قصة كفاح
عنوانها: "عبدالحميد شومان"
ولد عبدالحميد شومان عام 1888 في بلدة بيت حنينا قرب القدس. هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1911 ليكوّن نفسه. عاد إلى فلسطين الحبيبة عام 1929 وأسس البنك العربي في القدس عام 1930.
عمل في تجارة حجارة البناء، وعاد إلى بلدته حيث أقام مدرسة وكلية جامعية متوسطة عُرفت باسم مدرسة التطبيقات المسلكية، التي تطورت لاحقًا لتصبح جامعة بيت حنينا.
انتُخب عدة مرات ليصبح رئيس مجلس إدارة البنك العربي، وتدرّب في بنكيّ Midland Bank و Morgan Guaranty.
كان عبدالحميد شومان من ضمن المندوبين الخمسة الذين مثلوا اللجنة القومية بالقدس في "مؤتمر اللجان القومية" الذي عُقد في مدينة القدس في 7 أيار/ مايو 1936، وقرر المؤتمر الإعلان عن عدم دفع الضرائب إلى أن تغيّر الحكومة البريطانية سياستها المحابية للصهيونية. كما انتُخب عضوًا في "لجنة التموين والمقاطعة" التي تشكّلت لمساعدة المتضررين من الإضراب العام.
اعتقلته السلطات البريطانية في تموز/ يوليو 1936، مع عدد من الوطنيين الفلسطينيين مثل أكرم زعيتر ورفعت النمر، في معتقل صرفند قرب الرملة لبضعة أشهر، ثم أعادت اعتقاله سنة 1938 في معتقل المزرعة قرب عكّا.
تمكن شومان خلال النكبة عام 1948، وسط الانهيار العام، من الحفاظ على ودائع الآلاف من المواطنين في بنكه، ونجح في إنشاء فروع للبنك في عدّة دول عربية وأجنبية، مما جعله اليوم من أهم المؤسسات المالية الفلسطينية على مستوى العالم.
أوصى شومان بإنشاء مؤسسة بعد وفاته تُعنى بالشأن الثقافي وتسهم في تمويل الأبحاث والدراسات العلمية والفكرية والطبية والتكنولوجية لخدمة الدول العربية. وقد تم إنشاء "مؤسسة عبدالحميد شومان" بالفعل عام 1978 في عمّان بمبادرة من ابنه عبد المجيد. ومن أهم دوائرها: منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، المكتبة العامة ونظام المعلومات، مكتبة الأطفال، ودارة الفنون.
كان عبدالحميد شومان، الذي ربطته علاقات وثيقة مع عدد كبير من الزعماء ورجال السياسة العرب، عنوان العصامية ورمزها. كان صلبًا في وطنيته، وحدويًا، استقلاليًا، قوميًا، وكريم اليد. قاد شومان النشاط المصرفي الفلسطيني، بالتعاون مع قريبه (حموه) أحمد حلمي عبد الباقي، ويُعزى إليه الفضل في إنقاذ البنك العربي من تبعات النكبة الكارثية.
توفي في الثاني عشر من أيلول عام 1974 في مدينة كارلوفي فاري التشيكية، ونُقل جثمانه إلى القدس حيث دُفن بجوار المسجد الأقصى.