عندَما تَصِل إِلى عُمق معنى كَلِمة النَّجاح تَجد أنها بِبساطة تعني الإِصرار.
أَنا خَولة وَعمري الآن خَمسون سَنة مواليد ألف وَتسعمائه وأربعة وسبعون ، مُنذَ طُفولتي وأنا أَحلُمُ بِأن أُصبِحَ مُهَندِسة زراعية وكان حُلمي الأكبر الدُّخول للجامعة .
كُنت أَحمِلُ مَسؤولية إِخوتي ؛ لأنني الإِبنَةُ الكُبرى لوالداي كانَ أبي يعمل بالزراعة وَيَبيعُ مُنتَجاتِها ، في الصّف العاشر تم عَقد قُرآني لإنهُ العاداتُ والتَقاليدُ طَغت على حُلمي ، عَقدتُ قُرآني وَلم أَتَوقف عَن التَعليمُ .
في عام 1992 تَقدمتُ للثانوية العامة وقَدر الله ما شاء فَعل لَم أَحصُل على النَجاح في ذاكَ الوَقت .
تَزوجتْ بَعد التّقديم للتوجيهي وأَنا بِداخلي حُلم ، لَم أَنسى يَومًا حُلمي لِدخول الجامعة لَم أَنسى أحلامي التي تُلاحقني وأَنا أدخُل للإِختبار لم أنسى يومًا هَذِه الأحلام .
رَزقني الله بِثلاثة أَولاد وَ ثَلاثةِ بَنات وَفي كُل يَوم اتَذكر حُلمي كُنت أقول : الا أن هُناك أَولويات وَكان أبنائي في سُلم هذه الأولويات .
إلى أن جاءَ الوَقتْ الذي كُنت صارمة على التَقديم للثانوية العامة لم أخشَ ماذا سَيقولون الناس قدمت مع ابنتي في عام 2013 اجتَهدتُ كُنت موازنه بين عائِلَتي وَ دِراستي في بعض الأوقات كانَ يأتيني شُعور الخوف بإنني سَأُقصر بعائِلَتي أو بإنني لن أنجح ، لكن عائِلَتي دَعمتني أَولادي دَعموني وفي كل يَوم اذهبُ فيها للإِختبار أحمد ربي على نعمة التَعليم أحمد ربي على إِصراري على العائلة التي رَزَقني بها .
ها أنا في وَسط عائِلَتي ننتظر نَتيجة ابنتي ونَتيجتي بَدَأَ التّوتر وَالقَلق يَتسلسل بِالعائلة إِلى أن قالَ وَلدي الأَكبر : " ألف مبرووووك يا أُمي " أنا هُنا لَم أُصدق ما سمعت وَأخيرًا سيتحقق حُلمي ، نعم لقد نَجحتُ بِمعدل 83,6 وكانت بَدل الفَرحةُ فَرحتين فرحتي بِنجاحي وَ فَرحتي بِنجاح ابنتي بمعدل 92 .
دَخلت ابنتي الجامعة لكن أَنا لم أدخل بسبب صِغر ابنتي كان عُمرِ ابنتي عامين لِذلك أجلت الجامعة لسنة أُخرى رَبيتُ أولادي وجعلتهم جميعهم ناجحين .
في عام 2015 بعدَ عامين من نجاحي بالثانويه العامة دَخلتُ الجامعة واجتهدتُ أكثر اعتَرِف بإن الحِمل كان يَزيدُ أكثر فأكثر ولكن طُموحي يجب أن أُحقِقَهُ .
دَخلتُ جامِعَة البلقاء التطبيقية ( كُلية الأميرة عالية ) وفي كل فَصل كُنت أحصلُ الأولى على الدُفعه .
في عام 2018 في السّنة الثّالثة بالجامعة على الصّيفي تَخرجت ، تَخرجت وحققت حُلمي تخرجت بِمُعدل مُمتاز كُنت مَصدر فخر لِعائلتي ولِجَميع أَحِبتي كانَت أول وظيفة لي في عام 2019 .
كانت من أَكبر صُعوباتي مسؤولية أبنائي واليَوم أبنائي يَفخرون بي ، جاهدت واجتهدت لحتى وصلت .
رَويت قِصتي بِهدف وهدفي هو السّعي ورا الأحلام وخُصوصًا العِلم ، الأحلامُ لا تَتوقف على الأعمار لا يوجد قانون في العالم يَقول بإن الأحلام مُقيدة بالأعمار .