عندما قرّرتُ أن أكتبَ نصًّا عن بطلٍ أردنيّ مؤثرٍ، فكّرتُ كثيرًا ولم أعرف في البداية من أختار، لكنّني التفتُّ حولي واتّخذتُ قراري، إنّها هي، هي الّتي تعلّمت، قرأت وكتبت، هي الّتي تزوّجت وأنجبت، وتعبت لتربيةِ أبنائها روّاد المستقبل، لكي يبنون هذا الوطن الشّامخ.
هي الّتي ضحّت براحتها من أجل بناءِ مستقبلٍ أفضل. هي الأكثر صبرًا، المبتسمة رغم صعوبة الظّروف أحيانًا، فبطلتي هي المرأة الأردنيّة العربيّة، هي أُمّي نبعُ الحنان ومصدرُ إلهامي، هي التي ألبستني شماغ الكرامة وغرست في قلبي حبّ الوطن، والأخلاق الحميدة لأكون رجلًا ناجحًا عندما أكبر. هي معلمتي التي وجّهتني وسلّحتني بأفضل سلاحٍ في العالم، سلاح العلم والمعرفة، فالعلم طريق النجاح. هي المُساعدة المسؤولة عن نظافة مدرستي لنحيا في بيئةٍ صحيةٍ ونظيفة. هي العسكريّة التي تُخاطر بحياتها لكي تكون بلادي آمنةً مُطمئِنّة. هي الرياضية التي تُمثّل وطني في أكبر المحافل العالميّة، لترفعَ علم الأردن عاليًا خفّاقًا، هي الطبيبة التي تُعالج المرضى، وتُخفّف آلامهم وتُساعدهم على الشفاء بإذن الله.
بطلتي وقدوتي هي أمّ الشّهيد، وأمّ الجندي، وجدّتي، وخالتي، هي نصف المجتمع، والّتي أنجبت وربّت النّصف الآخر، فأنا أعجز عن وصف تقديري لتعب كلّ أولئك النساء، فهُنَّ فعلًا بطلاتُ الأردن، وقد كرّم الله المرأةَ عندما أنزل سورةً كاملةً في القرآن الكريم باسم النّساء، "سورة النّساء"، كما أوصى بها نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلم" حين قال: "استوصوا بالنّساء خيرًا."
في النّهايةِ، أدعو كلّ من يقرأ هذا النّصّ أن يتأمّلَ من حوله، وينظر في محيطه ليكتشف بطلته الخاصّة، المرأة التي تركت بصمةً في حياته، وساهمت في بناء شخصيّته، سواء من خلال تربيتها له، أو دعمها، أو تحفيزها المستمرّ. فلا شكّ أن لدى كلٍّ منّا هذه البطلة التي أضافت لحياته الكثير.