لجنة التحكيمالصفوف 10 - 12
لجنة التحكيم تقيّم المشاركات
156 أعمال
الأردن|الصفوف 10 - 12
مقالة (الدكتور حمزة دودين...بطل من الكرك)
Aya Toory
تأليف Aya Toory
مقالة (الدكتور حمزة دودين...بطل من الكرك)

الدكتور حمزة دودين.. بطل من الكرك

في عالم يتطلب التغيير والتطوير، يبرز بعض الأفراد كأيقونات مشرقة للعطاء والبناء، مقدّمين إنجازات تعود بالفائدة على مجتمعاتهم والأجيال القادمة. ومن بين هؤلاء يسطع نجم الدكتور حمزة دودين، الذي لم يقتصر عطاؤه على نطاق محدود، بل توسع ليشمل التعليم والدين والخدمات المجتمعية، متبنياً رؤية شاملة تنطلق من إيمانه الراسخ بأهمية التكامل بين العلم والدين في بناء مجتمع قوي ومترابط ، فجعل من ماله وثروته وسيلة لخدمة دينه ومجتمعه، حيث كانت مشاريعه الخيرية المتميزة علامة فارقة على مستوى الأعمال الإنسانية.

كانت أولى خطوات الدكتور حمزة دودين في رحلته الخيرية تأسيس مسجد بمساحة 300 متر مربع، لم يكن هذا المسجد مجرد مكان للعبادة، بل كان تجسيداً حقيقياً لحرصه على تقديم أفضل البيئات للمصلين ، فقد صُمم المسجد ليضم ساحة خارجية واسعة توفر الراحة للمصلين، كما تم تجهيزه بمرافق حديثة كدورات المياه المتطورة وأماكن الوضوء، مما يضمن توفير بيئة مريحة لأداء الشعائر الدينية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قام الدكتور دودين بتزويد المسجد بمكيفات هواء ومراوح تضمن راحة المصلين في مختلف الفصول، إضافة إلى توفير ثلاجات لحفظ الماء والتمر خدمة للصائمين والمصلين.قال الله تعالى:"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ" (النور: 36).لقد كان هذا المشروع بمثابة صدقة جارية وترسّيخًا لدور المسجد في تربية القلوب على الطاعة والارتباط بخالقها.

إلى جانب المسجد، قام الدكتور حمزة دودين بمشروع آخر لا يقل أهميةً، وهو إنشاء عمارة الوقف التي تتكون من 6 مخازن ومستودعات تجارية، إلى جانب 6 شقق سكنية تقع في شارع تجاري حيوي . ويعود ريع هذه العمارة لدعم الأنشطة الخيرية المختلفة.

إن هذا المشروع يعكس رؤية الدكتور دودين الاستثمارية في الخير، حيث جعل من عمارته وسيلة لدعم العديد من المشاريع الخيرية الأخرى، محققاً بذلك قول الله تعالى:"وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ" (المزمل: 20).

وفيما يخص مشروعه الفريد الذي يمثل قمة في العطاء والتفاني، فقد قام الدكتور حمزة دودين بإنشاء مدرسة أساسية بتكلفه تجاوزت 400 ألف دينار تمتد على 4 دونمات، مع مساحة بناء تبلغ 1000 متر مربع، وتستوعب ما يقارب 400 طالب ، وتعد هذه المدرسة مثالا للتعليم العصري حيث تتألف المدرسة من طابقين و 12 غرفة صفية و5 غرف إدارية، بالإضافة إلى مختبر حاسوب مجهز بأحدث التقنيات، ومختبر علوم يُتيح للطلاب الفرصة للاستكشاف والتعلم العملي ،ومقصف يقدم وجبات صحية ومتنوعة للطلاب كما تضم إذاعة مدرسية تهدف إلى تعزيز التواصل وبناء شخصية الطالب، وقيم التعاون والإبداع.قال الله تعالى:"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة: 11).هذا هو الهدف الذي سعى إليه الدكتور حمزة دودين، أن يرفع الله من شأن المجتمع من خلال توفير بيئة تعليمية متقدمة، تُسهم في بناء الأجيال القادمة، وتعزز من قيم المعرفة والعمل الصالح.

لقد أصبح الدكتور حمزة دودين مثالا للعطاء والإلتزام في خدمة مجتمعه ، من خلال رؤيته الثاقبة ومشاريعه الرائدة فقد أسهم بشكل كبير في تحسين حياة الكثيرين مؤمنا بأن التعليم للجميع حيث إن إنجازاته في بناء المسجد والمدرسة وعمارة الوقف لا تقتصر على إنشاء مبانٍ فحسب ، بل تعكس رؤية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القيم الإنسانية.
بفضل هذه المشاريع سيظل إرثه حياً ملهمًا للأجيال القادمة، ويشجع الجميع على اتباع خطاه، والنظر في كيفية تقديم الخير لمجتمعاتهم بطريقة تضمن استدامة الأثر الإيجابي، ليس فقط في حياتهم، بل في حياة من سيأتي بعدهم.