(( قَلَب لا ينكسر: حكاية أُمَ بَطلّة في معركة السَّرطانَ))
كانت هناك أم تدعى "ليلى"، أم لطفل صغير يُدعى "عمر"، وهو طفل مليء بالحيوية والضحك. لكن في يوم من الأيام، تغيرت حياة ليلى للأبد عندما أخبرها الأطباء بأن عمر مصاب بالسرطان. شعرت ليلى كما لو أن قلبها قد تحطم إلى ألف قطعة، وكأن العالم كله انقلب رأسًا على عقب.
لكن بدلاً من الاستسلام للحزن، قررت ليلى أن تكون أقوى من أي وقت مضى. كانت تعرف أن ابنها يحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى. كانت تعلم أن عليها أن تكون العمود الذي يتكئ عليه، والمصدر الذي يستمد منه القوة.
في كل يوم، كانت تستيقظ ليلى مبكرًا، تعد لعمر طعامه، وترتدي قناع الشجاعة حتى لا يرى الخوف في عينيها. كانت تأخذه إلى المستشفى لجلسات العلاج الكيماوي الطويلة والمُنهكة. كانت تبتسم له، تمسك بيده، وتقول له بصوت ناعم مليء بالإيمان: "سنمر من هذا معًا، أنت بطل وأنا معك في كل خطوة".
على الرغم من أن قلبها كان مليئًا بالقلق والخوف من المجهول، لم تدع تلك المشاعر تظهر أبدًا أمامه. كانت تتحدث مع الأطباء، تسأل عن كل تفصيل صغير في العلاج، وتقرأ كل ما يمكنها عن المرض، حتى تكون جاهزة لمساعدة ابنها بأفضل شكل ممكن.
خلال لياليها الطويلة عندما ينام عمر، كانت ليلى تبكي بصمت. لم يكن البكاء ضعفًا، بل كان طريقة للتخلص من الألم الذي تحمله وحدها. وفي كل مرة، كانت تستيقظ صباحًا أقوى، تستعد ليوم جديد مليء بالتحديات، دون أن تترك أي أثر لحزن الليلة السابقة.
في لحظات ضعف عمر، عندما كان ينهار بسبب التعب أو الألم، كانت ليلى ترفع رأسه وتقول له: "أنا هنا، لن أدعك تستسلم. أنت قوي، ونحن سنخرج من هذا أقوى". كانت تشعر بكل ألم يمر به، لكن شجاعتها لم تتزعزع أبدًا. كانت ترى في كل خطوة تخطوها معه درسًا في الصبر، وفي كل ابتسامة منه إشراقة أمل جديد.
أصبحت ليلى رمزًا للقوة والتضحية في أعين كل من حولها. لم تكن فقط أمًا، بل كانت مقاتلة، صديقة، ومصدرًا لا ينضب من الأمل. على الرغم من كل شيء، ظلت تؤمن بأن الحب والشجاعة يمكن أن ينتصرا على أي شيء، حتى على السرطان.
قصتها مع عمر كانت مليئة بالتحديات، لكن في كل لحظة، أثبتت ليلى أن الأبطال الحقيقيين ليسوا فقط من يحملون السيوف، بل هم أولئك الذين يحملون قلوبًا مليئة بالشجاعة، يواجهون الألم بابتسامة، ويستمرون في الكفاح لأجل من يحبون.
هكذا أصبحت ليلى بطلة في عيون الجميع، لكن بالنسبة لعمر، كانت وستظل دائمًا بطلته الأولى، الشخص الذي لم يتركه يومًا ولم يتوقف عن الإيمان به، مهما كانت العواصف قوية.
اسم طالبه:تالا القويدر
عاشرب