ْكلمتين في عمق التاريخ
يعود بنا التاريخ الى عام الف وتسعمئه وثمانية وستين، في الحادي والعشرون من شهر اذار،الذي سمعت فيه كلمتان من اصدق الكلمات قولا وفعلاً.
قالها بطل قصتنا، الذي ولد عام 1940 ونشاء وترعرع وهو يحمل في شخصيته صفات الرجل المغوار النبيل والشجاع ، عندما كان مرابطاً في مهتمته في الحرب القائمة، بين بلدنا الاردن وبين العدو الصهيوني، في محاولة له لدعس ارض العز والكرامة، في منطقة الضفة الشرقيه لنهر الاردن،
وكان بطلنا يرابط في مهمته كضابط ملاحظة يقوم بارسال الاحداثيات إلى القوات المدفعيه الأردنيه فوق تله قريبه من الضفه الشرقية، بعد أن التحق بالجيش العربي الاردني سنة 1961 وكان يقوم بهمته بدقة كباقي جنود الجيش العظماء، كان متقدم عن الجيش لرصد حركات دبابات العدو، و لم يكن يخطأ بأي هدف يحدده للقوات المدفعية.
وكان بمهته هذه يُلحق العدو خسارات فادحه، وكان من ذاكائه هو ورفاقه أن يغيرو اماكنهم بعد كل احداثيه يرسلوها، لكن من كثر المحاولات التي حاول العدو الصهيوني فيها معرفة مكان هذا البطل استطاع بالاخير ان يعرف مكانه، ويحدده عند هذه التله، واتجه بثلاث دبابات لدمير المكان والحصول عل المعلومات، واجهزة الاتصال اللاسلكي التابعه للجيش؛ لتشويش عليهم والقضاء عل هذا البطل ورفقائه، فتفاجئ بطلنا هو ورفاقه بقدوم دبابات العدو نحوهم، وبدل التفكير بالفرار رغم امكانهم العوده الى الخلف،ألا إن بطلنا بسرعة دهائه وشجاعته، اتخذ قرار حاسم لم يخطر على بال العدو، حيث استطاع بهذا القرار أن يبقي مسار المعركة لصالح جيشنا العربي الاردني، فقرر التضحيه بحياته وعدم التفريط بالمعلومات التي بحوزته، ووافقه رفقائه عل ذالك لانهم يعملون بقلب رجل واحد .
همهم هو الدفاع عن الوطن، وعدم السماح بتدنيس ارضه، من قبل العدو الصهيوني، وفي هذه اللحظه ارسل احداثيه فاجئت الجميع قال فيها كلمته الشهيره التي سطرت بماء الذهب في عمق التاريخ :(الهدف موقعي)، تفاجئ ضباط المدفعيه من هذه الاحداثيه، واعادوا عليه:( هذا موقعك كيف لنا أن نضربه).
اعاد عليهم بكل ثقة :( نعم هو موقعي والعدو محاصرني، ارمي، اشهد الا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله)، وارتقت روح البطل( خضر شكري) الملقب (ابو درويش و رفقائه)، الى جنة الخلد، وتم تدمير دبابات العدو، وفشل في الوصول الى هدفه.
وظلت هذه الكلمتان وظل هذا البطل، عالق في قلوب كافة الاردنيين الى اليوم، لانه كان لها الفضل الكبير في انتصرنا في معركة العز والكرامه على العدو الصهيوني.فطابت روحك الطاهره،ويبقى أردنا شامخا بعزه وكرامته بفضل امثالك من الابطال.