لكلِّ إنسان في هذه الحياة قدوة شخصية يأخذها من أحد الأفراد المحيطين به ، قد يكون ذلك الشخص المقرب هو أحد أفراد العائلة أو معلم له في سنوات الدراسة ، حيث يُعجب بكلّ تصرفاته ويريد أن يكون شبيهاً له في المستقبل ويتأثر به وأفعاله.
فأمّي هي خير قدوة لي في حياتي، لأنها تحرص على أن ترشدني إلى الخير وتبعدني عن الشر ، ولو جاء في دربي جميع الناس ستظل أمي هي قدوتي في حياتي ، وسيظل كلامها تاجاً يزّين رأسي ، فهي الوردة التي فآحت بعطرها في حياتي ، وهي القمر المنير الذي ينير لي الدَّرب ، فهي ستظل أمي قدوتي في الحياة ، والرأي الذي أثق به دوماً.
وعندما أفكّر بأنها قدوتي؛ يمتلئ قلبي سرورًا ، فهي التي أخذت على عاتقها أن تحتويني وإخوتي في ساعات الرخاء والشدة ، وأن تضع كفّها على جبيني في ساعات المرض سائلة الله عز وجل أن يشفيني ويمسح آلامي ببركة راضاها ، وهي التي تشعر بالهمّ لما يصيبني من قلق في أيامي الدراسية المليئة بالضغوط، وهي التي لو عددت ما تفعله لأجلنا كل يوم لما استطعت إحصاء فضلها وعطفها وحنانها .
اتساءل فيما لو كان للحياة سرًٌ لا يعرفه أحد كيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع الزمن والأيام ؟ وكيف يمكن أن يدرك معاني الموجودات من بشر وكائنات وعلاقات تربط بينه وبين الآخرين ؟ لولا الأم الرؤوم التي رَعتْه في صغره ولقّنته الحروف الأولى لما استطاع أن يكوّن لغة يتفهم بها طرق التواصل الصحيح مع الغير، ولولا أن حضنته في سنينه الاولى لنشأَ باحتياجٍ شديدٍ لمعنى العطف والإحتواء.
أميّ وأمثال أمّي ، هي مصدر النور في حياتي، وأتعلم منها ما يجعلني قويًا، وأتمنّى أن أكون مثلها عندما أكبر وأربّي أطفالي على نفس النهج الذي ربتنا عليه أمّي .
وأخيرًا وليس آخرًا ، حاولت أن أُسهب في حياكة الكلمات لوصف أمي لم أستطعْ لأن اللغة تقف عاجزة أمام عطائها وحبها فهي تتربّع على عرش قلوب الكثيرات من اللواتي يحلُمْنَ بأن يكنّ مثلها. فأحمل قلبي وأدور في كلّ أرجاء العالم فلا أجد قدوةً تشبه أمّي وأظنّ أنّ لها نظيرًا في تأثيرها عليّ، فهي اللحن الذي ترسمه لي في الحياة وكلامها موسيقى بحدّ ذاته وكلّ دفء الكون لا يمكن أن يصل إلى قلبي إلا من خلال شمسها حين تُشرق في حياتي فتعطيني المِنَح السماوية التي تجعلني عصفورًا يحلّق في أعالي السماء.
وصدق من قال عن الأمر انها:
مطعم إذا جعت
مستشفى إذا مرضت
حفلة إذا فرحت
دعوات سماوية إذا غبت
فاللهم اجعل امهاتنا في علّيين.