تُعتبر معركة الكرامة من أبرز المحطات في تاريخ الوطن العربي، حيث سطرت فيها قوات الجيش الأردني ملحمة من الشجاعة والفداء ضد الاحتلال الإسرائيلي في في الحادي والعشرين من مارس سنة ألف وتسعمئة وثمانية وستين. كانت تلك المعركة بمثابة صرخة أمل، حيث واجه الجنود الأردنيون العدو بكل إقدام، وكتبوا بدمائهم الطاهرة صفحات من المجد.
جدي، الجندي الباسل طارق أحمد عيسى الزعبي، وُلِد في قرية خرجا بإربد في في التاسع من مارس سنة ألف وتسعمئة وثمانية وثلاثين. نشأ في كنف أسرة علمته حب الوطن، وعندما نادى الوطن، لبّى النداء متسلحًا بالإيمان والعزيمة. في معركة الكرامة، تولى جدي مهمة رقيب قائد فصيل مدفعي، مسؤولًا عن خمس مدافع في جبال السلط والعيرة. كانت أصوات المدافع تدوي في الأفق، وكأنها تعزف أنشودة النصر.
في خضم المعركة، أظهر الجنود الأردنيون شجاعة لا تضاهى، حيث واجهوا الاحتلال بصدور عارية، مستمدين قوتهم من إيمانهم بحقه في الأرض. جدي، الذي كان يتقدم الصفوف، لم يكن قائدًا فحسب، بل كان رمزًا للإصرار، يتحدث إلى جنوده بكلمات تُشعل فيهم لهيب الحماسة.
عادت الأصداء بعد انتهاء المعركة لتروي قصة الفخر والشجاعة، حيث ساهم جدي في تحقيق النصر الذي وحد العرب وأعاد لهم الأمل. أثرت معركة الكرامة بشكل عميق على العدو المحتل،فأظهرت له أن إرادة الشعب العربي لا تُقهر.
توفي جدي في في الحادي والثلاثين من مايو سنة ألفين وسبعة عشر، لكن ذكراه ستظل حية في قلوبنا. سيبقى اسم "الزعبي" محفورًا في تاريخ البطولة. معركة الكرامة تذكّرنا بأن الشجاعة والفداء هما الطريق نحو الحرية، وأن الأبطال يظلون في ذاكرة الأجيال.