لجنة التحكيمالصفوف 6 - 9
لجنة التحكيم تقيّم المشاركات
164 أعمال
الأردن|الصفوف 6 - 9
قدوتي في الحياة
سوار السمهوري
تأليف سوار السمهوري
قدوتي في الحياة

أمي و أبي

ببهائها وشموخ وقفتها أمام الزمن، تتربع أمي على عرش قلوب الكثيرات من اللواتي يحلُمنَ بأن يكُنَّ مثلها، في صمودها وصبرها وتحملها لما قد يواجهها من مشكلات، وفي تحمّل ما قد نجرّه لها من تعب، أحملُ قلبي وأدورُ في كل أرجاء العالم فلا أجدُ قُدوة تشبهُ أمي في تعليمها لي الصبر وتحمّل المسؤوليةِ، ولا أظنُّ أنّ لها نظيرًا في تأثيرها عليَّ بإيجابيّتها المُطلقة، وتحمّل المتاعب، وإيجاد الحلول الصائبة لما قد أقع فيه من أخطاءٍ مع إخوتي أو بين أصدقائي

يمتلئ قلبي سرورًا حين أفكّر بأنها قُدوتي، لأنني حين أتخيل نفسي في المستقبل وأنا أتّصف بصفاتها يبتهجُ فؤادي وتزدهي رؤيتي للكون، فهي التي أخذت على عاتقها أن تحتويني وإخوتي في ساعات الرخاء والشدة، وأن تضعَ كفّها على جبيني في ساعات المرضِ سائلةً الله عز وجل أن يشفيني ويمسحَ آلامي ببركة رضاها، وهي التي تشعرُ بالهمّ لما يصيبُني من قلقٍ في أيامي الدراسية المليئة بالضغوط، وهي التي لو عددتُ ما تفعله لأجلنا كل يوم لما استطعت إحصاء فضلها وعطفها وحنانها.

فالأم اجمل شيء في الحياة , هي التي تكون مستعدة ان تحمل جميع همومنا وتحلها بدون ان تتفوه بكلمة .فمن أين للإنسانِ أن يكونَ قدوةً لغيرِهِ إذا لم تكن أمّهُ قد غرسَتْ فيه كل قوّةٍ وجمالٍ وحُسن خُلُق، ومن أين له أن ينهلَ من بحر الحبّ العميق لولا والدته التي كانت فيضانًا يسري أمامه بعطائها وصبرها وتحمّلها وفدائها بنفسها في سبيله؟

فقد علّمتني أمي معاني العطف والرحمة، وأرشدتني إلى دروب التسامح مع جميع الناس مهما اختلفت مقاصدهم، لأن التسامح بذرة الحب الأولى وخاتمة الخِلاف، ثم أعودُ في نهاية اليوم لأقبّل يدها وأنالَ من قلبها رضًا يجعلني أنامُ هانئًا مُرتاحًا، سعيدًا بأن أكرمَني الله بحياتها ولم يحرمني من وجودها. ذلك المعنى يذكرني دومًا بالشاعر الفلسطينيّ البارع في التعبير محمود درويش الذي وصف بُعده عن والدته بالأمر الذي لا يستطيع معه الإنسان الوقوف، فهي التي تؤدّي الدور الأساسيّ في رغبة الإنسان بالحياة، وهذا ما يجعلها قدوته الأولى، ودافعه الأوّل لتحمّل المصاعب والمشقّة، حيث يقول:[١]
ضعيني إذا ما رجعتُ
وقودًا بتنور ناركْ
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدتُ الوقوف
بدون صلاة نهارك

في كلّ درسٍ من دروس الحياة، وكما علّمتْني والدتي النظَر للأمور بعينٍ نافذةِ البصيرة، زرعَتْ في داخلي الثقة بالنفس إلى جانب العزيمة والإصرار، فكل هدفٍ عظيمٍ في الحياة لا بد أن يأخذ مني كل جهدٍ وتعب، ولكنه في النهاية لا بدّ أن يتحقّق إذا استعان الإنسان عليه بالدعاء والسعي، بالتوكل والصبر،

أبي

أبي هو أساس المنزل، هو الركن الحاني الذي ألجأاليه وقت الحاجة لأحتمي به واستند على حبه. لأنه القائد الذي يمتلك القلب العطوف، الذي رغم شدته وحرصه على تصرفاتنا إلا أنه يعرف متى يكن جادا ومتى يكن حنونا.

لذا اجد نفسي اتخذ من أبي القدوة حسنة في حياتي أقلده واتبع أثره. فهو أكثر شخص جدير بأن يكون القدوة لي فبمجرد ذكر اسم أبي، التمس فيه مدى العظمة والفخر . يقترن مع اسم أبي صفة الأمان والعطاء، وهذه الصفات وهبها إياه الواحد القهار وجعلني ركيزة أساسية في صفاته
وأوصانا الله بآبائنا بالخير والمودة والرحمة، فنحن قطعة منهم ونسخة عنهم، وذكر الله الوصية بقوله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا”وبين الأبناء والآباء علاقة مترابطة بكل قوة وثقة ولا يمكن كسرها بسهولة. الأب يحتل دور الفارس المغوار في حياة الأبناء، والقائد الذي يدافع عن عائلته وبيته بكل شجاعة وبسالة.
وثابت كالجبل لا يتأثر بعواصف الحياة، ورياح المشكلات من حوله، بل يبقى شامخا ويكبر في نظر أبنائه.

أقوال مأثورة عن الأب
قال ميناندر كاتب الدراما اليوناني: “ليس هناك أرق على الأذن من كلام الأب وهو يمدح ابنه”.
وكذلك جوته الأديب الألماني في وصف الأب: “إنه هو وحده الذي لا يقوم بحسد ابنه على موهبته” وفي الحديث الآخر عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه الترمذي، وابن ماجه.

بر الوالدين

إن بِرَّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما. فيدخل فيه جميع ما يجب من الرعاية والعناية، وقد أكد الله الأمر بإكرام الوالدين حتى قرن الله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان إليهما بعبادته التي هي توحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له. من روائع الدين الاسلامي تمجيده للبر حتى صار يعرف به، فحقا إن الإسلام دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية،البر بالوالدين معناه طاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما، ومساعدتهما وهو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعادلها منزلة, شكرا