَقلُ و القَلبُ لا الجَسَدُ "، فَكم من الأجسادِ بَدْت عَليها الشَجاَعَةُ لكن عَلِقَ داخِلُها الخَوفُ والجُبْنُ.
وأنا والله الحمدُ أنارَ اللّهُ بَصيرَتي واختَرْتُ بَطَلي سَأعَرِفُكُم عَليهِ في السُطورِ التاليَةِ، فاغْتَنِموا هذا المَقالَ للتَعرفِ على هذه الشّخصيةِ العَظيمةِ بِكُلِ تَفاصيلِها .
في البِدايةِ لم يَكن سَهْلاً عَلَيَّ اختِيارُ هذهِ الشَّخصية فَقد اخْتَرتُ عِدَّةَ شَخْصِياتٍ في حَياتي شُبِّهَ لي أنَّهُم أبطالٌ وهذه المُحاولاتِ في إِختِيارِ الشّخصيةِ المُناسِبَةِ ساعَدَتني على تَصحيحِ مَفهومي لِمَعنى البَطَلِ الحَقيقيِ، هذا البَطَلُ ليسَ بَطَلي وَحدي بَلبِرَأيي هو بَطَلُ الأرْدُنِ بِأسرِهِ
هو الأرْدُنيُ البروفيسور الدُكتور عبدالله العبّادي، لا بُدَ الآنَ أنَّهُ قَد وَصَلَتكَ إحدى الإشاراتِ من الدِّماغِ تُريدُ مَعرفةَ المَزيدَ عَن هذا الشّخصِ من هو؟وماذا فَعَلَ حتى استَحَقَ لَقَبَ بَطَل؟
إذاً يا صَديقي إقرأ التالي بِتَمَعُنٍ لِتُرْسِلَ إلى دِماغِكَ الإجابةَ الكامِلَةَ لهذه الأسئِلَةَ.
البروفيسور الدُكتور عبدالله العبّادي هو أخصائيٌ في أمْراضِ الدّمِ والأورامِ،وهو ابنُ المَملَكَةِ الأردُنيةِ الهاشميةِ الذي وُلِدَ وتَرَعرَعَ فيها،دَرَسَ الطِّبَ في إسبانيا وأكْمَلَ الاخْتِصاصَ في الطِّبَ الباطِنيِ وأمراضِ الدّمِ والأورامِ في عدَّةِ مُستَشفَياتٍ جامِعِيَةٍ في المملكةِ المتَحِدَةِ، ويُعَدُ البروفيسور الدُكتور عبدالله العبّادي رائداً في هذا الإختِصاصِ في الأرْدُنِ فهو الذي أدخَلَ خَدَماتِ أمراضِ الدّمِ والأورامِ وخَدماتِ زِراعَةِ النُّخاعِ العَظميِ إلى مُستَشْفى الجامِعَةِ الأرْدُنيةِ،وتَرأسَ مَركِزاً لِعِلاجِ السّرَطانِ باستِخْدامِ الخَلايا الجِذعيّةِ وهذا إنجازٌ لافتٌ في المجالِ الطِّبيِ ،وأجرى وما زالَ يُجري أبحاثاً في مجالِ الخَلايا الجِذعيّةِ وَغيرُها الكَثير، وَشَغَلَ عدَّةَ
مَناصِبَ عُليا مِنها رَئيسُ قِسمِ الأمراضِ الباطنيةِ في مُستشفى الجامِعَةِ الأرْدُنيةِ ورئيسُ جامِعَةِ البلقاءِ في الأرْدُنِ.
انتَظر انتَظر يا صَديقي فإجابَةُ أسئِلَتِكَ لم تَكتَمِلْ بعدُ.
فَكَثرَةُ إنْجازاتِهِ لَيست هِيَ من جَعَلَتْني أخْتارُهُ بَطَلاً بلرِحْلَتُهُ في صُنْعِ نَفْسِهِ هِيَ السَّبَبُ،فَكُلُ هذهِ الإنجازاتِ خَلْفَها رِحْلَةٌ من الجُهدِ والتَّعَبِ و التَّضحِيَةِ والعَزيمَةِ والإصْرارِ والتَّحَدي.
