لجنة التحكيمالجامعات
لجنة التحكيم تقيّم الأعمال
89 أعمال
الأردن|الجامعات
كايد مفلح عبيدات
احمد جابر
تأليف احمد جابر
كايد مفلح عبيدات

كايد مفلح عبيدات
بلاد الشام وفي القلب فلسطين
قد ميزَ اللهُ أرضَ الشامِ عن غيرها ،وجعلَها ذات ميزاتٍ كثيرة فهي أرضُ الأنبياءِ، والدياناتِ والحضاراتِ ،ومتوسط البلاد ، وقد فتحَها اللهٌ على المسلمين في عهدِ سيدنا عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) لتنضمَ أرضُ الشامِ الى بلادِ الإسلامِ، وتصبحَ الحصنَ الرصين لها، وحفظُ الدينِ بها إلى يوم الدين، فهي عاصمةُ الخلافةِ الأمويةِ، ومنطلقَ الجيوشِ لحروبِ الأعداء ،وهي أرضٌ العلمِ، والعلماءِ، و هي إحدى أركانِ قوةِ الأمةِ الإسلاميةِ مع العراقِ ومصر، فإذا أردَتْ أنْ تحكمَ العالمَ الإسلامي ،والعالم بأكمله ، وأن تصنعَ الحضارةَ يجبُ أن تحكمَ بلادَ الشامِ ،ومن قلبها فلسطين التي تعدُ مهمةٌ لجميعِ الاديانِ السماويةِ؛ ولذلك تعرضَتْ أرضُ الشامِ لعددٍ من الحروبِ ،واحُتلَتْ من قبل الفرنجية مدة مئتي عام حتى فتحَ المماليكُ مدنية عكا عام ١١٩١م آخر معاقلهم لكن لم تنتهي هنا حكايةُ الغزاةِ بل استمرَتْ إلى أن احُتلَتْ بلادُ الشامِ واعطيت فلسطين كوطنٍ بديلٍ لليهودِ ،ولن تتوقفَ حكايةُ هذه الارضُ بل ستستمرَ إلى أن يرثَ اللهُ الأرضِ ومن عليها فالشامُ لا أرضَ مثلها ،ولا مكان يشبهها.

كايد مفلح عبيدات
هو كايد بن مفلح بن جبر بن فندي بن مصطفى بن إبراهيم بن أحمد عبيدات ولد في قريةِ كفرسوم في مدنيةِ اربد في الاردن عام ١٨٦٨م، وتلقى تعليمه في الكتاتيب، وحفظ القرآنَ وهو ابن العاشرةِ، وكانَ يحبُ التاريخَ، والشخصياتَ المؤثرة في تاريخنا الإسلامية ،تولى زعامةَ قبيلة عبيدات بعد موتِ والده لما يمتلك من صفاتٍ تجعلُه مؤهلًا لقيادةِ قبيلتِه، وحتى الأمةَ بأكملها فهو صاحبُ فكرٍ عروبي، واسلامي ما جعلهُ يقف ضد وعد بلفور، وسايكس بيكو الذي يقومُ على تقسيمِ بلادِ الشامِ والعراق وإعطاء فلسطين كوطن قومي لليهود ، وعلى أثر ذلك اشتركَ في مؤتمر عجلون عام ١٩١٧م ، وعملَ على حشدِ القبائلِ العربيةِ، والرجال لمقاومةِ الاستعمارِ، ومنعَ إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين لتبدأ رحلةَ كايد في الجهادِ ضد أقامت الوطنِ القوميِ لليهودِ بمهاجمةِ العصاباتِ الصهيونية ، وكان أحد الافراد الذين شاركُ في معركةِ تل الثعالبِ ضد العصاباتِ الصهيونية المدعومةِ من الاحتلالِ البريطاني وقد دارَتْ المعركةُ رغم اختلافِ الامكانيات المادية، لتنتهي المعركةُ باستشهاد كايد مفلح عبيدات ومن معه عام ١٩٢٠م ،ليسطرَ بذلك اسمه كأول شهيد أردني في فلسطين ،وكرمز للمقاومة وللامة.
لماذا كايد مفلح عبيدات بطلًا ؟
أن الأمةَ العربيةَ، والإسلاميةَ، الآن في أضعفِ فتراتها في تاريخيها الطويل، فهذه الأمةُ اعياها المرضُ، وقسمها التفرقُ، والاختلافُ، فلا تكادُ تجتمعُ جماعةً من الأمةِ الا وتتفرق لأقل الأسبابِ، فأصبحَ جسدَها على أثر الخلافاتِ هزيلًا لا يقوى على شيء، وليس بإمكانها العودةُ إلى نصفِ قوتها السابقةِ، وعلى ذلك فتحتاجُ هذه الأمةُ إلى أسبابٍ تساعدها في العودة إلى قوتها ومن تلك الأسبابِ اجتماعُ الأمة ِ، وإعدادُ القادةِ بالدينِ ،والعلم ِ،وزرعُ الصفاتِ الحسنةِ ،والقيادةُ منذ الصغرِ، وجعلَ هدفهم أعلاءِ كلمة الإسلامِ ،والأمة العربية، وإعادةِ الحق إلى اصحابه، ومن أمثالهم كايد مفلح عبيدات الذي يجبُ أن نُعَرِفَ الاجيالَ الصغيرةَ به وأن نعرفهم على آخرين من أمثاله قادوُا الامةَ إلى الصلاحِ عبرَ قرونٍ طويل من الزمن لعله يولدُ أشخاصٌ في زمننا من أمثالهم .
فلسطين قضية لا تموت
قد إعادة حربُ غزة القضيةَ الفلسطينية إلى الواجهةِ من جديد ، واعادتها إلى عقولنا ، واسماعنا ، وحياتنا من جديد فهذه القضيةُ التي يزيدُ عمرها عن مئة عام مرَتّْ بمراحل عديدة من مقاومةِ الاحتلالِ الإنجليزي إلى مقاومةِ الاحتلال الصهيوني بما فيه من النكبة، والنكسة حتى الانتفاضات نهاية القرن العشرين ،وبداية القرن الواحد والعشرين ، وخلال هذه الفترات مر على القضيةِ الفلسطينيةِ مراحل من المقاومةِ مثل الثورةِ الفلسطينيةِ الكبرى ،والنكبة حتى الانتفاضات مرورًا إلى حروبِ غزة فراينا خلال كل حرب رجالًا لهذه الحروب ارسلَهم اللهُ لنصرةِ هذه الأمةِ، واعلاءِ راية الحق والاسلام ،واعادة الأمةِ إلى مكانتهم وقد جعلَ اللهُ لهم الراية ،والاقدام على قيادة الأمة إلى الخروجِ من الظلمةِ إلى النورِ ،وعلينا يقع جزء من صنع الهدف والوصولِ إلى تحقيق الهدف بإعدادِ أجيالٍ على أمثال أبطال غزة ،وكايد مفلح عبيدات الذين لم يترددوا في نصرةِ الأمةِ، وِصِنعَ مرحلةٍ جديدةٍ لها انشاالله.