مبروك للفائزين!الصفوف 10 - 12
شكرًا على مشاركتكم. أنتم أبطالنا!
الأردن|الصفوف 10 - 12
مصدر إلهامي ❤
Montaha Alhariri
تأليف Montaha Alhariri
مصدر إلهامي ❤

تعني الحياة بالنسبة لي أكثر من مجرد تواجد ، فهي مغامرة دائمة مع النمو والتعلم ، فلا بد لنا من التنعمِ بخبرات ومهارات وقيم اخلاقية تساعدنا على العيش في هذه الحياة ، فبداخلِ كلٍّ منا نفسٌ خاصة لها طابعها الخاص وهُويتها الفريدة،  فلربما يدركُ الانسان نفسه في أحد المحطات وهو لا يمتلك من عتاد الخبرةِ ما يكفي لخوض باقي الطريق فيبدأ بمحاولة جادةٍ بخوض تجارب ليشحَذَ ذاته بما يكفيها من لوازم للارتحال ، وفي حين أن الأيام تمر واحدة تلو الأخرى يصادف الانسان خلالها العديد من الرّحالة في نفس طريقه، قد يصفو جوّهُ على جوِّ أحدهم وقد تألف روحهُ لآخر وقد تنفر من آخر
وما أحلى أن يجد أنيس يسامرهُ هذه الرحلة، أو أن يجد انموذجًا قديرًا يُحتذى به انموذجًا لا يتوانى لحظة في تعليمه وتوجيهه مثالًا حيًا للتواضع والتخلق بعظيم الخُلُق ، يضع تجربته على خارطة بين يديك ويدلُّكَ على كل محطة .

فبالنسبة لي قدوتي هي إنسانة رائعة جدا ، ومستعدة دائما لمساعدتي ، تمثلت علاقتي بها باستفادتي من من تجاربها ونصائحها سواء في حياتها الشخصية أو المهنية ، فهي تتمتع بقيم أخلاقية عالية وتتمتع بالنزاهة والعقلانية والإنسانية والتفاني في العمل ، هي دائما تسعى لتحقيق النمو الشخصي
. والمهني
         ماذا فعلت بي؟! وكيف تصرفت هُنا ؟!
خاضت في الكثير من جزيئات الرحلة ودقائقها بين شمولية وإسهاب، حثتنّي على الصدق بالكثير من الحِكَم، علمتني القُوة والصبر في تجاوز الصعاب، ألهمتني لاستخدام ودائع الرحمن في نفسي، علمتني ألّا أطيل المكوث في محطة معينة أو تحت ظل شجرة فالكثير بعدها ينتظر، حذرنّتي من الكِبر وحُبِّ النفس المكروه، وجهتني لمحبة رُفقاء الرحلة كما أُحبُّ نفسي، علمتني الايثار، علمتني قول الحق والصدق في نفسي وألّا أخاف في الله لومة لائم، كنت سأُكمل الرحلة على أية الحال، ولكنّ الرحلة بدون توجهيه لا تستوي كالتي بتوجيه وتحذير.

شعرتُ بأنها معي طوال الوقت، أعانتني على طلب العلم، علمتني أن الإخلاص أساسُ القَبول، زرعت فيَ شغفًا فريدًا، أصبحتُ أرجِّحُ عقلي في قراراتي،
، أزينها بالحِكمة، أُراعي وأحبُّ وأصدُقُ وأُكرمُ ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.
تمتلك من المهارات والخبرات ما يكفيها لتعلم غيرها على الأقل،مهارات الإدارة والقيادة، الفصل بين الجَد والهزل،الجمع بين العدالة والحزم واللطف والمحبة في آنٍ واحد، وهذا ما يميز وجودها وحضورها البَهي .

كانت تضعني دائما في المقام الأول حتى على حساب نفسها علمتني السعي والجَدّ دون كلل أو ملل،وأن الحياة لا تكون باللهو واليأس بل تكون بالصبر والتفاؤل، وأن الأحلام من نصيب أصحابها دائما، وأنه مهما طالت المسافات فلا بد من الوصول ولكن علينا ان نختار طريقًا صحيحا لنسلكه .

هي ليست قدوة وحسب ،بل هي صديقة وموجهة وهي من بنت في داخلي شغف العلم والتعلم ، كانت دائما مثالا للتفاني والاخلاص في مهنتها ،لطالما كانت مصدر دعم وقوة لي، إنها تمتلك قلبا ينبض بالحب والعطاء والحكمة وعقلا يضيء دروب العلم والمعرفة لكل من هم حولها ، وهي تحتضن طلابها بحنانها وتلهمهم بقصص نجاحها حيث تجعل كل طالب يشعر بانه جزء من عائلتها التعليمية .

لا يقتصر دورها فقط على الجانب الاكاديمي ، بل تهتم أيضا بكل من هم حولها ، حيث تساهم في تنمية قيمهم واخلاقياتهم وتعزز داخلهم شعور الثقة والمسؤولية وتبني داخلهم شغفا وحبا للعلم والعمل والسعي والوصول ، وحثهم دائما على الاجتهاد والسعي ما جعل منهم مواطنين نموذجيين في مجتمعهم ، فهي لا تعتبر فقط مصدر الهام لي بل هي شخص يجسد القيم والمبادئ و الأخلاقيات التي اسعى لتحقيقها في حياتي .

قدوتي هي شخصية ألهمتني بأقوالها وأفعالها علمتني أن الوصول لا يكون الا بالسعي وأن اليأس هو طريق الفشل، والتفاؤل هو طريق النجاح وأن كثرة التجارب لا جدوى منها ما لم تكن بجدٍ و صدقٍ وإيمان فقد تركت داخلي بصمة عميقة لا يمحي أثرها مرور الزمان، وأصبحت بفضلٍ من الله ثمّ بفضلها أكثر قدرة على التغيير الإيجابي في العالم من حولي ، فلا يمكنني أن اُعبر عن امتناني العميق لها ، لقد غيرت من مسار حياتي و أسهمت بتشكيل مستقبلي بطريقة لا تنسى؛ وهذا ما جعل منها مصدر الهام لي في كل مرحلة من مراحل حياتي ، فأنا لا أرى فيها إلا نفسي في المستقبل لأنني قادرة وبدون شك أن أكون مثلها يوما ما ؛ ولذلك دائمًا يحتاج الإنسان لمن يلهمه ويجعله أكثر قوةً وشجاعة على مواجهة أصعب التحديات والسعي نحو تحقيق الأهداف .

مصدر إلهامي : معلمتي نور ماهر الإبراهيم
تدرس مادة الرياضيات ❤