نجم الامل
في قلب كل شخص يسطع نجم يتربع في الوسط , ومن خلاله يتم تقديم الضوء والدعم العاطفي
اما بالنسبة لي فنجمي الخاص هو "ابي".
الأب في مثابة المنارة وسط البحار المظلمة , يبعث الضوء اينما ذهب لينير الطريق في عالم تملؤه الضغوطات والفوضى, يتحول احيانا الى بؤره تنبثع منها العواطف والحنان وتنطلق منها الشجاعة والثقة , واحيانا اخرى يكون الاب نجما في سماء الاسرة ليخلق جوا من الامل والتفاؤل .
يظهر الاب القوة والصلابة لكن في داخل كل اب تتلاطم العواطف بقوة بحيث يتحول الى مصدر للحنان والدعم المستمر .
يكون الاب حضنا دافئا ليحتضن احلام وآلام افراد اسرته, ويبدي المسانده والتشجيع في كل مرحلة من مراحل الحياة .
في عالم يغمره الجفاء والانقسام , يظل الاب شمسا لامعة في فضاء العائلة , ينيره بحبه العميق والدافىء, ان دور الاب لا يقتصر على توفير الحماية والدعم , بل يتجلى بوضوح في روحة العطوفة وتضحياتة اللامحدودة من اجل سعادة كويكبة الصغير , هذه الروح العاطفية هي مصدر للالهام والامل في طريق تحقيق الاحلام .
الشخص الوحيد اللذي يستحق ان يكون بطلا هو الاب , ايا كانت ضروفة ومشقاته ستجده اول شخص بجانبك , ومن يستحق ان يكون بطلا بجانب اعظم رجال العالم؟
ابي العزيز لو جلست اكتب لك طوال حياتي لن اوفيك بقطرة من عرق جبينك , مهما قدمت من كلمات ستبقى قطرة في بحرك , انت رمز العطاء والتسامح , تملك قلبا كبيرا يضم بداخله حبا لا يعرف الحدود ولا الشروط , انه انت الشخص الذي يبذل جهده ويضحي بكل شيء من اجل اسعادي دون ان تطلب المقابل , انت العامود الذي اتكأ عليه في عالم متزعزع , انت الرفيق والحبيب انت الاول والاخير , انت بيت الامان الذي استقر فيه , انت من تزرع بذور الامل والتفاؤل في قلبي , وتسقيها بماء الحب لتمنو في ظلك , انت البحر الهادىء الذي يستقبلني بذراعية المفتوحتين في كل مرة احتاج فيها لمأوى , انت الصوت الذي يهديني السلام في لحظات الضياع , دائما ما اجد نفسي تائهة فاستقر بقربك .
رفيقي من بدايات حياتي , نشأت في ظلك وتحت يدك ,كان لك الدور الكبير في تأثيرك القوي على حياتي فقد علمتني دروسا قيمة لصقل شخصيتي وتجارب جديدة كنت اجهلها , عندما اتحدث عنك فانني اشعر بالاعتزاز والفخر واجد فيك القوة والحكمة التي تسلكني الاتجاه الصحيح , تعلمت منك الكثير فانت الشخص الذي علمني كيف اكون افضل نسخة من نفسي , انت نقطة الانطلاق فب بحر الحياة , كما انت البحار الذي يوجه قاربي نحو الميناء الامن , انت من تجرعت مر الحياة لتخزن من الحكمة والمعرفة في لحظات الشك والحيرة .
مخلد,وهو والدي العزيز, يمثل شخصية مهمة في حياتي , يحمل اسما يعني البقاء والثبات , وهو بالفعل شخص يتمتع بقوة الشخصية والاستقامة , يعمل كظابط في الخدمات الطبية الملكية في الاردن وهذا العمل يعكس التزامة بخدمة المجتمع وحمايته.
صفاتة الحكيمة والمحافظة تميزة عن غيره, فهو شخص يضع معايير عالية لنفسه وللاخرين من حوله , بالرغم من صرامته الا انه يتمتع بقلب حنون ورحيم , يعطي دائما دعمه ومساندته لمن يحتاجوا له .
علاقتي بأبي كانت دائما تحمل التحدي والتعلم كان دائما يشجعني على الاجتهاد والتفوق , وفي الوقت نفسه كان يعلمني قيم الالتزام والصبر من خلال تعليمه ونصائحه ,وضع لي اساسا قويا لبناء مستقبل ناجح ومثمر .
من خلال سنوات عمله , اثبت والدي قدرته على التحمل والقيادة في الظروف الصعبة , يتمتع بقدره فائقه جدا على اتخاذ القرارات الصعبة في الوقت المحدد, والمسؤولية عنها بثقة وثبات , ومع ذلك , فان صرامته ومحافظته لم تمنعه من اي يكون ابا محبا وداعما,دائما مايكون متواجدا ليقدم الدعم والمشوره في اللحضات الصعبة , بالاضافه الى صفاته المهنيه , فانه يؤمن بالقيم التقليديه مث الامانة والتضحية, ويحرص على تعليمي اياها , ان تربيتة القاسية نوعا ما تعكس حبة واهتمامه بي , ان حضوره الدائم ودعمة الغير مشروط يجعلانه قوة محركة في حياتي , انا ممتنة لهذه الهدية الكبير , والدي هو ليس فقط شخصية محترمة وموثوق بها في العمل بل هو ايضا مخلص ومحب , يعمل بجد لضمان ان اكون دائما في المسار الصحيح وان احقق اهدافي في الحياة .
