هو أولاً ابن هذا البلد و مواطن خدوم، و لربما لكونه أحد أفراد هذا المجتمع الذي يحبه و ينتمي له كان معطاء لأبنائه عطاءً لا متناهياً. و من ثم هو المهندس المعماري المبدع الفنان الذي يصمم بيوتاً بإبداع و شغف. و في نهاية اليوم يعود لبيته ليضم أولاده بجناح الحب و الحنان؛ مشكلاً رمز الأب القدوة في مجالات الحياة كلها.
مقالي عن والدي المهندس وائل أكرم السقا، الذي يستحق لقب بطل الأردن بجدارة؛ فقد خدم أبناء هذا البلد منذ ترشحه كنقيب للمهندسين في الفترة 2003-2009، سهر الليالي لتطوير النقابة من جميع النواحي و ليحظى جميع المهندسين بأفضل الفرص، فقد بدَى هذا العمل بإخلاص و جد على عمله الخاص ليرتقي بمراحل من التفان و التضحية. السجل مليء بالإنجازات، و أهمها ترؤسه لجنة شريان الحياة في مجمع النقابات المهنية في الأردن، و ترأسه اتحاد المنظمات الهندسية في الدول الإسلامية عام 2009 و الهيئة العربية لتأهيل واعتماد المهندسين في اتحاد المهندسين العرب لدورتين، و هو عضو مجلس إدارة جمعية المحكمين الاردنيين. أما الإنجاز الساطع الرئيسي بنظري هو أسطول الحرية، فقد تحركت سفن من مختلف الدول لفك الحصار على غزة و نصرتها و كان والدي المغوار أحد المضحيين بأرواحهم فداء لنصرة الوطن و رغم الصعاب و البعد عن الأهل و على الرغم من العدو الظالم عاد سالماً الحمد لله، مسطراً معاني التضحية و الكرامة و الفداء.
سأنهي بالدور المفضل لي، ألا و هو دور الأب الحنون الذي يعطف على أولاده، و الأب المستعد لإعطاء كل ما يملك و زيادة، و كدح سنينه كلها لفلذات أكباده. أبي كان و ما يزال، الأب الداعم المشجع، السند الدائم و الأب الذي يسهر و يقوم مفكراً بأولاده و همومهم و كيف سيسعدهم. أطال الله في عمرك بطلي أبي الغالي.