صالح وصفي» «مصطفى وهبي» صالح المصطفى التل (1919 - 28 نوفمبر 1971)، سياسي ودبلوماسي ومناضل قومي أردني ووزير ورئيس وزراء سابق، وأحد أبرز السياسيين الذين أثبتوا حضورهم على الساحة الأردنية. تولى رئاسة الوزراء عدة مرات وشكل أول حكومة له عام 1962 خلفاً لحكومة بهجت التلهوني. تتدرج في المناصب الحكومية فعمل في وزارة الخارجية وكان سفيرًا للأردن في ألمانيا والعراق وإيران، كما شغل منصب رئيس التشريفات في الديوان الملكي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي وكان عضوًا في مجلس الأعيان لعدة دورات.
كان وصفي مقتنعًا بأن الأردن قادر على الاكتفاء ذاتيًا فيما يتعلق بالأمن الغذائي، فأنشأ مشاريع وطنية عديدة لدعم هذا التوجه وكانت الأرض بالنسبة له وما تنتجه هي نفط الأردن، عمل وصفي على إنشاء مؤسسات وطنية قادرة على جعل الأردنيين يعتمدون على أنفسهم في كل شيء متحررين من ضغوط الديون والمنح من الغير، وشهد الأردن في عهده العديد من المشاريع الإقتصادية والزراعية والتعليمية التي كان لها أكبر الأثر في نهضة الأردن، ففي عهده تم شق قناة الغور الشرقية (قناة الملك عبد الله)، وتأسيس الجامعة الأردنية وبناء سد الملك طلال الذي تم على أثره استصلاح آلاف الدونمات للزراعة في منطقة الأغوار الوسطى، بالإضافة إلى إنشاء الطريق الصحراوي أحد مشاريع النقل الحيوية في ربط شمال الأردن ووسطه مع محافظات الجنوب، كما شهد عهده تأسيس شركة الفوسفات وشركة البوتاس وتوسع الساحل الأردني على خليج العقبة لمسافة 100 كيلو متر جنوبًا، وتأسيس التلفزيون الأردني ومحطة الأقمار الصناعية ومستشفى الجامعة الأردنية وجريدة الرأي وإنشاء حزب الاتحاد الوطني ليكون دافعًا للحياة السياسية والحزبية في البلاد وغيرها من المنجزات التي جعلت من وصفي من أبرز السياسيين الذين طُبعت أسمائهم في ذاكرة الأردنيين لعدة اجيال.
تعاون وصفي التل الذي كان رئيسًا للوزراء آنذاك مع حابس المجالي في السبعينات لشن هجوم على قواعد الفدائيين في الأردن الذين كانوا يهددون العرش الهاشمي ويستخدمون الأراضي الأردنية للقيام بهجمات ضد إسرائيل، ودارت معارك بين الطرفين عُرفت تاريخيًا باسم (أيلول الأسود) بلغت ذروتها عندما خطف الفدائيون ثلاث طائرات مدنية وأجبروها على الهبوط في الزرقاء، واعتقلوا المواطنين الأجانب كرهائن، ثم قاموا في وقت لاحق بنسف الطائرات أمام الصحافة الدولية. شن الجيش الأردني وسلاح الجو بالطائرات والدبابات عدة هجمات على الفدائيين وقضى على آخر معاقل منظمة التحرير الفلسطينية وبقية المنظمات في مناطق جرش وعجلون وقُتِل في هذا الهجوم عدد كبير من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية.
