في كلِّ ليلةٍ أحلم أن أكون مثله، أرى به نفسي عندما أكبر، هو قدوة حسنة و مثال على الأخلاق و الأدب و التربية الحسنة، عندما أراه، تصحبني بهجه غريبة، لا أدري من أين تأتي و لماذا؟
في كلِّ مرة كنت أذهب بها لأحضر دروسه، كان يخلق لدي حماس أكثر من المرة التي قبلها، كان النور يخرج من وجهه، كانت دروسه مختلفه عن باقي الدروس، يراودني شعور لا استطيع وصفه عندما استمع لنصائح و ارشاداته، في كلِّ مرة كنت انحرف بها عن طريق الصواب، كانت ارشاداته تنبهني، كُنتُ أشعر أن كلماته مثل خيالي دائماً ترافقني، وكانت نصائح تجعلني اتشبث في الحياة كتشبث العنكبوت في سقف الغرفة، في كلِّ
مرة أفقد بها الأمل، هو حافظ لأعظم و أجلِّ كتابٍ سماويٍ الا وهو القرآن الكريم، عند سماعي لتلوته لكلمات اللَّه يُصبُّ عليّ الخشوع صبًّا صبًّا، لا أنسى عباره التي كان دائمًا يرددها ألا و هيَ:(اللهم كما أحسنت خَلقي أحسن خُلُقي)، كان أحد أسباب ذهابي إلى المسجد باكرًا يوم الجمعة؛ في كلِّ مرة يخطب بالناس أرى به شخصاً قياداً ناجحًا، و كنتُ من طلبته المفضلين
و المقربين إلى قلبه، كانَ يدعمني و يقف إلى جانبي و يدفعني
لحفظِ القرآن الكريم والإقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، و أحِبُّ
كلَّ من يمدحه أمامي، لم أسمعه قط، تحدث عن أي أحد بسوء لا يذكر
من الناس إلا محاسنهم، لا زلت أذكر نفسي عندما كنت أقوم بإستراق
السمع و السماع لأحاديثه و دروسه التي كان يعطيها لكبار السن، بعد
صلاة المغرب حتى صلاة العشاء من كلِّ يومِ أحدٍ، لكنيِّ الاّن حزينٌ جدًا
؛ لأنهُ سافر من المدينة التي أعيش بها، أدعو اللَّه أن يوفقه في حياته و
يرزقه و يحميه من كلِّ مكروه، أسأل الله أن يراني كما كان يريد أن أكون
إمام مسجد من الأئمة الكبار، في حديثي هذا الذي لا يعتبر بالطويل و
الكافي لمدحه، أنا أتحدث عن إمام الأئمة بانسبه لي، القدوة و الاب الروحي
:الإمام برهان بن جمال الشيخ أدعو الله أن يوفقه وأن ألتقي به قريباً
أستطيع إخباره بمدى إعجابي به وأنه أكبر مصدر إلهام لي.