سلامٌ لصاحبةِ السلام، سلامٌ على من أعتَ أنَّ مهنةَ التدريسِ أسمى من حلِّ معادلاتٍ ونثرِ جملٍ صحيحةٍ على معالجِ النصوص...
سلامٌ على بطلتي الخارقةِ....

بينَ الغرفِ الصفيةِ، عثراتِ الدوامِ الدراسيِّ، والمُنغصاتِ اليوميةِ...
توجد هي، بابتسامةٍ صادقةٍ وعينينِ لامعتينِ ووجنتينِ نضاختينِ، توجد هي، المرأةُ الحنونُ، صاحبةُ التألقِ الدائمِ والشعبيةِ الجميلةِ، توجد من زُرِعَ بداخلها الكثيرَ والكثيرَ من القبولِ، توجد من يتفوهُ فوكَها بكلامٍ أشبهَ بالترياقِ.....

في بدايةِ الأمرِ كنتُ أعتقدُ أن لديها قوةً خارقةً، أما اليومَ فأنا على يقينٍ بهذا، فهي قادرةٌ على تلبيةِ جميعِ احتياجاتي، تستطيعُ مجابهةَ أيِّ وحشٍ ضخمٍ على هذهِ الأرضِ بسيفِ أنوثتها ذاكَ فَتَقْضِي عَلَى جَمِيعِ الأَشْبَاحِ الْمُخِيفَةِ الَّتِي تُحِيطُ بِي...
فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ، تَكُونُ هَذِهِ الْوَحُوشُ هِيَ أَفْكَارِي، لِذَلِكَ فَهِيَ مَرْعُوبَةٌ حَقًّا لَكِنَّنِي أَسْتَسْلِمُ لِقُوَّةِ تَأْثِيرِ كَلِمَاتِهَا عَلَى ضَوْضَاءِ أَفْكَارِي وَتَلاشِيها. حُرُوفٌ قَصِيرَةٌ تَنْطِقُ بِهَا فَتُطْفِئُ نِيرَانًا كَادَتْ تَبْتَلِعُ كُلَّ مَا بَدَاخِلِي... مِنْ أَيْنَ لَهَا كُلُّ هَذِهِ الْقُوَّةِ؟ أَشْكُ بَأَنَّ لَدَيْهَا مَخْزُونًا مِنَ السَّعَادَةِ، التَّفَاؤُلِ، الْقُوَّةِ، اللُّطْفِ، وَالطَّاقَةِ الإيجَابِيَّةِ... لَدَيْهَا مَخْزُونٌ مِنَ الْحُبِّ لَا يَنْفَدُ. تَبْتَسِمُ ابْتِسَامَتَهَا الشَّهِيرَةَ تِلْكَ، فَتَنْزَاحُ الْغُيُومُ الثَّقِيلَةُ مِنْ سَمَاءِ مَخِيَلَتِي. إِنَّهَا بَطَلَتِي الْخَارِقَةُ، الَّتِي احْتَوَتْنِي بِكُلِّ مَا أُتِيَتْ مِنْ نَدَبات.

وَإِنِّي بَعْدَ عُمْرٍ مِنَ الزَّمَنِ؛ قَدْ أَنْسَى سَبَبَ بُكائِي وَحَدَّةَ مَشَاعِرِي فِي مُرَاهَقَتِي، وَلَكِنَّ حَتْمًا لَنْ أَنْسَى مَنْ جَعَلَنِي أَسْتَوْعِبُهَا وَأَتَعَايَشُ مَعَهَا، سَيَبْقَى أَثَرُ يَدِ الْمَرْأَةِ الْحَنُون الَّتِي رَتَّبَتْ عَلَى كَتِفِي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ بَاقِيًا إِلَى الْأَبَدِ، سَيَبْقَى تَغَلُّغُ خُصَيْلَاتِ شَعْرِي بَيْنَ أَنْامِلِ يَدِهَا يُفَرِّزُ الْكَثِيرَ مِنَ الْحُبِّ وَالرَّاحَةِ.
دُمتِ بِخَير؛ ابنَتُكِ المُحبة....
6/10/2024