من روائع خلق اللَه تعالى في هذه الأرض هي قلوب الأمهات التي تعد كل الحياه لأولادها ، ورمز الحنان والعطاء، فهي تضحي بكل ما تملك من أجل أطفالها، تشبه الوردة النديّة في وسط الصحراء القاحلة.وشمعة التي تحترق لتضيء على غيرها و قلبها ينبض بالحب اللا متناهي، تمتلك قوة لا تضاهى في تحمل الصعاب والتضحيات. رغم الجهد والتعب، تبقى صامدة كالصخرة في وجه العواصف، وهي التي تملأ الحياة بالسعادة والدفء. هي صورة العطاء والتضحية، تبني الأحلام وتنثر الورود. ففي عينيها يتجلى الحنان وفي قلبها ينبض الحب. وهي السند والدعم، والصديقة والمربية.فهذه الكلمات محدودة لا يكفيها حقها، و سأسرد هذه السطور الحديث عن أمي .
أمي امرأة مختلفة في كل شيء، في الطباع و في العطاء لأنها اختلفت عن غيرها منذ طفولتها حدثتني جدتي أنها تحملت المسؤولية معها منذ طفولتها نظرا لظروف الصعبة التي كانت تعيشها أسرتها فكانت الأبنة الكبيرة لأسرتها لذالك توجب عليها ان تكون القدوة ، أخبرتني جدتي ايضا انها كانت مختلفةعن أقرانها ، و انها كانت تساعدها هي مسؤولية المنزل منذ الصغر ، و جدتي المكافحة كانت تعمل لأوقات طويلة خارج المنزل لتئمن لقمة العيش لأسرتها وأمي من كانت تقوم بدورها عندما جدتي تذهب للعمل كانت تتحمل مسؤولية المنزل كله ، وثابرت امي وحصلت على الأولى في محافظة جرش في الثانوية العامة، ودرست بكالوريس في تخصص معلم صف في الجامعة الأردنية، كانت امي نشيطة ومميزة حيثُ عملت في الجامعة وهي طالبة وتخرجت منها .
ولأنها كانت ذكية و مثابرة توظفت في الجامعة الأردنية بتوصية من أساتذتها ، وساعدت اسرتها الى أن تزوجت أبي و كونت اسرة التي تتكون من أربع فتيات و أبنئان ، و تعينت أمي في وزارة تربية و تعليم كمعلمة.
وثابرت امي وسعت الى ان تحقق ما تريده حيثُ أكملت الدراسات العليا وحصلت على درجة الماجستير في الأدارة التربوية وهي على رأس عملها و مع أسرة كبيرة تقوم بكل واجباتها ولن تقصر أبدا ، وهنا امي تستمر في المسيرة وعملت وجدت حتى أصبحت مساعدة مديرة في مدرسة كبيرة في محافظة جرش ، وساعدت أمي أبي كثير في متاعب الحياه و هي الأمان والسند له ولنا وهي الآن بالإضافة الى أسرتها عملت مشروع البان صغير تصنع من الحليب منتجات منوعة و تسوقها . أمي المرأة المجتمعية النشيطة كم أعجب بها وهي تؤدي كل مهامها الوظيفية، ومهامها الاجتماعية ،و مهامها العائلية ، كما ان امي تبر جدتي كثيرا تقدم لها الكثير من الوقت و المال والجهد .
هذا جعلني اعتبر أمي بطلة من الأبطال التي تستحق أن يكتب عنها المقالات و الكتب ، كما ان أمي شخصية محبوبه في عملها و عند زميلاتها كم أتمنى يا أمي ان أكون مثلك بل تكزن كل النساء مثلك وان أقدم ما تقدميه فأنا كل ليلة أنضر الى القمر لأنني أرى به جمال روحك و أخلاقك ، و أدعو الله الخالق العظيم أن أسير على خطواتك وان يفتح لي ابواب الخير واسيرُ على طريقها .
وفي النهاية اقول لكم لا احد يحبكم بقدر حب الام لإولادها وتضحيتها من أجل اسعادهم وعيشهم في امان وحرصها على ان يكونوا اولادها من البارين الصالحين أنصحكم على بر الوالدين لأنة برّهما باب من ابواب الجنة ،
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤﴾ -سورة الإسراء .