وأنا قَد سَمِعْتُ تَفاصيلَ هذهِ الرِّحلَةَ في إحدى مُقابلاتِ البروفيسور الدُكتور عبدالله العبّادي على التّلفازِ فَقَد سَأَلَهُ المُذيعُ عن حَياتِهِ من بِدايَةِ نَشأَتِهِ مُروراً بِمَرحَلَةِ الدِّراسَةِ حتى أصبَحَ على ما هوَ عَلَيهِ،وروى التَفاصيلَ كامِلَةً حَيثُ بَدَأَ بِولادَتِهِ التي كانت في بَيْتِ الشَّعْرِ وعاشَ فيهِ فَترَةً
طَويلَةً ثُمَّ بَدَأَ بِسَردِ تَفاصيلِ رِحلَتِهِ الدِّراسِيَةِ حَيثُ أنَّهُ لم يوجد مَدرَسةُ ثانَويَةٌ في قَريَتِهِ فَتَوَجَهَ إلى المَدينَةِ لإكمالِ دِراسَتَهُ الثّانَويةِ والتي كانت هذهِ المَدرَسَةُ بَعيدَةً جداً عن سَكَنِهِ،وحَكى
عن الصُّعوباتِ المادّيَةِ التي كانَ يُواجِهُها هو وأهلُهُ آنَذاك فَقد كانت الحَياةُ صَعبَةً جداً في ذلك الوقتِ،وكيفَ عَمِلَ والِدُهُ وأخوهُ لتأمينِ مَصروفِ دِراسَتِهِ وكيفَ عانى من الغُرّبَةِ أيضاً فقد دَرَسَ في دَولَةٍ مُختَلِفَةٍ عنّا في كَثيرٍ من الأشياءِ ولم يَخجل من أيِّ تَفصيلٍ ذَكَرَهُ و تَحَدَثَ بِكُلِ ثِقَةٍوفَخْرٍ وتواضُعٍ وما لَفَتَني أنَّه نادِراً ما نَجِدُ إنساناً ناجِحاً يَتَحدَثُ بِهذا التَّواضُعِ والقُوةِوالفَخرِ والثِقَةِ في نَفسِ الوقتِ فَقد حَلََّقَ بِنا بِتَواضُعِهِ عَالِياً فلهذا هو استَحَقَ لَقَبَ بَطَل.
ولا بُدَ أَنّكُم تَساءَلتُم لماذا اخْتَرْتُ أنّ يَكونَ بَطَلي في المَجالِ الطِّبيِ وأعْتَقِدُ أنّ بَعضَُكم يُمْكِنُ أنّ يَكونَ تَوَقَعَ الإجابَةَ، اخْتَرتُهُ من المَجالِ الطِّبيِ لأنَني أحِبُ وبِشِدَةٍ هذا المَجالَ وأجِدُ نَفسي وطاقَتي وشَغَفي في هذا المَجالِ وأَميلُ إليهِ جداً وأتَمنى أنّ يَشاءَ اللهُ أنّ أدْرُسَ في الجامِعَةِ إحدَى التّخصُصاتِ الطّبِيَةِ.
وفي النِّهايَةِ أوَدُ أنّ أُرْسِلَ بَرّقِيَةَ شُكْرٍ إلى البروفيسور الدُكتور عبدالله العبّادي وأَمْثالِهِ من الأبْطالِ في شَتّى المَجالاتِ الذينَ يَسْعَوْنَ لِخِدمَةِ الإنسانِيَةِ وتَحَدوا الظُروفَ الصَعْبَةَ وصَنَعوا
من المُستَحيلِ مُمكِناً شُكراً لَكم لَقد أَنَرتُمُ الوَطَنَ بِعَطائِكُم،وأتَمَنى أنّ يَجِدَ بَطَلُنا عِلاجاً جَذرِيّاً
لِمَرَضِ السَّرَطانِ باسْتِخْدامِ الخلايا الجِذعيّةِ ولَعَلَ وعَسى أنّ تَكونَ لي فُرصَةٌ في المُسْتَقبَلِ
لِلِقاءِ هذا البَطَلِ الإِنْسانيُ الأرْدُنيُ.