في زحمة الأيام وعجلة الحياة، كثيرًا ما نُدرك عظمة الأرواح التي تُشكّل محاور وجودنا. وفي قلب هذه الأرواح، تقف أمي شامخة كبطلة لا تُقهر، هي مُحاربة حنونة وقائدة بلا عرش، إلا أن عرشها هو قلوبنا التي تنبض بالامتنان لوجودها.

هي بطلتي لأنها تحمل عبء العالم على كتفيها مع الحفاظ على نقاء ابتسامتها. في عينيها أجد السلام وفي حضورها الآمن أستمد القوة. تعلمت منها كيف الصخور تتحول إلى ماء، كيف يخرج الزهر من بين الشقوق الصلبة، وكيف تتحدى العوائق بعزيمة لا تلين.

أعتبرها بطلتي لأنها تزرع في كل صباح بذور الأمل في بستان روحي وتعلمني أن الجمال يكمن في عيوبنا وتعثراتنا. لم تظهر قوتها في الوقوف ضد العواصف فحسب، بل في احتضانها لنا بعد كل عاصفة، تُعيد بناءنا وتُصلح ما تكسّر.

أمي بطلتي؛ لأنها نسجت من حكمتها عباءة أرتديها كلما احتجت للدفء، ومن صلابتها درعًا أتقي به أوجاه الحياة. لقد أتقنت فن التوازن بين الشدة واللين،و علمتني الشجاعة دون تهور والحذر دون الخوف.

هي بطلتي؛ لأنها لم تُعلمني السير فحسب، بل علمتني كيف أقفز فوق الحواجز وكيف أطير عاليًا في السماء. أحبها بكل تفاصيلها، بكل نصائحها التي كانت بمثابة خرائط تُرشدني، وبكل تضحياتها التي كانت خفية كجذور شجرة قوية.

أمي هي بطلتي ليس لما تفعله من أجلي فقط، لأنها تمثّل الحب بأسمى معانيه، تمثل العطاء دون انتظار مقابل، وتمثّل الإرادة التي تتغلب على كل محنة.انتِ يا أمي، لستِ فقط بطلتي، بل أنتِ الإلهام الذي يُضيء دربي كل يوم.