أمي..قبسٌ من نور يضيء لنا الحياة، نسمة أمل تملأ دواخلنا، نبع عطاء لا ينْضَب، هي للظلام النّور، وللقلب السّكينة، وحدها من تزرع البهجة في نفوسنا بمجرد سماع صوتها يملأ أركان البيت، وجودنا في هذه الحياة أخذ منها الكثير، الكثيرَ من الراحة والصحة فهي من حملتنا تسعة أشهر، وهي من أنجبتنا ، وسهرت على راحتنا، فكانت لنا المعلم الناصح ،والأخت الحنونه، والصديقة الوفية فالأولى أن نعزو الغنى لوجودها، لا غنى المال فقط بل غنى الروح بالحب والأمل والحنان. الأم هي أكثر من يستحق العطاء والتضحية والحب، كيف لا وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعتها، وقرن رضاه برضاها، فقد قال: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، ولا عجب في ذلك ففضائلها تملأ حياتنا بمراحلها المختلفة، وحاجتنا إليها دائمة لا تقترن بسنٍّ أو حال، فهي وحدها من يقدر على تقمّص أدوار مختلفة فتارة تكون الطبيبة وتارة المعلمة وأخرى الصديقة، تتقن كل الأدوار بكل الحب والإخلاص، تفعل ذلك من تلقاء نفسها مدفوعةً بغريزة الأمومة التي أسبغها الله سبحانه وتعالى عليها، وحدها من يمكنها فعل ما لا يمكن فعله فقط لترى الابتسامة على وجوه أبنائها، تفدي روحها مقابل راحة أبنائها وسعادتهم...الام تضحي ونحن نُنكر.