طارق صالح، شاب في مقتبل العمر، نشأ في كنف عائلة عريقة تجمع بين الأصالة والتميز. منذ طفولته، كان طارق يعيش في ظل جده عارف المرايات، الذي كان رمزًا للشعر والسياسة في الأردن. لقد شكل عارف المرايات جزءًا كبيرًا من حياة طارق، ليس فقط كجد بل كنموذج يحتذى به، وشخصية مؤثرة كان لها بصماتها العميقة في المجتمع.
عارف المرايات، الذي كان رئيسًا لإحدى غرف التجارة في إحدى محافظات الأردن، كان شخصية بارزة بكل المقاييس. لم يكن دوره محصورًا في مجال التجارة فقط، بل كان له تأثير واسع على الصعيدين الأدبي والسياسي. كان الشاعر الذي ترفرف قصائده في سماء الأدب الأردني، والسياسي الذي صوتُه كان دائمًا الأبرز والأكثر سماعًا. كان يجمع بين القوة والحنكة، ويشكل ملهمًا للكثيرين، خاصةً لطارق صالح الذي نشأ وهو يستلهم من جده كل معاني الحب والتقدير.
منذ صغره، كان طارق يراقب جده بشغف. كان يتابع كلماته بعناية، ويسمع حكاياته عن الأدب والسياسة. كان يرى في عارف المرايات أكثر من مجرد جد، بل كان يعتبره مثله الأعلى في الكتابة والشعر. لقد تأثر طارق بتلك القيم والمبادئ التي زرعها جده في نفسه، وكان يحلم دومًا بأن يسير على خطاه، وأن يصبح يومًا ما كاتبًا وشاعرًا له تأثيره الخاص.
لكن في عام 2020، جاء يوم عصيب قلب حياة طارق رأسًا على عقب. توفي جده عارف المرايات، وكانت تلك الفاجعة صدمة عميقة لطارق، فقد فقد ركنًا أساسيًا في حياته. فقدان جده لم يكن مجرد خسارة عائلية، بل كان فقدانًا لمصدر إلهام وتوجيه لا يمكن تعويضه بسهولة. كان طارق يشعر بأن العالم قد أصبح أقل إشراقًا بعد رحيل جده، وكان يعاني من حزن عميق يرافقه في كل لحظة من حياته.
ومع مرور الوقت، قرر طارق أن يعبر عن مشاعره من خلال الشعر، على الرغم من أنه اختار أن يفعل ذلك في صمت ودون علم أحد. لم يكن طارق يسعى للحصول على اعتراف أو تقدير من الآخرين، بل كان يكتب قصائده كوسيلة للتواصل مع جده الراحل، وكطريقة للتعبير عن اشتياقه العميق له ولإرثه. كانت القصائد التي كتبها تعكس مشاعره تجاه جده وتسلط الضوء على تأثيره الكبير في حياته.
في هذه القصائد، لم يكن طارق يركز فقط على ذكرى جده، بل كان أيضًا يصف كيف كان له تأثير عميق على مجتمعه. كان يشيد بإنجازات جده، ويذكر كيف أن صوته كان دائمًا الأول في المجالس السياسية وفي مجالس الأدب. كان يصف بحب وفخر كيف أن جده لم يكن مجرد رئيس غرفة تجارة، بل كان رمزًا للإبداع والتفاني، وصوتًا مسموعًا كان له الأثر الكبير في توجيه السياسة والاقتصاد في منطقته.
كما كان طارق يصف في قصائده كيف أن جده كان له القدرة على الإلهام والتأثير على الجميع من حوله. كانت أشعاره تعبر عن حبه العميق لجده، وتبين كيف أن ذكرى جده ما زالت حية في قلبه، وكيف أن قصائده الجديدة ليست سوى محاولة للتواصل مع ذلك الإرث العظيم الذي خلفه جده. كان يكتب عن اشتياقه لجده، وكيف أن فقدانه ترك فجوة لا يمكن ملؤها، لكنه في نفس الوقت كان يستمد من ذكراه القوة والإلهام لمواصلة مسيرته.
قد تكون القصائد التي كتبها طارق بمثابة حديث داخلي، لكنه كان يجد في كل كلمة يكتبها طريقة للتعبير عن مشاعره بصدق وعمق. كان طارق يحاول من خلال شعره أن يملأ الفراغ الذي خلفه رحيل جده، وأن يعبر عن الحب والاحترام الذي يكنه له. كانت القصائد تعبر عن الرغبة في أن يعيش جده دائمًا في ذاكرتهم، وأن يظل إرثه حيًا من خلال الأعمال الأدبية التي يكتبها طارق.
إن قصائد طارق ليست مجرد كلمات، بل هي تعبير عن مشاعر حقيقية وحب عميق لجده الذي فقده. من خلال هذه القصائد، يواصل طارق تكريم جده بطرق تتجاوز حدود الزمن والمكان، ويجعل من إرثه الأدبي والسياسي مصدر إلهام للأجيال القادمة. لقد أثبت طارق من خلال أعماله أن الحب والتقدير للأشخاص الذين نحبهم يمكن أن يستمر حتى بعد رحيلهم، وأن الإرث الذي يتركونه يمكن أن يكون دافعًا قويًا لتحقيق الأحلام والتطلعات.
وفي النهاية، يمكن القول إن طارق صالح ليس فقط شابًا يحاول أن يسير على خطى جده، بل هو أيضًا شخص يعيش من خلال أعماله الأدبية في ذكرى جده. حبه لجده واحترامه له يظهران بوضوح في كل قصيدة يكتبها، وفي كل ذكرى يحافظ عليها. طارق يثبت بذلك أن الحب والذكرى يمكن أن يكونا أقوى من الفراق، وأن إرث الأشخاص الذين نحبهم يمكن أن يستمر في التأثير والإلهام حتى بعد رحيلهم.
أحبك جدًا يا جدي عارف المرايات، وستظل روحك ومبادئك حية في قلوبنا. أسأل الله أن يرحمك ويجعل مكانك في الجنة، فقد كنت دومًا مصدر إلهام وفخر لنا جميعًا.
الاسم :طارق صالح المحاسنة
ملاحظة: اي اخطاء املائية تكون بسبب لوحة المفاتيح