قدوتي في الحياة :والدتي
عندما أتحدثُ عن قدوتي في الحياة ،فإنني لا أستطيع إلا أن اذكر والدتي .
إنها امرأة تحملت أعباء الحياة بشجاعة وإصرار ،خاصة في الأوقات التي غاب فيها والدي بسبب سفره بحثا عن فرص عمل افضل .
لقد كانت تجسد المعنى الحقيقي للقوة والعطاء ،وكانت مثالا حيا على كيفية مواجهة التحديات.
البداية :
عندما قرر والدي السفر،كان ذلك قرارًا صعباً علينا جميعًا .كنا نعيش في مجتمع يعتمد على وجود الأسرة معًا ،وفراق أحد الأبوين كان يعني أن الأمور ستصبح أكثر صعوبة .لكن والدتي ،بفضل شخصيتها القوية ،كانت قادرة على تحويل هذا التحدي إلى فرصة لنا جميعًا.
تحمل المسؤولية:
في الأيام الأولى بعد سفر والدي ،شعرت والدتي بعبء المسؤولية يتزايد عليها .
كان عليها أن تدبر شؤون المنزل،وتعتني بنا ،وتقوم بكل المهام التي كانت توزع عادة بين والديها .كانت تستيقظ في الصباح الباكر ،تعد لنا الإفطار،ثم تساعدنا في الاستعداد للمدرسه،على الرغم من الإرهاق،كانت دائما تبتسم ،وكأن الحياة لا تتطلب منها سوى القوة والارادة.
تنظيم الوقت:
أحد الأمور التي كانت مدهشة حقاً في والدتي هو قدرتها على تنظيم الوقت .كانت تعرف كيف توزع المهام اليوميه بشكل يتناسب مع احتياجاتنا .
بعد المدرسة ،كانت تخصص وقتاً لمساعدتنا في حل الواجبات المنزلية ،ثم تخرجنا إلى الحديقة لتعلمنا كيفية الزراعة والعناية بالنباتات .كانت دائما تقول :"الطبيعة تعلمنا الصبر والنمو".
الدروس المستفادة:
تعلمت منها الكثير من الدروس القيمة.كان أحد أهم الدروس هو الصبر .على الرغم من كل الضغوط ،لم تظهر أي انزعاج أو تذمر ،بل كانت تحثنا دائما على الصبر والمثابرة .كانت تقول :"كل صعوبة تمرين ،وكل عثرة تزيدنا قوة ".
الدعم العاطفي :
لم تكن والدتي مجرد معلمة ،بل كانت أيضاً مصدر دعم عاطفي لنا .في اللحظات الصعبه ،كانت تستمع لنا بلا ملل ،وتقدم لنا النصح والمشورة.كانت تعرف كيف تجعلنا نشعر بأننا مهمون وأن مشاعرنا تُحترم .
كنت أشعر بالأمان والطمأنينه عندما كنت أشاركها همومي
التحديات الكبيره :
بالرغم من قوتها ،لم تكن الحياة سهلة على والدتي ،كانت تواجه العديد من التحديات الماليه والعملية ،لكنها لم تستسلم أبدًا .كانت تعمل في عدة وظائف ،وتبذل جهدًا إضافياً لتلبية احتياجاتنا.كانت ترفض دائما أن نستشعر أي نقص في حياتنا ،وتبذل كل ما في وسعها لإسعادنا .
الفخر والاعتزاز :
كبرنا جميعًا ،وكلما زادت تجاربنا ،زاد اعتزازي بوالدتي .كنت أراها وهي تكافح من أجل عائلتنا ،وأدركت أن كل ما فعلته كان من أجلنا .كانت دائما تردد:"الأسرة هي أغلى ما نملك "،وهذا ما زرعته في قلوبنا .
الختام :
في النهاية ؛والدتي ليست فقط قدوتي ،بل هي أيضا صديقتي ومعلمتي ،تمثل لي مثال القوة والإلهام ،على الرغم من أن والدي عاد إلى المنزل بعد فترة ،إلا أن الدروس التي تعلمتها من والدتي ستبقى معي طوال حياتي .
هي امرأة غيرت مجرى حياتنا ،وعلمتنا كيف نكون أقوياء ونواجه التحديات بشجاعة،إنني ممتن لها ،وسأظل أحملها في قلبي كقدوة لي في كل خطوة اخطوها في الحياه.