في البداية جميعنا نعرف ان سند الفتاة الوحيد هو والدها ولكن عندما اتحدث عن والدي فأنا اعتبره اب وأخ ورفيق وكل شيء بالنسبة لي وهو سندي الوحيد والابدي في هذه الحياة،وانا على دراية تامة بأنني لن استطيع أن اوفيه حقه بالكلام فهو مصدر سعادتي وملهمي وبطلي الأول والأخير في كل شيء وهو نفسه الذي يرشدني إلى الصواب
ويبعدني عن الأخطاء،عندما تواجهني مشكله ما كنت ألجأ إلى والدي دون تفكير وكان يساعدني مهما كان حجم المشكله لم افكر في يوم من الايام ان اذهب لاحد غيره في حل مشاكلي فوالدي كان دائما معي
والدي رجل عظيم جدا وانا احبه كثيرا واطلب من الله دائما ان يبقى بجانبي.وُلد ابي في عام 1971 وعاش 9 سنوات في ظل والده ليغادرهم بعد ذلك وينتقل للرفيق الأعلى رحمه الله واسكنه فسيح جناته لم يعرف والدي معنى الابوه فلم يكن واعي عند وفاة والده ومن هنا بدأت معاناة والدي بعد وفاة والده بعمر ال9 سنوات لم أرى قط في حياتي طفلٌ بعمره يعامل والدته بهذا الحنان فقد كنت اسمع جدتي تتحدث دائما عن صغره بكثره وعن معاملته الحسنه لها ولاخوته فقد كان يمشي ساعتان متتاليتان ليجلب لعائلته الكاز والطعام وقد كان في عُمرٍ يلعب فيه الأطفال بالعابهم ولا يعرفو معنى التعب والمشقه اما والدي فلم يعش طفولته كباقي الأطفال فقد سعى جاهدا منذ الصغر وبدأ العمل في عمر ال 10سنوات وكان يساعد والدته في الأعمال المنزليه وتربية اخوته وتنشأتهم تنشأه حسنة ومساعدتهم في الدراسه والواجبات والدي كان صغير في السن ولكنه كبير في أفعاله وتصرفاته وبسبب ما مر به ابي من ظروف عصيبه أصبحت ارى ابي كالجبل لا يهزه شيء وكنت اشعر في صغري ان ابي لا يبكي ولا يؤثر به اي شيء سيء الا انا كبرت قليلا وعرفت ان هناك ما يسمى بكاء القلب وهذا ما كان يفعله أبي لإخفاء حزنه عند فقدان شخص عزيز او مرض احد من أفراد العائلة ورغم ما مر به من معاناه الا انه اكمل دراسته وحاز على شهادة الدبلوم وكان يطمح منذ الصغر بأن يدخل في مجال المبيعات ولتحقيق حلمه عمل في أكثر من مكان واكتسب خبرات عديدة.كان ابي رجل بسيط جدا مع ذلك لم يجلس ويضع يدا على أخرى بل سعى جاهدا إلى تطوير نفسه بايجاد عملا تلو الاخر فهو يعمل كثيرا ويفعل المستحيل لتأمين مستقبلنا وجعلنا نعيش بشكل جيد دون الحاجه إلى أي شخص ولم يكتفي بذلك بل طور نفسه وصعد درجة درجه حتى أصبح ما كان يطمح اليه في صغره والان أصبح رجل مهم في السوق الاردني إذ انه أصبح صاحب اكبر مجموعه مبيعات في الاردن لكثرة شغفه وحبه للعمل في مجال المبيعات والسوق الاردني ابي ليس رجل غني ولكنه غنيٌ بافعاله واعماله وطموحاته الذي اورثنا اياها يسعى جاهدا ليلا ونهارا لتلبية جميع احتياجاتنا،عندما اتحدث عن والدي فأنا اتحدث عن رجل شجاع طموح يواجه جميع المشاكل والصعوبات التي تواجهه في حياته وحياتنا نحن ايضا وها هو لا يزال يقدم المزيد من العطاء والعمل الجاد وتعليمه لنا بناء انفسنا
ليكون في يوم من الايام أفضل قدوة نقتدي بها نحن وابنائنا واجيالنا القادمه والدي مثالٌ يحتذى به في الصبر وكل شيء انا افتخر بوالدي كثيرا واتمنى من الله ان يحفظه
لي وان يديم عليه نعمة الصحه والعافيه
دينا المومني