اسم القصة: عناءُ الظلم
فتكٌ كالنارِ جوهَرُها الديارُ ومفادُها الأحرارُ؛ صُبت على اهلِ الجِيار ليلقى حَتْفُهم، وتُسقى الأرض وجوفِها من دمائِهم. قِصَةٌ بُدِأت؛ وبَطَلُها واقِعٌ مريرٌ وأحداثُها مستوحاتٌ من حقائِقَ مُريبة، مُكَدَّسَةٌ خلفَ الذُّلِ وجوعِ طفلٍ يستنجِدُ بربِ العزةِ. في غُمسِ صباحٍ جادٍّ مليءٍ بأزهارِ المحبةِ وخَضَارُ الإستشراقِ شبت حروبُ الذُلِ ليُسقى أرضُها من دماءِ الأحرار،ِ وينقَلِبُ جمالُها إلى بحيرَةٍ من الدماء. إنه في يومِ الثُلاثاء في تمامِ الواحِدةَ بعدَ زوالِ الوِحْدة حل جورُ الطُغاةِ على أهلِ الحقِ. وظُلمُ العُصاةِ لي ولأهلي أنا هُنا أنسام واقِعي بسيطٌ مليءٌ، برغبتي في التغيرِ لألقى مصيري فقيدٌ من التدبير، ويسكنُ مخيلتي هتكٌ وجورٌ وفُقرٌ جعلَنا عبيدٌ على مسرَحِ التغير، إنهُ صباحُ الثلاثاء بدأت مُحاكاةُ العار بعد العناءِ من فقرٍ وَشُحٍ في موارِدَ عائِلَتي وصوتٌ صاخِبٌ مستَمِرٌ قادَ أبي عبدُ الرحمن إلى أن يُطَلِقَ أمي ويُحيي ديارُنا في بياتِ القهرِ وألقى عِتابًا مفادَهُ يا ابن المُطلقة، وأُسقى من كأسِ المرار مرتين أولُهما طلاقُ أمي وفُقرُ الحالِ وضياعُ إخوتي في الطُرُقاتِ، ليحلَ مصيرِهم أبناءُ ضياعٍ وتوهُ وجورٍ ويستَجدَ والِدي في طُرُقِ الفجورِ والعصيان بدأت من هنا قصةُ العناء فأنا بنت ليلٍ عفيفة، فليلي مفادُه التغير نحو واقِعٍ أفضل لي ولِعائِلَتي ، وصباحي جدٌّ وعمل فأنا بائِعةُ خُبزٍ أطهوهُ في مساءِ كُلَ ليلةٍ عصيبة، وأسيرُ به في الطُرُقاتِ حتى أبيعَهُ وأُطعم نفسي وأخي الطفل ياسر. فلم يعد لي سواه فإن شئتُ الحديثَ عن ياسين فحالُه متعاطٍ لمادة الكوكائين وأما عن خالد فهو تائِهٌ في طريق السرِقة وأما أبي فاسفي فهو تائِهٌ وقد أرشَدَ إخوتي إلى طريقِ الضياعِ وفقد قواعِدَ الأبوة في طريق العُهر والحرام، وأما عني فأٍسقاني مرارَ الفُقرِ وزوالِ مُخيلتي الأُنوثية. فهذا ليس فقط مصيرُ العناء بل ما حلّ في صباحِ يوم الثُلاثاء كدس أصالَ العطاء في العناء أن جِدْ فهنا بياتٌ فنحنُ في ارضِ الفُقراء، شبت حربٌ أزالت طريق النجاة وألقتنا في هاوية فقدِ العطاء لأُلقى مكبلَةً ومستلقاةً على وجهي وأنا فتاةً عُمرها 14 سنة، لكنها رمزٌ للمِئة وأربعة وليلي باتَ في أسرِ الجورِ وصباحي باتَ نزيفٌ من دماءِ الضربِ في سُجونِ الاحتلال، وإقامتي في سجنِ الطُغاةِ عارٌ فقد إنتُهِكت قواعدُ العدلِ وباتَ نساء القريةِ مُعتدى على أعراضِهنَ وحالُهنَ لربِ العطاءِ مناجيًا وقسوةُ الطُغاة جعلهن محارِباتٍ بالرغم من ضعفِهن، فَهُنَ أُمهاتُ الأحرارِورمزُ الصمود والعزة ، لذا تُتُرَكُ قصةٌ واقِعُها اليمٌ وجورُها عظيمٌ تحتاجُ لتكمِلةٍ أِشد قسوةٍ فقلوبُكم باتت لا تميزُ طريقًا من الغفلةِ والذُلِ ومن هنا دعوني اُقدم قصيدتي لتكون ختامُ واقِعي.
رُجّت دَخيلةُ الأرضِ من هولِ الظلمِ
وباتّ ظهرُ الحقِ منقلِبٌ عن الأصلِ
وسُدّت صوامِعُ الطُّعمِ عن ذوي الفُقرِ
وهُدت كرامةُ أهلُ الكبدِ في العُهرِ
وَشُجّت مساجِدُ الربِ من دوس الفُسقِ
ورانَ أصلُ الرجزِ عن طيبِ الأصلِ
واتّزنَ القومُ على هولِ الخيانةِ عُبّادُ
ووزنُ الحقِ لا حق لهم من العدلِ
وللربِ الرجاءُ بعدُ الفقدِ عُمّارُ
فيا رجاءَ أهُل الصمدِ لا تدع من كَبَدِ
وذوي الطاعاتِ في القبورِ أحياءُ
وذوي الخيانةِ مماتٌ في الحياةِ أحياءُ
وأهل الصمود في السجونِ يدعونَ الرجاءَ
فيا لربِ العدلِ عدلٌ فأرضُكَ باتت ذُلٌ من القهرِ
قصتي بطلُها ظالِمٌ متبَجِحٌ بظلمهِ وشخصياتُها ضعفاءُ مقيدون خلف إبتسامةِ الخداع ومن هنا أقولِ ليس لي بطلٌ معين لأتحدثَ عنه بل أمامي واقِعٌ جعلنا شخصياتهُ الذليلة وكانَ بطلٌ في الظلم والخداع.
الكاتب: معاذ بني هاني