مرحبًا بك عزيزي القارئ، ها أنا قد أتيتُك اليوم لِأُحدِّثك عن بطلي، لمْ يَكُن بطلي يوْمًا ما عادِيًّا، ولمْ يكن مثل أَبي أيّ بطل، قِصَّةٌ حاكَها لي بطلي حتى أتبَعها.
دائِمًا ما كُنْتُ أُفكرُ مثل أَيّ شخص في هذا الْعالم من يكونُ بطلي؟ حتّ أدْركتُ في وقتٍ كان هو الوقت الذي علَّمني من هو بطلي. أدركتُ أنّي شخص مقتبس من شخصيةٍ عظيمَة ، شخصيّة تُدْعى "أبي" ، لاحظتُ أَنَّ ملامحي تشبهُ ملامح أبي، ليست ملامح وَجْهي إِنَّما هي ملامحُ شخصيَّتي.
دائمًا ما كنتُ أتبعُ خُطوات أَبي وَ أُقَلِّدُ كلامهُ ، تساءلتُ في وقتٍ مُتَأَخِّرٍ ، لِمَ أَتبعُهُ؟ حتّى علمتُ أنَّ أَبي هو قُدْوَتي و بطلي الّذي أتبعهُ في حياتي.
كانَ أبي وسيمَ الوجهِ، واثِقَ الْخُطى وَ الْكلامِ، مُتَفَهِّمًا لِكُلِّ من حوله، باخْتِصارٍ شديد كان أَبي شخصيَّة قِيادِيَّة، شخصِيَّة تُلِمُّ إِلَيْها جميعَ من حولِها، أَكْثَرُ ما كانَ يَلْفِتُني في شخصِيَّةِ بطلي أَنَّهُ يتَفَهَّمُ الجَميعَ بِلا اسْتِثْناءٍ ويتحدثُ بِفَهْمٍ شديد مع مختلفِ الْفئاتِ الْعُمريّة ؛ فعندما يتحدث مع صغار السن يتحدثُ معهمْ بِأُمورٍ تتناسبُ وتفكيرهم وذلك الأمر نفسه مع كبار السن والشبابِ.
أنا عاجِزَةٌ تمامًا عن وصفِ أَبي؛ لأنَّ الكلمات ستظَلُّ قاصِرَةً في حقِّ وصفِ أَبي - في حق وصف بطلي-.
عزيزي القارئ، ها أنا الآن في عُمرِ الزُّهورِ، لكني أشعر تمامًا بِأَنّي قد كَبُرْتُ مِئاتِ السنين بعد فقدِ والدي - بعد فقد بطلي-، انظر لأبيكَ ياصاحبي وابْقَ دائِمًا بجانبه، فَوَاللهِ لن تشعر بهذه النعمة إلّا بعد فقدِها ، بطلُكَ الْآنَ يَقْطُنُ معكَ في نفسِ الحياةِ. أمّا بطلي أنا فَسَأَظَلُّ أُتَمْتِمُ في نفسي وأقول: هل نتقاسمُ العمرَ لِتَعودَ يا أبتي؟
أنا واثقةٌ تمامًا بِأَنّي بِمَشيئَةِ الله سأظلُّ أتبعُ خُطى بطلي -خُطى بطلي-، دعكَ يا صاحبي من همومِ الدنيا واتَّبع أبيك في خطاه ما دُمتَ تحت ظلِّ بطلِكَ.
أسألُ الله أن ألقى أبي - بطلي - في جنات النعيم، وأن يحفظك لكم أبطالكم.