ذَهَبَ وصفي إلى مصر مع وزير الخارجية عبد الله صلاح والسفير الأردني في مصر علي الحياري. وعند وصولهم إلى مطار القاهرة لم يكن متواجد فيه عدد كبير من الحراس (كما يحصل في البروتوكولات الأمنية) بل لم يكن هناك سوى مُرافِق عسكري واحد. كانوا متوجهين إلى فندق الشيراتون وعند نزولهم من السيارة لم يخطوا سوى عدة خطوات قبل أن يصلوا إلى باب الفندق، ومن ثم بدأ إطلاق النار عليهم، وإذ بوصفي مُلقى على الأرض قتيلاً، حيث تم إطلاق 14 رصاصة 3 منهم أصابوا وصفي التل. قال القاتل لوصفي التل وهو يَنظُر إليه بعد اطلاق النار: «أبو علي إياد ما مات والفلسطينيين مش نسوان». فتقدم منه عزت رباح وأفرغ رصاصات مسدسه في جسده وقام زياد الحلو بإطلاق النار عليه من خارج الفندق وسط ذهول حُرّاسُه والوزراء العرب الذين سارعوا بالاختباء، كانت أول رصاصة أصابت يده اليسرى والرصاصة الثانية اخترقت ذراعه الأيسر ودخلت إلى قلبه وحصل نزيف داخلي، وتم جرح الوزير عبد الله صلاح وتمزق بنطاله. جاء طبيب الفندق وقال أن وصفي قد فارق الحياة. كانت قد مرت 12 دقيقة وهو ينازع قبل الموت. كانت سعدية الجابري (زوجة وصفي التل) في الطابق الرابع في الفندق، حيثُ تَلقَت نَبَأَ إصابة زوجها عند باب الفندق. فانفجرت باكيةً بعصبيةٍ وحُرقَة، وهو ما استدعى إلى نقلها بالقسم الطبي للفندق، وبعدها نقلت جثة وصفي التل بالمستشفى العسكري في القاهرة. جاء الإسعاف لينقل وصفي بعد مرور ما يقارب 40 دقيقة، وجاء الأمن المصري والشرطة بعد مرور 15 دقيقة رغم أن مركز شرطة الدقي بالقاهرة كان قريب من مكان الحادثة. هذا الأمر الذي أزعج العديد من الأردنيين، واتهموا السلطات المصرية بالتواطؤ والوقوف مع القتلة. اعتقل الأمن المصري المنفذين وشرع في التحقيقات معهم، وأعلنت منظمة أيلول الأسود عن مسؤوليتها عن العملية، حيث توجهت أنظار الأمن المصري إلى أبو يوسف النجار وهو الأمر الذي نفاه التحقيق وأعلنت صحف القاهرة وعلى رأس الصفحة الأولى أن (المتهم الأول والعقل المدبر للعملية وقائد المجموعة هو المتهم الفار فخري العمري).
ومنذ ذلك اليوم بقى فخري العمري مطلوباً للنظام القضائي الأردني حتى وفاته عام 1991، بينما قامت السلطات المصرية بالإفراج عن المنفذين للعملية دون عقاب ولا محاكمة، فيما يمكن اعتباره دليلاً على تورط النظام الناصري والأهم من ذلك أن هناك من يؤكد أن السلطات المصرية سمحت للمنفذين بإدخال أسلحتهم بعد نزولهم من الطائرة آنذاك في هذا العمل وتجدر الإشارة هنا إلى أن المدعو محمد داود عودة (أبو داود) والذي أرّخ لبعض عمليات أيلول الأسود في كتابه من القدس إلى ميونخ لم يأت على ذكر هذه العملية ومسؤولية أيلول عنها، وأقر دائماً بأنه لا يعرف منفذيها.
كانت هناك شكوك حول عدة تسهيلات من الحكومة المصرية تبين فيها الوقوف ضد وصفي، منها:
عند وصول الطائرة لمطار القاهرة الدولي لم يكن هناك أي حرس لاستقبال وصفي التل. الأمر الذي تعجب منه فايز اللوزي (المرافق العسكري لوصفي). وقال أن الحكومة المصرية لم تبعث حتى سيارات لنقل وصفي، فقام السفير علي الحياري بإحضار سيارة من مستأجر سيارات مصري.
السلطات المصرية سمحت للمنفذين بإدخال أسلحتهم بعد نزولهم من الطائرة بحُجّة أنهم من منظمة التحرير الفلسطينية ويحق لهم حمل أسلحة والتجول فيها.
دخلوا أفراد منظمة التحرير المطار بجوازات سفر سورية ولبنانية وسودانية مزورة بأسماءٍ مستعارة ولم يلاحظ أمن المطار بأنها مزورة.
بعد مقتل وصفي بعثت الحكومة الأردنية مساعد مدير المخابرات للاطلاع على التحقيقات لمدة 8 أيام، لكن لم يسمحوا له بالاطلاع على أي شيء.
بعد مقتل وصفي جاء الإسعاف لينقل وصفي بعد مرور ما يقارب 40-45 دقيقة. وجاء الأمن المصري والشرطة بعد مرور 15 دقيقة، مع العلم أن مركز الشرطة كان قريب من موقع الحادثة.
