لجنة التحكيمالجامعات
لجنة التحكيم تقيّم الأعمال
89 أعمال
الأردن|الجامعات
أنا لست البطل
yousef yousef
تأليف yousef yousef
أنا لست البطل

أنا لست البطل
البطل الحقيقي هو قائِدي، وأنا في معركة الحياة اخترقَت الرَصاصة كَتِفي ونَزَفتُ حتى انتهيت وأود لو أرفَع راية الإستِسلام وأنهَزِم لأن ما عاد فيَّ شيئ ليُكمِل، كَتِفي المُمزق ما عاد قادِراً على رَفع البندُقية وقدماي ما عادت قادرتان على حَملي وكُل ما فيّ مُنهَزِم ولِساني لا يقوى على نُطق الهزيمة، ولا يَحِق لي نُطقِها حتى ينطِقُها قائِدي، وقائدي أيضاً مُتعَب، قائِدي مُنهَك أكثر مني، أنا اغتالَت الرصاصة كَتِفي؛ قائدي اغتالَت الرصاصات خاصِرَتُه وعُنُقه ولَم يستَسلِم ولا زال واقِفاً ووقفتُهُ أرعَبَت العِدا وأرعبتني، وبِرُغم الرُعب لم أتعجَّب؛ لأن القِناع سَقَط عن وجه قائِدي، واكتَشفتُ أن قائِدي هي أمي، فكيف لي أن أنسَحِب وأترِكُ أمي، أمي هي بطلي الأعظَم لَستُ أنا، هي مَن شدَّت أزرت وقوتني عندما كُنت هَشّاً وكان عودي طَري، هي مَن صَرَخت بوجهي وأنا مُنهَك في ارض المعركة قائِلةً: لن تُكسَر طالما أنفي فوق التُراب. زُليخة أفنت جمالها لسيدنا يوسف وأمي أفنت عُمرها لأجلي كأنني زرعة تُسقيني من وريدها حُباً عِزاً ثقةً وقوة، أمي هي مَن صنعتني وصَقلتني ورممتني وكبَّرتني وجعلتني أؤمِن بنفسي وأخرُج مِن تحت الحضيض، أمي مَن أقنعتني بأني أستطيع الطيران، هي داعِمي الأول ودرعي وجيشي، أنا أقِف على خَشَبة المسرَح بشموخٍ وكِبرياء ولا يعلَم الجُمهور أن أمي خَلف الكواليس تُرَقِّع بدلتي، هي نار القوس والنور والعشرة، عِشرة أيامي ومُهجة قلبي وكُل رجوة أرتجيها مِن الله أن تبقى لي القوة.
أنا لَستُ البَطَل الحقيقي في قِصتي، بَطَلي هو قائِدي وقائِدي أمي.

الكاتب يوسف باسم الجمره
يوسف ابن روكا