والدي مخلد هو شخص يتمتع بالعديد من الصفات الرائعة التي جعلتة قدوة لي وللعديد من الناس من حوله . على الرغم من صرامته , الا ان والدي يتمتع بقلب رحيم جدا ,دائما ما يضع احتياجات الاخرين قبل احتياجاته الخاصة ويقدم الدعم بكل كرم وسخاء , من خلال تواجده اثر بشكل ايجابي كبير في حياتي وحياة الكثيرين من حوله بكرمه وطيب قلبة يدعم ويساند الاخرين في كل الظروف ويقف الى جانبهم في اللحظات الصعبة والسهله على حد سواء ,مما يجعله شخصية محبوبة وموثوق بها من الجميع ,ويظل مصدر الهام الجميع بقيمه وتفانية في خدمة الاخرين.
والدي بمفهومه الواسع للحب والتضحية يمتلك القدره الفريده على فهمي ودعمي في كمل خطوة آخذها في حياتي , يتميز بالصبر والحكمة مما يجعله مرشدا طيب القلب ومتجاوبا مع احتياجاتي وتطلعاتي , لا يقتصر دوره على توجيهي في الامور العملية فحسب ,بل يمتد ليشمل الجانب العاطفي ايضا , يعلمني كيف اكون شخصا مسؤولا ومتوازنا في الحياة ويواجهني بالتحديات بتفاؤل وثقة .
انا ممتن جدا لنعمة وجود والدي في حياتي وأدرك تماما اهمية دوره الكبير في بناء شخصيتي وتوجيهي نحو السعادة والنجاح وفي ختام هذه الصفحه اقول , يبقى والدي مصدر الهامي وقوتي الدائمه, انه الرجل الذي علمني قيم ومعاني مجهوله وأظهر لي معنى العطاء اللامحدود بحنانه وحكمته , شق طريق النجاح لي ولأسرتي , انه الشخص الذي افتقده في كل لحظه لكن ذكراه تعيش في قلبي , ادعوا الله دائما ان يحفظه ويبارك له في كل خطوة يخطوها وان يمده بالصحه وان يجعل كل يوم في حياته مليئا بالسعادة والفرح , فهو بالفعل اعظم رجل رأته عيني , انه الذي علمني ان اكون انسانا صالحا ومثابرا ومحبا للحياة
لا ولن تكفي الكلمات لوصف عظمته وعمق تأثيره في حياتي فهو ليس والدي وحسب بل صديقي و معلمي وقدوتي في كل شيء
انه الرجل الذي اعطاني القوة والثقة لأصنع ما انا علية اليوم , لم يبخل غلي يوما بالحب والعناية فهو الرجل اللذي يستحق كل الاحترام والتقدير , وسأضل ممتنا له طوال حياتي .
في الختام , لا يمكن ان نوفي الاب حقه مهما عبرنا عن مشاعر الامتنان والحب التي نحملها له , فهو ليس فقط عامود الاسرة واساسها المتين , بل هو الشجره التي لا تنفذ من ثمار العطاء والتضحية , بوجوده , نشعر بالامان والطمأنينة , ونعرف اننا مهما واجهنا من صعوبات , سنجده دائما ذلك الحضن الدافىء والنصيحة الحكيمه التي تقودنا الى بر الامان .
الاب هو الذي يسهر ليؤمن لنا حياة كريمة , يضحي براحته وسعادته من اجل سعادتنا . بلمساته الحانية وكلماتة المشجعه , يعطينا القوة لنواجه الحياة , نتعلم منه الالتزام والمسؤولية ونرى فيه المثال الحي للصبروالتحمل .
في لحظات الفرح والحزن نجد الاب الى جانبنا , يشاركنا الضحكات والدموع , ويمدنا بالدعم الذي نحتاجه لنكمل طريقنا . هو البطل الذي لا يكل ولا يمل , يجاهد في صمت ليصنع لنا عالما مليئا بالامل والفرص .
لن ننسا ابدا تلك اللحظات التي وقف فيها الى جانبنا , يمسك بيدنا ويساعدنا على النهوض كلما تعثرنا . ولن ننسى ابدا كلماته الدافئة التي كانت تشعرنا بأننا قادرون على تحقيق المستحيل .
لهذا يجب ان ان نبقى دائما ممتنين لوجود الاب في حياتنا , ونحرص على رد جميلة بكل الحب والاحترام الذي يستحقه .
فلنقدم له في كل يوم اعترافنا العميق بفضله , ولنحافظ على ارثه في قلوبنا , و نستمر في تكريم ذكراه بالأفعال الطيبة التي تعلمناها منه ,لأنه هو الذي علمنا كيف نكون نحن .
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ)
رحم الله كل بطلا , واثابه الجنة لما قدمه .