بعد وفاة وصفي التل أعلن الديوان الملكي الأردني الحداد لأربعين يوماً، وتم تعليق دوام المدارس لثلاثة أيام، وامتنع بعض الأساتذة الجامعيين إعطاء المحاضرات وقام بعض طلاب الجامعات ومنهم طلاب من الجامعة الأردنية بأعمال شغب ومنع الأساتذة الجامعيين من إعطاء المحاضرات.
في كل عام يقوم طلاب الجامعات الأردنية بإحياء ذكرى اغتياله ويقومون بالهتاف له، حيث تم إنشاء تيار «الوصفيون الجدد» و«أبناء الحراثين» في الجامعات، وتقوم قائمة «النشامى» في كلاً من الجامعة الأردنية واليرموك والعلوم والتكنولوجيا في كل عام بإحياء ذكرى اغتياله في عدة كليات. تم إنشاء غابة ومدرج في كلية العلوم، الجامعة الأردنية وعدة شوارع وميادين تكريماً له.
تب راكان المجالي في صحيفة الرأي رواية أخرى، نقلها من شخص يدعى سامي قموه، حيث حضر مندوباً عن السفارة الأردنية في القاهرة حينها، فقال أن عملية اغتياله لم تكن من هؤلاء الشباب، بل كانت من قناص ماهر أطلق عليه الرصاص من الأعلى، وحينها دخلت رصاصة من أعلى الكتف إلى القلب.
رواية راكان المجالي كلامٌ مطابق لما كتبه إبراهيم سلامة، نقلاً عن «قرار الحكم النهائي في قضيّة اغتيال وصفي التل» الذي صدر في القاهرة، بتاريخ 7 يناير / كانون الثاني 1976، ونشرته حينها صحيفتي الأهرام وروز اليوسف والمكوّن من 40 صفحة، وقد جاء فيه حرفيّاً:«إنّ الرصاصات، التي أصابت المغدور وصفي التل، لا تُستخدَم إلّا من قِبَل الشرطة المصرية». بمعنى أنّها لم تكن من سلاح مجموعة المجرمين التي كُلّفت باغتياله.
عندما قُتِل وصفي التل وُجد في جيبه الأيمن مسدس من نوع «سمث اند وسن» مفرغ من الرصاص والجيوب الأخرى كانت بها 60 جنيهاً مصرياً وورقة مكتوب عليها أن هذا المبلغ مياومات وصفي التل وغليون وعلبة تبغ. ووُجد أيضاً ورقة بيضاء طويلة فيها أسماء لأشخاص وكان مكتوب اسم أبو علي، أبو حسن ورجل من عائلة زهران تبين أنه كان يدير المزرعة ومع كل اسم مبلغ مالي وأكبر مبلغ كان في القائمة هو 11 ديناراً وقد تبين أيضاً أنها قائمة دين وأن وصفي كان مديوناً لبعض المزارعين الذين أحضروا سماداً لمزرعته في المفرق أما الألقاب مثل: أبو علي وأبو حسن فهي لأشخاص فقراء وكان وصفي يرسل لهم إعانة من راتبه الشهري.
لـــولا المـواقف ما عرفت الرجاجيــــــل والرجــل يعرف بالشدايــد والافعــــــال
أنا اشــهـــــد به نـــــاس وقت البهاذيــل لاجــــد وقت الجد تطـــرى على البـــال
من يعجبــــونك في جميــع المداخيـــل نـــاس ٍ تعـــز الطيب من كـل مدخــال
وما كـل رجــــال ٍ يمـــــــد الفناجيـــــل يتبع دروب الطيب في كـل الاحــــوال
وترى العمـر ماهوب فـرق المشاكـيل والهــــرج مايرفع من الناس دجــــــال
بعض الرجال كـبار لـكـن مهابيـــــل المـرجلــــة ماهيب بالكـبـر والمــــال
وبعض الرجــال اجسـام لڪـن تماثيـــل جســم ٍ ڪـبيـــر وداخلـه قلب تمثــــال
يملى عيونك بالشكـل كـنه الفيــــل ولاحـــان وقت الجد ڪـذبت الاشكال
ما ينفـعڪ وقـت الشقــــــا والغرابيــــل ياليت تسلـــم من كلامـه والاقــوال
ومنه يـظــــن إن المـظاهــــر دواليـــــل بـه ناس نقـص وتلبس شماغ وعقـال
والـــدلة اللي دون نــــــــار ومعَ